نظم المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات) أمس أمسية فكرية بعنوان «قراءات فكرية وتحليلات سياسية لمشروع اتحاد الدول العربية» . وقدمت في الأمسية ورقتي عمل، الأولى حول البعد الدستوري في المبادرة اليمنية قراءة في العمل العربي المشترك للقاضي يحيى محمد الماوري، والثانية حول دور منظمات المجتمع المدني في إسناد مشروع اتحاد الدول العربية وطنياً وعربياً لرئيس دائرة المنظمات الجماهيرية بالمؤتمر الشعبي العام طه الهمداني. تناول القاضي الماوري في ورقته من خلال رؤية تحليلية مسيرة العمل العربي المشترك والإخفاقات المصاحبة لها ، مسلطاً الضوء على البعد الدستوري للمبادرة اليمنية ومبررات تقديمها والمرجعية التي استندت عليها وما تضمنه مشروع دستور اتحاد الدول العربية بمواده ال 35 .وأشار إلى أن من أهم عوامل نجاح المبادرة اليمنية التأكيد على البناء المؤسسي لكيان الاتحاد بما يضفي عليه بعداً دستورياً ملزماً ، المنهج الديمقراطي كأساس من أسس الكيان ، التكامل التنموي والشراكة الاقتصادية بالإضافة إلى صياغتها المعتمدة للواقعية والموضوعية وابتعادها عن الجمود من خلال اعتماد النظام الفيدرالي والتوازن السياسي بين جميع الأقطار العربية. وأرجع سبب إخفاق العرب ونجاح الأوروبيين في مقارنته بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية الى عوامل أبرزها «حرية القرار ، الالتزام بالديمقراطية، التدرج، بالإضافة إلى التنازلات التي قدمتها الدول الغنية..فيما استعرض الهمداني في ورقته أفكاراً ورؤى أولية حول الأدوار التي يمكن ان تقوم بها منظمات المجتمع المدني الوطنية والعربية ، مشيراً إلى دور قادة تلك المنظمات باعتبارهم يمثلون نخبة المجتمع العربي في تقديم التصورات والآراء التي ستثري الأفكار الأولية فضلاً عن تأثيرهم على الرأي العام..وتطرق أستاذ النقد بجامعة صنعاء الدكتور عادل الشجاع في مداخلته إلى أهمية مشاركة الحركة الوطنية والقوى السياسية العربية في الوصول للاتحاد العربي.. تخلل الأمسية العديد من المداخلات للمشاركين من أكاديميين وباحثين ومهتمين .