(8-7) لا يقتصر الاهتمام باللغات المهددة بالإنقراض على اليونسكو أو بعض الدول فقط، وهناك جهود لمنظمات واتحادات، وهناك – أيضا – جهود لأفراد، ونشير هنا إلى جهود بعض الأفراد في هذا المجال. في أثيوبيا اندثرت اللغة الجعزية، وفي كينيا لغة الياكو، بعد أن اندمج متكلموها الذين يعيشون على الصيد والقنص وسط الماساي الأكثر تنظيما سياسياً والأقوى عسكرياً. وهناك لغات يتكلم بها اليوم أفراد من كبار السن يعدّون على أصابع اليد في نيجيريا، وفي إحدى القرى الأثيوبية أيضاً توجد لغة نادرة تلفظ أنفاسها الأخيرة. في هذه القرية يعيش آخر ستة أشخاص يتحدثون بها، وكلهم من المسنين مما يجعلها في عداد اللغات المنقرضة، لكن أحد أساتذة جامعة أديس أبابا يسابق الزمن من أجل توثيق هذه اللغة وجمع كلماتها المهددة بالانقراض، بحسب د. عثمان أبوزيد في مقالة له في الموضوع نشرها في موقع “سودانايل” في 16 ديسمبر 2009. وأوضح د. عثمان أبو زيد أنه عندما ذهب إلى دنقلا للعمل في التعليم وجد أحد المعلمين (الأستاذ حامد خبيري) يشتغل على تدوين أمثال اللغة الدنقلاوية، ويقول د. أبو زيد “وعلمت منه (في 2008) أن العمل قد تم نشره”. ويذكر أبو زيد أن في السودان عدة لغات محلية انقرضت خلال قرن مضى مثل لغة برتي ولغة برقد وميما، ومن قبل انقرضت اللغة المروية. وأشار د. أبو زيد إلى أن الأستاذ محمد متولي بدر في منطقة أسوان، “له كتاب قصص وأمثال النوبة، من منشورات جامعة الخرطوم. ولكن عمله التوثيقي الأجود قاموس اللهجة النوبية”.. كما ساهم الفنان محمد وردي في إحياء التراث اللغوي النوبي عبر تسجيلاته الغنائية. [email protected]