إن لحسن الخلق أثراً عظيماً في التعامل مع الآخرين إذ به يمكنك أن تكسب حب الناس لله وطاعتهم لك، أو تأخذ من الناس ما تريد بحسن خلقك.. ومن معاملة الناس بحسن الخلق التأدب بالآداب الإسلامية العامة مثل آداب السلام وآداب الكلام وآداب المجلس وآداب الطعام وآداب الاستئذان وغير ذلك من الآداب.. وحسن الخلق يعتبر من أفضل الأعمال التي دعا إليها الشرع ورغبنا فيها حسن الخلق وهو أي حسن الخلق - من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه. يقول الله تعالى واصفاً رسوله صلى الله عليه وسلم “ وإنك لعلى خلق عظيم” صدق الله العظيم القلم”4” ومعلوم أن الله لا يصف نبيه إلا بما هو عظيم عنده - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق إن الله ليبغض الفاحش البذيء”سنن الترمذي. وحسن الخلق يشمل جوانب عديدة في حياة الفرد المسلم فهو ينضوي تحته الأقوال والأعمال والعبادات والمعاملات. يقول ابن القيم رحمه الله ”جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق لأن تقوى الله تصلح ما بين العبد وبين خلقه فتقوى الله توجب له محبة الله وحسن الخلق يدعو الناس إلى محبته”وكم نحن بحاجة إلى حسن الخلق في التعامل مع الآخرين وإذا كان شهر رمضان نافذة للتواصل مع الروح وتهذيبها فلماذا لا ندعو دعاء الرسول عندما كان يدعو ربه بأن يهديه لأحسن الأخلاق وأن يصرف عنه سيئها، ويستعيذ بالله من منكرات الأخلاق فقد صح عنه في الحديث الذي رواه مسلم أنه قال: “اللهم أهدني لأحسن الخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت” وعند الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول” اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء” وقد كان صلى الله عليه وسلم يقول” اللهم كما حسنت خَلقِي فحسن خُلقُي”. والله سبحانه وتعالى يحب من كانت أخلاقه حسنة كما في الحديث الذي عند الطبراني في الكبير:” أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً”ولذلك أحببنا عزيزي القارىء أن نبدأ حديث الروح مع الخلق الحسن فرمضان مشوار يبدأ بخطوة ونية صادقة للوصول إلى الجنة وحسن الخلق يدخل الجنة..يقول سبحانه وتعالى:” وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين”آل عمران 133134. بل جعل الرسول صلى الله عليه وسلم حسن الخلق أكثر ما يدخل الجنة ففي الحديث:”سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال:الفم والفرج” رواه ابن ماجه والترمذي. وإذا كانت تلك فضائل حسن الخلق فهل هناك نماذج ممن حسنت فيهم أخلاقهم ولكن سنعرف هذا معكم في مشوار الغد إن شاء الله مع حديث الروح.