صار بالإمكان بواسطة عمليات المسح الإشعاعي للعقل التكهن بما ينوي الشخص أن يفعله، بحسب باحثين أمريكيين الذين يرون في هذه التقنية أداة قوية في يد مسؤولي الصحة وخبراء الإعلانات الساعين إلى تحفيز المستهلكين.. فقد توصل العلماء إلى وسيلة لتفسير صور العقل ليعرفوا على سبيل المثال ما اذا كان الناس الذين قرأوا رسائل عن فوائد استخدام الكريمات الواقية من الشمس سيستخدمونها فعلا في الأسبوع التالي. وقالت اميلي فولك وزملاء لها من جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس بدورية علوم الأعصاب إن الأشعة كانت أدق من أقوال المتطوعين أنفسهم. ونقلت رويترز عنها قولها: “نحاول معرفة ما إذا كان بالعقل منطقة تحتوي على حكمة دفينة”. وصرحت فولك بأن فريقها يبحث الآن عن مناطق أخرى من العقل تزيد من دقة هذه التقنية. وقال ماثيو ليبرمان أستاذ علم النفس الذي قاد الدراسة في بيان “أناس كثيرون يقررون فعل شيء ثم لا يفعلونه”. لكن من خلال صور الرنين المغناطيسي تمكنت فولك وزملاؤها من التوغل الى ما وراء النوايا والتكهن بالسلوك الفعلي. ويستخدم الرنين المغناطيسي مجالا مغناطيسيا لقياس كمية تدفق الدم في المخ. ويمكن ان يظهر اي مناطق في المخ هي الأكثر نشاطا من الاخرى لكن ذلك يتطلب تفسيرا حذرا ودقيقا. وشملت تجربة فولك 20 متطوعا من الرجال والنساء. وفي تجربة دارت حول الكريمات الواقية من الشمس توقع نصف المتطوعين بشكل صحيح سلوكياتهم في هذا المجال. وحلل الباحثون صور الرنين المغناطيسي في مسعى لرصد منطقة نشاط في العقل تعطي نتائج أفضل من 50 في المئة. وقدمت أفضل المعلومات منطقة معينة في العقل موجودة في اللحاء الامامي الاوسط.. وقال ليبرمان “من هذه المنطقة من العقل تمكننا من التكهن بشكل صحيح بنسبة ثلاثة أرباع (75 في المئة) ما إذا كانوا سيزيدون استخدامهم للكريمات الواقية من الشمس كما يقولون”. وأضاف “هذه المنطقة لها علاقة بمعرفة الذات ويبدو أنها تنتقد طريقة تفكيرك في نفسك وما تفضله”. ويعد الفريق تقريرا عن تجارب تتكهن بما إذا كان المتطوعون سيقلعون عن التدخين فعلا بعد قراءة رسائل تحفزهم على ذلك.