نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    دولة الأونلاين    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    احتجاجات في لحج تندد بتدهور الخدمات وانهيار العملة    جمعية التاريخ والتراث بكلية التربية تقيم رحلة علمية إلى مدينة شبام التاريخية    تعاميم الأحلام    مقتل مواطن وإصابة آخر دهسا بطقم حوثي جنوب الحديدة    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    يافع تودع أحد أبطالها الصناديد شهيدا في كسر هجوم حوثي    لليمنيّين.. عودوا لصوابكم ودعوا الجنوبيين وشأنهم    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    نصف الراتب المتعثر يفاقم معاناة معلمي وأكاديميي اليمن    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    درب الخلاص    (السامعي) .. دعوات متكررة للحوار الوطني    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توافق وطني لانضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية
بعد اثني عشر عاماً من المفاوضات الثنائية والمتعددة الأطراف وتنفيذ برامج هادفة لكسب تأييد كافة الشركاء والرأي العام
نشر في الجمهورية يوم 01 - 08 - 2010

تبرز فكرة التوافق الوطني من أجل انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية اليوم في أبهى صوره وذلك بعد تنفذ برنامج متكامل لمكتب الاتصال والتنسيق مع منظمة التجارة العالمية في اليمن والذي استهدف الأخذ بآراء ومقترحات كافة الشركاء المحليين والخارجيين في القطاعين العام والخاص.. ونظراً للإصلاحات التي رافقت مفاوضات الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية فإن ذلك أثر إيجاباً على الحياة الاقتصادية وسيسهم في تعزيز برنامج الإصلاحات الاقتصادية المالية والتجارية والصناعية بالإضافة إلى مواءمة التشريعات المتعلقة بالانضمام بما يضمن مواكبة تشريعات الدول المتقدمة .
وحيث تمثل اليوم مسألة التوافق الوطني زخماً ودافعاً قوياً لاستكمال المفاوضات فإن إجراءات ليست بالمعقدة يمكن ان تستكمل نهاية العام الحالي2010 لتنضم اليمن إلى عضوية منظمة التجارة العالمية بعد اثني عشر عاماً من المفاوضات الثنائية والمتعددة الأطراف.
إصلاحات تشريعية مواكبة للانضمام
رئيس مجلس النواب اليمني يحيى الراعي قال: إنه لدينا البيئة التشريعية الممهدة لانضمام اليمن الى منظمة التجارة العالمية, ومنها القانون رقم (47) لسنة 2005م بشأن الموافقة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد والقانون رقم (30) لسنة 2006م بشأن الإقرار بالذمة المالية والقانون رقم (39) لسنة 2006م بشأن مكافحة الفساد والقانون رقم (23) لسنة 2007م بشأن قانون المناقصات والمزايدات والمخازن الحكومية .. وأن تلك القوانين تهدف إلى حماية المال العام وتعزيز الثقة بأجهزة الدولة وموظفيها وصون كرامة الوظيفة العامة ومكافحة الكسب غير المشروع والحد من العبث بقيم وأخلاقيات الوظيفة العامة ، وكذا الحفاظ على ممتلكات وأصول الدولة ومحاربة الفساد في أعمال المناقصات والمزايدات إلى جانب العدالة والمساواة بين المتنافسين في المناقصات والمزايدات والنزاهة والشفافية والمساءلة وضبط وتحديد الإجراءات المتعلقة بالمناقصات والمزايدات والمخازن ، بالإضافة إلى الكفاءة الاقتصادية في أعمال المناقصات والمزايدات والإشراف والرقابة عليها .. كما أن هناك شراكة فاعلة بين الحكومة والسلطة التشريعية فيما يتعلق بسن ومناقشة وإقرار القوانين ذات الصلة بمواكبة التطورات التنموية في المجالات المختلفة بما في ذلك القوانين المتعلقة بالمنظمات الدولية ذات المنفعة المتبادلة وخصوصاً التوجهات القائمة لبلورة التشريعات المتصلة بالانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.. وأننا نشيد بالخطوات التي اتخذتها الحكومة في طريق الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وأؤكد أن مجلس النواب لن يدخر جهداً في سبيل التسريع بالتشريعات التي تخدم الاقتصاد الوطني وتعجل بدوران عجلة التنمية إلى الأمام”.
استثمار المزايا الممنوحة لليمن
رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني قال: نؤكد على دعم مجلس الشورى لجهود انضمام اليمن الى منظمة التجارة العالمية ، والعمل لما من شأنه تسريع خطوات الانضمام ، وإنجاز الالتزامات التي يتعين على اليمن الإيفاء بها، خصوصاً تلك التي تأتي ضمن خطة العمل التشريعية بشأن التوافق مع المنظمة، بالنظر إلى ما تمثله المنظمة من إطار يستأثر ب97 % من حجم التجارة العالمية.. ويجب أن ينهض الفريق الوطني المفاوض بدوره بما يكفل استثمار المزايا المتاحة لليمن كأحد البلدان الأقل نمواً ، في الحصول على أوجه الدعم الذي تساعده على تحقيق أفضل مستوى من الحماية للمستهلكين أولاً، وللأنشطة الاقتصادية الإنتاجية الواعدة، وتساعده كذلك في النفاذ إلى الأسواق الدولية..إن بعض المخاوف المتصلة بمستقبل المنتج الوطني من الممارسات غير التنافسية للمنتجات الخارجية التي تحظى بمزايا في بلدانها وأسعار تفضيلية فيما يتعلق بالوقود والقروض بفوائد تكاد تكون معدومة وتتحول إلى هبات. .وإن من شأن هذا النوع من الممارسات أن يعمق الفجوة بين تكاليف الإنتاج على المستوى المحلي مقابل التسهيلات الممنوحة للإنتاج الخارجي، خاصة السوق اليمنية الكبيرة ويتعين الأخذ بعين الاعتبار أهمية إغناء هذا السوق وليس إفقاره، لأن إغناءه سيؤدي إلى زيادة فرص التسويق أمام المنتجات المحلية والخارجية على حد سواء” .
خطوات مهمة في طريق الانضمام
الدكتور يحيى المتوكل، وزير الصناعة والتجارة رئيس اللجنة الوطنية للإعداد والتفاوض مع منظمة التجارة العالمية أكد أن:
أمام اليمن فرصة مواتية للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية بحلول نهاية هذا العام، خاصة في ظل الدعم الدولي الكبير لليمن والذي تبديه الأطراف الرئيسية في منظمة التجارة العالمية بالنظر إلى أهميتها الجيواستراتيجية .. هناك خطوات مهمة تم إنجازها مؤخراً وتشمل توقيع اتفاقيات ثنائية مع كل من الصين والاتحاد الأوروبي وكندا واستراليا، وكذا التوقيع بالأحرف الأولى مع الولايات المتحدة وإمكانية التوقيع في هذا الصيف مع كل من كوريا واليابان. . كما أن أي تأخير في عملية الانضمام ستترتب عليه صعوبات ومعوقات إضافية أمام بلادنا في أي مفاوضات مقبلة مع الدول الأطراف، حيث لا يمكن الاندماج مع الاقتصاديات الإقليمية والدولية بدون الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية .. ولذلك هناك أهمية للانتهاء من الخطة التشريعية بحلول نهاية هذا العام .. حيث إن هذه الخطة تشتمل على قانون حماية الإنتاج الوطني الذي يهدف إلى منع الممارسات غير التنافسية وحماية السوق من الإغراق، مما يعني أن انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية سيوفر فرص أفضل لحماية المنتج الوطني.
إقرار القوانين الموائمة للانضمام
رئيس لجنة الشؤون الدستورية والقانونية علي عبدالله ابوحليقة قال:
نحن نطمح في مجلس النواب لأن تكون هناك لقاءات مع الجهات ذات العلاقة بخصوص استصدار التشريعات الخاصة بانضمام اليمن الى منظمة التجارة العالمية وكذا سرعة البت فيها خاصة في ظل وجود الكثير من مشاريع القوانين المطروحة لدينا والتي تحتاج إلى إقرارها من قبل المجلس .. ونريد أن تسبق عملية انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية إجراءات توضيحية من خلال عقد لقاءات مع اللجان المختصة وإبراز أهم الأجندة الفوائد أو المزايا وكذا العيوب من عملية الانضمام بحيث يكون هناك توازن في عملية الطرح .. كما أن عقد مثل هذه اللقاءات ستعزز من جهدنا وستكون ملزمة لنا لإخراج التشريعات المتعلقة بالانضمام إلى حيز الوجود , وحتى لا يظل الجانب التشريعي معيقاً للانضمام وحتى لا يشكل تراكما, وبذلك أرى أهمية عقد مثل هذه اللقاءات والانتهاء من الأعمال الإجرائية التشريعية لاستكمال انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية .
إجماع وطني للانضمام
الدكتور حمود علي النجار رئيس مكتب الاتصال والتنسيق مع منظمة التجارة العالمية قال:
ان التوافق الوطني الآن أصبح في ثوبه الزاهي وهذا ما يسعدنا وما كنا نتمنى أن يكون .. ومن خلال لقاءاتنا بأعضاء من مجلسي النواب والشورى الذين يعكسون كل الأطياف السياسية كانت اللقاءات ناجحة ومثمرة ولم تكن هناك نظرات سلبية إلى عملية الانضمام .. كان هناك اتجاه شبه إجماع على أن الوقت قد حان لأن تكمل اليمن إجراءات الانضمام هذا العام وان الظرف السياسي الراهن يجب أن يستغل خاصة وان المجتمع الدولي يدعم اليمن في كل الاتجاهات وفي كل المجالات وخاصة فيما يتعلق بالانضمام .. وأيضاً من الناحية الثانية فإن كل الأطراف السياسية الداخلية مع هذا الاتجاه ولم نسمع أي طرف من الأطراف انه متحفظ لاستكمال إجراءات الانضمام صحيح أن هناك بعض الهموم حيث تمت مناقشتها وإيضاحها والمتعلقة بما إذا كان هناك آثار سلبية للانضمام , وبالطبع عكس هذا النقاش بين الجانبين الجانب الحكومي وجانب ممثلي مجلسي النواب والشورى واستطاع الجانب الحكومي ان يطمئن كلاً من القطاع الخاص والبرلمانيين بشكل عام بأنه لن تكون هناك آثار سلبية مباشرة حيث إن مستوى الانفتاح الاقتصادي لليمن يضاهي أي دولة نامية ولهذا السبب فإن النتائج التي نتوقعها ستكون ايجابية.
وعن التساؤلات المطروحة عن انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية هل ستكون ربحاً أو خسارة على الوطن قال النجار:
نؤكد أن انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية ربح بكل ما تعنيه الكلمة من ربح لليمن وهو تأكيد على الكيان اليمني في المجتمع الدولي وبالذات المتعلق بالجانب الاقتصادي وبالتبادل التجاري وهذا يعتبر ختماً كما يعتبر شهادة لليمن في المجتمع الدولي وسيؤدي هذا إلى زيادة الاستثمارات الصافية الأجنبية بالإضافة إلى هذا فإن اليمن ستكون في موقع استراتيجي وتلعب دورها الحقيقي بين المجتمع الدولي وهذا بالتأكيد ستكون له أهمية كبيرة , لن تعود اليمن مهمشة في المجتمع الدولي وفي التجمع الإقليمي بالإضافة إلى الموقع الجغرافي الهام تتمتع اليمن بميزات استقرار سياسي كبير وسيكون الانضمام ذات صبغة للاستقرار الاقتصادي وطبعاً هذه أهداف إستراتيجية على اليمن أن تستغلها في الوقت الراهن والانضمام سيكون عامل مساعد لهذه الأهداف الإستراتيجية التي نأمل أن تتحقق من عملية الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية ..
وحيث رافق عمليات التفاوض الكثير من الإصلاحات خاصة على الصعيد القانوني فإن جهوداً تبذل حالياً لاستكمال بعض الإصلاحات التشريعية بما يكفل مواءمتها مع التشريعات العالمية لدول الأعضاء في المنظمة .. يقول النجار: هناك خطة تشريعية مفصلة .. وهناك عدد من التشريعات المطلوب تعديلها او المطلوب إضافتها إلى قائمة التشريعات الحالية نأمل أن تقوم الجهات المعنية والتي قد قام المكتب تزويدها بمقترحات صيغ للتعديلات ان تتبنى هذه التعديلات التشريعية وان تبعث موافقتها عليها حتى نستطيع ان نرفعها إلى اللجنة الوطنية ثم إلى لجنة السياسات .. اعتقد أن الجميع يدرك ان نعطي الجانب القانوني أهمية كبيرة لأننا سنحتاج إلى استكمال متطلبات مواءمة عدد من التشريعات وهذه المواءمة تتطلب تعديل مادة أو مادتين فقط في كل قانون ..ولا اعتقد أن المشكلة كبيرة بل هو إجراء تعديل للتواؤم مع الاتفاقيات المناظرة , وهناك عدد من القوانين الجديدة تتعلق بالملكية الفكرية، والآن الوزارة بصدد إقراراها وستقدم لمجلس الوزراء عما قريب ونتمنى أن ينجز قبل موعد الانضمام وهذا سيساعد على أن نستكمل ما استطعنا استكماله، ومن جانب آخر هناك بعض الفترات الانتقالية قد طلبت من الدول الأعضاء لتتمكن اليمن من استكمال المتطلبات التشريعية خلال فترة ممكنة لليمن».
دور القطاع الخاص
وعن الدور الذي يجب أن يلعبه القطاع الخاص قال خليل الصباري نائب رئيس مكتب الاتصال والتنسيق مع منظمة التجارة العالمية:
القطاع الخاص هو المحرك الأول للاقتصاد اليمني ، ويمثل نشاطه الرافد الأول للناتج المحلي الإجمالي . وبالتالي دور القطاع الخاص أساسي وضروري في عملية الانضمام لمنظمة التجارة العالمية . إلا أنه يلاحظ أن عضوية المنظمة هي لحكومات الدول والاتحادات الجمركية المستقلة ، وبالتالي فإن جهد الانضمام للمنظمة تقوده الحكومات التي تتمتع باتخاذ قرارات السياسة التجارية . ومن حيث المبدأ يجب الاتفاق على أن الانضمام الى منظمة التجارة العالمية أصبح ضرورة لبلادنا على طريق الاندماج في الاقتصاد العالمي .. وكما يعلم الجميع فإن عدد الدول الأعضاء في المنظمة وصل الى 154 دولة واتحاد جمركي وهناك نحو 30 دولة في طريقها إلى الانضمام للمنظمة، وذلك يعني ببساطة إعلان ثقة في نظام التجارة العالمي متعدد الأطراف، الذي تمثله وتشرف عليه منظمة التجارة العالمية.
كما أن التجارة العالمية أصبحت واقعياً محكومة باتفاقيات المنظمة، نتيجة لعضوية جميع الأطراف الفاعلة فيها والتي تمثل نحو %90 من حجم التجارة العالمية .. حيث هناك بعض المخاوف والتحفظات التي يبديها بعض ممثلي القطاع الخاص والتي توليها الحكومة اليمنية ممثلة بالآلية الوطنية للانضمام للمنظمة تقديرا وتأخذها بعين الاعتبار، وهذه المخاوف مشروعة ، باعتبار أن القطاع الخاص اليمني مازال في طور النمو الأولي ، وبالذات القطاع الصناعي الذي يعتقد البعض صعوبة وقوفه أمام المنافسة في السوق المحلي أو الخارجي . ولكن يجب النظر إلى هذه المخاوف بصورة ايجابية وليس بالصورة التي يعكسها البعض ، خاصة إذا ماعرفنا أن عملية انضمام بلادنا للمنظمة بدأت فعليا منذ عام 1998 ، عندما أقر المجلس العام للمنظمة طلب انضمام اليمن للمنظمة ، أي منذ اثنتي عشرة سنة وذلك يعني أن عملية انضمام بلادنا للمنظمة تسير بخطى متأنية وذلك ناتج عن الحرص على تجنب تقديم التزامات من شأنها أن تلحق الضرر بالمنتجات المحلية والاقتصاد الوطني بشكل عام.
ومن ناحية أخرى فإن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي بدأت بلادنا بتنفيذه عام 1998م قد تولى تنفيذ جانب كبير من متطلبات الانضمام للمنظمة ، وبالتالي ليس من المتوقع ظهور سلبيات كبيرة غير محسوبة . وبناء عليه فإننا نؤكد أن السوق اليمني لن يتأثر جراء الانضمام الى منظمة التجارة العالمية لأن السوق في الأساس مبني على الانفتاح الاقتصادي أمام المنتجات والصادرات الأجنبية ، حيث تنتهج اليمن اقتصاد السوق الحر ، مايعني أن المنافسة أصبحت قوية منذ انتهاج هذه السياسة وليس لذلك علاقة بعملية انضمام بلادنا للمنظمة التي لازالت المفاوضات جارية بشأنها ؛ إلا أن عملية الانضمام للمنظمة لاتعني أيضا أن تكون الحماية معدومة للمنتجات الوطنية ، لكنها حماية معقولة ، وليست مطلقة لأن الحماية المطلقة أثبتت أنها غير مفيدة للاقتصاد ، لأن معظم المنتجين الذين اعتمدوا على الحماية المطلقة سواء كان منع استيراد السلع المنافسة أو تقديم الدعم غير المحدد الذي كان موجودا في الثمانينيات لم يستطيعوا الارتقاء بجودة منتجاتهم ، ولا المنافسة في الأسواق المحلية والخارجية ، مما جعل بعضهم يتجه للاستثمار خارج اليمن..bومن جانب آخر فإن القطاع الخاص سيكون أول المستفيدين من انضمام اليمن للمنظمة وماعليه إلا تأهيل نفسه ، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن أبرز فوائد الانضمام للمنظمة هو نفاذ المنتجات اليمنية إلى أسواق 154 دولة عضواً بالمنظمة برسوم جمركية منخفضة إن لم تكن عند مستوى الصفر ، وبصورة أكثر تنظيما وتيسيرا دون تمييز وفقا لقواعد منظمة التجارة العالمية .ويجب أن يتحمل هذا القطاع مسؤولياته وإعادة تأهيل نفسه ، والاستفادة من التكنولوجيا والقدرات المحلية لرفع جودة منتجاته وقدرتها على المنافسة خارجيا . كما أن الجودة مطلوبة للمستهلك ، ولايمكن أن يدفع المستهلك ، والذي يمثل الجزء الأكبر من الاقتصاد الوطني ثمن سياسة الحماية غير الاقتصادية . كما أنه يجب مراعاة مصالح جميع الأطراف وفي مقدمتهم المواطن العادي الذي ستنعكس عليه هذه العملية إيجابياً من حيث القضاء على الاحتكار , وإتاحة الحرية للمستهلك في اختيار السلع والخدمات المتوفرة في السوق المحلي وأكثرها كفاءة وجودة ونوعية وأقلها سعرا ، وانحسار عمليات الغش التجاري والتقليد والتلاعب بالأسعار كون السلع المحلية والأجنبية ستخضع لقواعد وشروط وضوابط أساسية ، بالإضافة الى فتح المجال أمام المنافسة في مجال تجارة الخدمات مما ينتج عنه تحسن الخدمات المقدمة وتنوع في الخيارات أمام طالبي الخدمات.
الانضمام هو الخيار الطبيعي لليمن
نجيب حاميم الملحق الاقتصادي لشؤون منظمة التجارة العالمية لدى بعثة اليمن الدائمة في جنيف يقول:
انا تابعت الواقع لعملية الانضمام من البداية وكان خلال السنوات الماضية هناك حاجة دائما للشرح والإيضاح ولذلك تراكمت المعلومات وزاد الوعي بما يخص انضمام اليمن إلى المنظمة وأصبح هناك توافق وطني واضح ان الانضمام هو قرار وطني بدأ منذ 1998 عندما قدم تقرير من لجنة وزارية إلى مجلس الوزراء باقتراح انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية وقدم برنامج الحكومة في ذلك الوقت إلى مجلس النواب وكان من ضمن البرنامج انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية وبالتالي أصبحت الحكومة مقرة ومجلس النواب ممثل الشعب مقر وأيضا التوافق الوطني جاء خلال السنوات الماضية جميعها.. مشيراً انه في الواقع هناك جو موات ومؤيد لانضمام الجمهورية اليمنية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاندماج في الاقتصاد العالمي ونظام التجارة المتعددة الأطراف الذي تمثله منظمة التجارة العالمية.
وبالتالي فإن الفرصة والوقت مناسب وموائم لإنجاز هذه العملية التي استغرقت حتى الآن حوالي عقداً من الزمن ليس بوقت قصير؛ لكن في نفس الوقت ليس الاهتمام من جانب المجتمع الدولي الذي نقدره ونشكره كثيراً بل الحاجة لأن تكون اليمن عضواً في المنظمة .. يعني اليمن عندما تصبح عضواً في المنظمة هذا تقدير واعتراف بسيادة اليمن على الجوانب الاقتصادية والتجارية في إطار الجمهورية اليمنية. فكون أي دولة خارج عضوية المنظمة تكون منقوصة من ناحية التعاملات مع الدول الأخرى واستفادتها من النظام التجاري العالمي والذي يتمثل بتداول السلع والخدمات حيث إن هناك أكثر من %95 من التجارة المتبادلة في العالم , وبذلك عضويتك في المنظمة أنت تثبت حقوقك وتمارسها وان ظللت خارج المنظمة فأنت تنتقص حقوقك ويصبح المخاوف من مثل الإغراق تصبح كأنها بدون مواجهة من قبلك لأنك خارج هذا النظام؛ وبذلك بعضويتك تستطيع مكافحة الإغراق وان تحصل على معاملات تفضيلية وتميزية كدولة اقل نمواً وبالتالي الحقوق كبيرة ويمكن مواجهة التحديات التي قد توجهنا من خلال بناء القدرات الوطنية وتأهيل القطاع الخاص .. وسيتم إنشاء عملية مساعدات فنية ومشاركات من قبل القطاع الخاص بحيث يتمكن من تنفيذ الالتزامات التي تترتب على عملية العضوية .. حيث إن هذه الالتزامات طبيعية, فمعظم الدول في العالم ملتزمة بها وليس هناك التزامات اضافية , خاصة وان اقتصاد بلادنا والنظام التجاري متحرر ومنفتح وما تبقى هو أننا نحصل على الحوافز والحقوق المترتبة على العضوية وذلك لن يتم إلا باستكمال العضوية.
وعن إمكانية تكيف القطاع الخاص مع انضمام بلادنا إلى منظمة التجارة العالمية أكد حاميم أنه في الوقع عندما التقينا بممثلي القطاع الخاص كان هناك توافق من الجميع أن عملية الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية هي الخيار الطبيعي للجمهورية اليمنية وبرغم أن هناك بعض الصعوبات التي يعتقد البعض أنها ستكون مؤثرة على بعض الأنشطة الصناعية والتجارية إلا أن مثل تلك الصعوبات بالإمكان التكيف معها من خلال التأهيل وبناء القدرات المختلفة للصناعيين والعاملين في الأنشطة الاقتصادية ومن المهم جدا أن تكون هناك عملية تكيف عاجلة، من ناحية أخرى فإن في العضوية في المنظمة سيكون هناك إعطاء ما يسمى بالفترات الانتقالية من اجل التكيف والتأهل في إعداد الوضع التجاري والعاملين في هذا النشاط مع المتطلبات الجديدة والتي ستبنى على اتفاقيات المنظمة لكن هذا لايمنع أن الفائدة ستكون كبيرة؛ ربما في المدى القصير هناك حاجة التكيف والتأهيل لكن مثل هذا الشيء أمر ضروري حتى تستمر عملية النمو وتطوير القدرات الإنتاجية والتصديرية .
القدرة على المنافسة
رئيس الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة حسن الكبوس:
أكد مساندة القطاع الخاص للحكومة في مساعيها للانضمام لمنظمة التجارة العالمية من خلال منهجية مدروسة تعتمد الاستفادة من تجارب الانضمام للدول التي لها نفس الظروف والأوضاع الاقتصادية.. مشيراً إلى أهمية الأخذ بيد القطاع الخاص اليمني ليتمكن من دخول المنظمة الدولية ولديه قدرة المنافسة... منوهاً على أهمية متابعة خطوات انضمام اليمن لمنظمة التجارة العالمية بما يؤدي إلى دعم وتشجيع دور القطاع الخاص.
ملاحظات يجب الأخذ بها
أمين عام نادي رجال الأعمال اليمنيين فتحي عبدالواسع هائل أشاد بدور بالخطوات التي خطتها اليمن في طريق الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية مؤكدا على أهمية التسريع بالانضمام وكذا الأخذ بكافة الملاحظات التي يطرحها القطاع الخاص في هذا الصدد . منوهاً الى أهمية الاستفادة من المزايا والحوافز التي تقدمها المنظمة للبلدان الأقل نموا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.