قيل لعبد الله بن المبارك : إلي متى تطلب العلم!؟ قال : حتى الممات إن شاء الله ومهما تعلمت فلا أشعر بأني وصلت فا العلم بحر لا ساحل له ... يقول الإمام الشافعي رضى الله عنه: كلما أدبني الدهر .... أراني نقص عقلي ! أو أراني ازددت علماً .... زادني علماً بجهلي ! فعلمتنا الحياة من واقع الغربة والسفر.... علمتنا أن نسير على منهج رباني من عقيدتي فلا أتعثر الطريق ...ولا التفت للوراء بل أمضي قدماً نحو غايتي مرفوعة الجبين في ثباتٍ لا يلين كالجبال الراسيات فلا أسعى إلا لهدف أسمى ولغاية عظمى وهو ابتغاء مرضاة الله عزوجل وهذا هو المبدأ الأول: عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس “ رواه الترمذي المبدأ الثاني: قوله تعالى: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } و لن يعرف أحد مدى ما تخفيه هذه الآية من معاني عظيمة إلا من درسها ووعاها في تفسير الفاتحة فالعبادة لا تتم إلا بالإستعانة بالله عزوجل وكذلك الاستعانة نوع من أنواع العبادة لا يجوز صرفها إلا إلى لله وعن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أخذ بيده وقال: يا معاذ والله إني لأحبك، ثم أوصيك يا معاذ: لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح و الأمر هنا يطول شرحه وتفسيره لذلك أوصيكم ونفسي بمراجعة تفسير سورة الفاتحة من وقت لآخر المبدأ الثالث: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: “ المؤمن القوي خير وأحب إلى اللَّه من المؤمن الضعيف “ المؤمن القوي هو صاحب الهمة العالية والعزيمة القوية الذي قد تواجهه صعوبات و عقبات في طريقة لكنه لا يقف أمامها بل يصنع سلماً حتى يجتاز تلك العقبات المبدأ الرابع: قوله تعالى : { قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }كثيراً ما أسمع عبارة تتردد على اللسنة كثير من الناس وهي أن الأمر بيد فلان من الناس فا أتذكر هذه الآية فالأمر كله يرجع إلى الله من قبل ومن بعد المبدأ الخامس: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم “ واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا “ قد يواجهه المسلم بعض المصائب بل من المؤكد ذلك والتي هي من مكفرات الذنوب بل وتزيد المؤمن صلابة و قوة بالله فسبيلنا في ذلك الصبر مع الثقة واليقين بنصر الله فالمؤمن لا يمكن حتى يبتلى و لنأخذ بقول من لا ينطق عن الهوى وإنما هو وحياً يوحى قال صلى الله عليه وسلم : ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب) المبدأ السادس: قوله صلى الله عليه وسلم “ إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه “ الكثير من الأعمال مكلفين بإنجازها سواء كانت هذه الأعمال هي أمر من ربنا وخالقنا ومليكنا أو من الوالدين والناس أو تجاه أنفسنا فلماذا لا نخلص جميع أعمالنا لله ولماذا ننسى أمر الاحتساب في ذلك!؟ المبدأ السابع: قوله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: “البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس “ رواه مُسلِمٌ. قد يخلو المرء بنفسه فلو جعل هذا الحديث نصب عينيه لما ترك لنفسه الأمارة بالسوء مجالاً لفعل منكر و لاستطعنا أن نقيس ما هو الخطأ والصواب من فطرتنا السليمة. هذا و الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم وأبارك علىسيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا أتباعه وارنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه.