قدم متخصصون في الطب النفسي تفسيرات علمية لقيام الفرنسية دومينيك كوترز بقتل ثمانية من أطفالها ودفنهم بعد وقت قصير من ولادتهم سراً على مدار 17 عاما.. وأعاد المتخصصون الأسباب إلى عوامل فيزيزلوجية ونفسية، أبرزها مرض يدعى “إنكار الحمل” وهو ناتج عن حالات انفصام الشخصية، وتتعرض النساء المصابات به إلى وضع معقد يجعلهن على ثقة مطلقة بأنهن لن يحملن مطلقاً، ما يؤدي بهن إلى عدم تقبل واقع حملهن. وقالوا إن الظاهرة ليست غريبة، بل سبق أن سجلت في أنحاء أخرى من العالم، ومنها فرنسا نفسها، التي شهدت خمس قضايا مماثلة منذ عام 2003.. وقال ميشال ديلكروا، وهو أخصائي أمراض نسائية سبق أن لجأت إليه المحاكم الفرنسية بقضايا مماثلة: “هذا المرض النفسي يجعل حالة إنكار الحمل طاغية على ذهن المرأة لدرجة تدفعها حتى إلى رفض الأدلة الجلية مثل كبر حجم بطنها”. وأضاف: “بعد أن تنجب المصابة بالمرض تعمل إلى التخلص منه، لتعود إلى الحياة التي تتصور أنها طبيعية”.. ودعا ديلكروا، بحديث لمجلة “تايم”، إلى معاملة الأمهات اللواتي يرتكبن هذه الجرائم على أنهن غير مسؤولات عن تصرفاتهن، على غرار معاملة القتلة الذين يثبت إصابتهم بأمراض نفسية. وعن أسباب ظهور هذا المرض، رأي ديلكروا أنه ينجم عادة عن التعرض لصدمة مثل الضرب المبرح أو الاغتصاب، إلى جانب العوامل الحديثة، مثل تراجع أهمية العائلة في المجتمعات الغربية والنظر إلى الحمل والولادة على أنها أعباء إضافية. وأضاف أن المرض قد يظهر أيضاً لدى بعض النساء اللواتي يفشلن في تطوير هوية الأم لديهن. . وكان الإدعاء الفرنسي قد وجه الخميس تهمة “القتل” للزوجة دومينيك كوترز (45 عاماً).