تشهد مدينة عدن هذه الأيام حركة دؤوبة ونشطة لوضع اللمسات الأخيرة لمختلف المنشآت الرياضية والأيوائية والسياحية التي ستحتضن فعاليات بطولة كأس الخليج العربي في نسخته العشرين. فعلى الصعيد الرياضي أكد مدير عام مكتب الشباب والرياضة بعدن جمال عبدالرسول اليماني لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ان جميع الملاعب التدريبية الخاصة بالبطولة أصبحت جاهزة .. مشيراً إلى أن تلك الملاعب هي ملعب نادي شمسان بمديرية المعلا البالغ تكلفته(250) مليون وملعب نادي الشعلة بمديرية البريقة البالغ تكلفته(300) مليون ريال وملعب نادي شباب المنصورة بمديرية المنصورة البالغ تكلفته (250) مليون ريال وملعب نادي الوحدة بمديرية الشيخ عثمان البالغ تكلفته (250) مليون وملعب نادي النصر بمديرية دار سعد البالغ تكلفته (250) مليون. واوضح اليماني ان تلك الملاعب التدريبية روعي في إعادة تأهيلها المواصفات العالمية للفيفا ويتسع كل ملعب ل خمسة آلاف متفرج.. لافتاً الى انه تم في تلك الملاعب تجهيز مختلف المرافق الخدمية والصحية للاعبين والجماهير وغرف للحكام والمدربين وصالات للاعبين وإقامة أبراج الإنارة وتعشيب الأرض بالعشب الاصطناعي وإعادة تأهيل المدرجات القائمة مع إقامة سور ومداخل للملاعب بالإضافة إلى الظلة والكراسي الخاصة بالمدرجات القائمة. وأضاف مدير عام مكتب الشباب والرياضة بعدن: إن ملعب حقات التابع لنادي التلال بمديرية صيرة بلغت نسبة الأعمال الانشائية فيه 100% وأصبح جاهزاً لاحتضان أي مباراة دولية.. مشيراً إلى أنه تم في هذا الملعب الذي تزيد تكلفته عن مليار ريال توسيع المدرجات لتتسع ل10 آلاف واضافة صالات لكبار الضيوف بالمدرج الغربي وغرف للعلاج الطبيعي واخرى للمدربين والحكام ومرافق يمكن ان تستوعب أربعة منتخبات في وقت واحد وخرطوم لدخول اللاعبين ونظام كاميرات مراقبة وكراسي للمدرجات، وذلك بأحدث المواصفات الدولية والمعتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).. منوهاً بأن هذا الملعب الذي سيشهد خلال الفترة القادمة تركيب شاشة الكترونية وإقامة مركز إعلامي سيحتضن الاحد القادم المباراة النهائية لكأس الرئيس التي تجمع فريقي التلال وشباب البيضاء والتي من المتوقع ان يحضرها أمناء سر الاتحادات الخليجية والعراق الذين سيزورون بلادنا مطلع الأسبوع القادم للاطلاع على اخر التجهيزات والمشاركة في الاجتماع الذي سيعقد في عدن لتحديد موعد اجراء القرعة للفرق المشاركة في البطولة. وأكد اليماني أن سير العمل في كل ملاعب خليجي 20 تسير وفقاً للبرنامج الزمني المخطط لها .. منوهاً بدور القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح ومتابعته المتواصلة لسير الإنجاز في مختلف المشاريع الخاصة بخليجي 20 أكانت رياضية أو سياحية وتوجيهاته للجهات المختصة بتذليل أي صعوبات قد تعترض سير تنفيذ تلك المشاريع .. مجدداً تأكيده جاهزية المنشآت الرياضية لاستضافة هذه البطولة. وفي الجانب الأيوائي تظهر المؤشرات بأن جانب الايواء في المحافظة سيكون على استعداد لاستقبال الزائرين والضيوف من مختلف دول الخليج العربي، حيث يجري العمل حالياً على تنفيذ عدداً من المشاريع الفندقية السياحية التي تم افتتاح البعض منها فيما يتم وضع اللمسات الأخيرة للبعض الآخر منها فندق القصر الذي تنفذه شركة أساس العقارية إحدى الشركات التابعة للشركة العربية الليبية القابضة بتكلفة اجمالية تبلغ 100 مليون دولار. ويتكون هذا الفندق الذي أقيم خصيصاً لهذه البطولة من خمسة طوابق مع البدروم ويقع على مساحة 250 ألف متر مربع على شاطئ منطقة الحسوة ويضم 240 غرفة وجناح فندقي خمسة نجوم بالمواصفات العالمية ويستوعب أكثر من 2000 عامل ويتوقع ان يتم افتتاحه نهاية أكتوبر 2010. كما يجري حالياً إعادة تأهيل فندق عدن بخور مكسر والذي تنفذه مجموعة اتحاد المقاولين اوف شور بمبلغ 35 مليون دولار بتمويل من صندوق ابو ظبي للتنمية وإشراف وزارة السياحة، وسيوفر المشروع في مرحلته الأولى 155 غرفة تضم 14 جناحاً وقاعة لكبار الضيوف والزوار وغيرها من المرافق السياحية، ويتوقع ان يتم الانتهاء من هذه أعمال التأهيل قبل إنطلاق البطولة. ويجري في إطار الاستعداد لخليجي 20 أجراء التشطيبات الأخيرة لفندق بن شلوه السياحي بمديرية صيرة والذي يشتمل على 200 غرفة و54جناحاً وفلتين فوق سطح المبنى ومطعم سياحي بانوراما، بالإضافة إلى مشغل للآثار والمقتنيات الأثرية بتكلفة استثمارية بلغت 10 ملايين دولار. كما يجري أيضاً استكمال التجهيزات في فندق النيل الازرق الذي سيحتوي على 115 غرفة و7 أجنحة بأحدث المواصفات بتكلفة عشرة ملايين دولار ويتوقع الانتهاء منه مطلع اكتوبر القادم. وفي إطار الاستعدادات في الجانب السياحي تبدأ وزارة السياحة بالمحافظة بالتنسيق مع اكاديمية الضيافة العالمية الاسبوع القادم تنفيذ البرنامج التدريبي الخاص بتأهيل القوى العاملة في مختلف المنشاءات السياحية بالمحافظة بهدف تحسين مهاراتهم في التعامل مع عملائهم ونزلائهم الذين سيتوافدون خلال البطولة من مختلف اقطار دول الخليج والعالم العربي واليمن. وسيتضمن البرنامج تدريب وتأهيل ما يقارب 750 عاملا في الفنادق والمطاعم السياحية العاملة في عدن على مدى ثلاثة اشهر على كيفية تقديم مختلف الخدمات الفندقية مثل خدمات الطعام والشراب والتدبير الفندقي والاستقبال وتحضير الطعام وفن الطهي والامن والسلامة وغيرها من الخدمات الفندقية الاخرى. اما فيما يتعلق بالجانب الأمني فقد أعدت إدارة الأمن العام بمحافظة عدن خطة تدريبية شاملة تتمثل في تعزيز قدرات ضباط وأفراد الأمن في استخدام تقنية المعلومات وتقديم الخدمات الشرطوية للمواطنين والزائرين بشكل افضل..وبحسب ورقة عمل تقدمت بها إدارة الأمن لورشة عمل حول خليجي 20 -حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على نسخة منها- فانه قد تم تدريب أكثر من 800 فرد وضابط على قيادة الحاسوب وتجهيز مجموعة قواعد البيانات من حيث الإدارة والتحديث باستمرار والاستخدام الماهر للبرمجيات وتشغيل منظومة الاتصالات السلكية "كول سنتر" الخدمات المجانية على الرقم 199 واللاسلكية، كذلك استخدام ال"جي. آي. إس" والتدريب على كافة مهام الدفاع المدني من الإطفاء، الإسعاف، الإنقاذ، الإخلاء، الإيواء، والتدرب على مكافحة شغب الملاعب، وتدريب عناصر المرور والمنافذ البرية والبحرية والجوية على حسن التعامل مع المواطنين والتدريب على كافة المهام المطلوبة من رجال الأمن. كما ستعمل الإدارة على توفير الحراسة المباشرة لأكثر من 250 منشأة في المحافظة، إلى جانب الشخصيات الاجتماعية والسياسية الأخرى بالإضافة إلى تركيب منظومة الرقابة الالكترونية وربط شبكة الإنذار من الحرائق وتركيب أجهزة كشف المتفجرات. كما عملت قيادة أمن عدن مع السلطة المحلية في المحافظة وقيادة وزارة الداخلية على تحديث إدارة الأمن وإدخال تقنية المعلومات التي تساعد على نقل العمل نقلة نوعية وقادرة على تقديم أفضل الخدمات الشرطوية للمواطن والحفاظ على الأمن وقامت بتجهيز منظومة الالكترونية متكاملة، وتشمل: مركز القيادة والسيطرة الرقمي، والتي تحقق القيادة والسيطرة الموحدة على الوحدات والإدارات وفروع المصالح والمناطق الأمنية في وقت واحد وبدون انقطاع وفي مختلف ظروف الموقف، وقاعدة البيانات يعمل فريق متخصص على تزويدها بالمعلومات من مصادرها الاصلية وتصنيفها وإدخالها في الحقول وتحديثها باستمرار . وفي هذا المجال أيضاً اكدت مصادر أمنية انه يجري حالياً تدريب (10) آلاف عنصر من قوات مكافحة الإرهاب والعناصر النسوية ، من الأمن المركزي وقوة كبيرة من الحرس الجمهوري سيتم تسخيرهم لتأمين البطولة وفق الخطة الأمنية المعتمدة من اللجنة التحضيرية العليا لخليجي 20. وفي قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية يجري حالياً تنفيذ ستة مشاريع بتكلفة (2) مليار و(751) مليون و(766) ألف ريال وتتضمن إنشاء شبكة تراسل متعددة الخدمات سعة 20 ألف خط والمرحلة الأولى والثانية من مشروع المعلومات الجغرافية والمرحلة الأولى من الشبكات الفرعية والرئيسة في كافة المديريات ومشروع كابل ألياف المخا- باب المندب- راس عمران بمسافة (254) كم ومشروع إنشاء البنية التحتية للشكبة الفرعية والرئيسية للمناطق الصناعية بالحسوة ومشروع توسعة شبكة الألياف الضوئية (دار سعد - المنصورة - البريقة) (المعلا - التواهي) (خور مكسر - دار سعد). أما في قطاع الصحة يجري حالياً تنفيذ عدداً من المشاريع الخاصة بهذا الحدث الكروي الكبير بتكلفة تزيد عن نصف مليار ريال تتضمن بناء وإنشاء غرفة عمليات وإسعاف في مستشفى الوحدة التعليمي، وتوفير الأدوية المستلزمات الطبية لكافة المرافق الصحية وشراء سيارات إسعاف مكتملة التجهيزات وإنشاء محطة لشبكة سيارات الإسعاف وربطها بشبكة اتصالات إلى جانب تدريب وتأهيل الكادر الصحي في مجال طب الطوارىء واصابات اللاعبين وتجهيز مستشفى 22 مايو العام. وستعمل هذه المشاريع الصحية على رفع كفاءة وقدرات القطاع الصحي والطبي في محافظة عدن وسيتمكن من تقديم كافة الخدمات والرعاية الصحية لمواطني المحافظة بعد تزويدها بالأجهزة والمعدات الطبية الحديثة. وفي إطار الاستعدادات والتحضيرات لاستقبال هذا الحدث بذل صندوق النظافة وتحسين المدينةبعدن جهوداً كبيرة في سبيل تجميل وتحسين عدن حيث نفذ عدد من المشروعات بتكلفة (132) مليون ريال تمثلت في تشجير مداخل المطار وتشجير عدد من المساحات ودرابزينات جولات في عدد من المناطق. كما يجري في هذا الجانب تنفيذ أعمال التشجير والتحسين لعدد من الكورنيشات والجزر الوسطية والطرق وطلاء واجهات مباني الشوارع الرئيسية في المحافظة وبناء مجسم لخليجي 20 في مديرية الشيخ عثمان ومجسم وشلال في جسر الفتح بمديرية التواهي بتكلفة اجمالية لكل المشاريع تصل الى مليار و(388) مليون ريال. وختاماً : تنتظر مدينة عدن زائريها من دول الخليج العربي، الذين سيحلون ضيوفا كراما عليها خلال فترة اقامة البطولة، وقد أعدت العدة اللازمة لاستقبالهم واحتضانهم ووفرت لهم كافة سبل الراحة والاستمتاع بما تمتلكه من مقومات تاريخية وسياحية حباها بها الباري عز وجل، ليغادروها بعد انتهاء البطولة وكلهم أمل في العودة القريبة إليها في بطولات خليجية واقليمية وسياحية قادمة