لاشك ان حلول شهر مضان المبارك يعتبر حدثاً عظيماً ينتظره الفرد المسلم بشوق ولهفة مرة كل عام وهنا يستوي جميع الناس في حبهم وتعظيمهم لهذا الشهر الكريم ..واذا كان هذا هو حال الفرد العادي البسيط فإن من باب اولى ان يكون الانسان الايجابي الباحث عن التميز والنجاح والتغيير الى الافضل هو اكثر الناس اشتياقاً ورغبة وتلهفاً لحلول شهر رمضان المبارك.. بل واكثرهم تأثراً واستفادة من بركات هذا الشهر العظيم. شهر رمضان هو مدرسة حقيقية ومتميزة للتغيير الايجابي والذي هو هدف هذه الحلقات من سلسلة الهندسة النفسية والتي نحاول فيها ايحاد توليفة معقولة ومقبولة ومفيدة من العلوم النفسية وعلوم التنمية البشرية وخصوصا البرمجة اللغوية العصبية مع تراثنا الاسلامي الغني والثري بالمعرفة والفائدة العلمية والعملية وهذا هو الخط الذي حرصناً على السير فيه في هذه الحلقات. وقد رأينا في الحلقة الماضية كيف يمكن ان نستعد الاستعداد الامثل لهذا الشهر نفسياً وروحياً وفكرياً وما لهذا الاستعداد من أثر في الاستفادة المثلى من بركات وخيرات هذا الشهر الكريم . وفي هذه الحلقة نتحدث عن الدرس الاول في مدرسة الايجابية الرمضانية وهو درس الارادة والعزيمة والصبر. كما نقدم مشروعاً ليوم رمضاني مثمر وهي مجرد تذكرة لكيفية ترتيب وادارة الوقت في ايام الشهر الكريم . أولا:- الدرس الاول من مدرسة الايجابية الرمضانية (الارادة). كما هو معلوم أن من اساسيات التغيير الايجابي للفرد والجماعة والمجتمع هو الحاجة للإرادة الفاعلة والقدرة على التغيير والصبر على متطلبات هذا لتغيير . حيث ان الانتقال من المألوف والسائد والذي تربت النفس عليه وانست اليه والانتقال الى وضع جديد غير معروف ولا مجرب وله متطلبات ثقيلة على النفس ,يحتاج الى ارادة قوية وعزيمة صادقة وصبر على تبعات هذا التغيير. وهنا نجد ان شهر رمضان يعطينا دفعة قوية في تنمية الارادة والعزيمة والصبر على الشهوات واحتياجات النفس من مأكل ومشرب وغيرها من الحاجات التي تعود عليها الانسان وبالتالي فإن الصيام مدرسة متميزة لتقوية الارادة وبث روح التحدي عند الانسان لمقاومة حاجات النفس وشهواتها والسمو الروحي والاخلاقي وهذ اهو بحق مايحتاجه الانسان للنجاح في عملية التغيير الايجابي. وهكذا نجد ان مدرسة الايجابية الرمضانية تربي نفوسنا على معاني سامية وعظيمة من الصبر والاحتمال وضبط النفس والسمو بها عن سفاسف الامور والترفع عن ايذاء الآخرين ومقابلة السيئة بالحسنة وهذه الصفات كلها هي من الصفات الاساسية في الشخصية الايجابية الفاعلة والمؤثرة في المجتمع. إشراقة قال سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه : « خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير ان ينتقص من أجره شيء قالوا ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم فقال يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن وهو شهر أوله رحمة واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار من خفف عن مملوكه غفر الله له واعتقه من النار واستكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غنى بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما اللتان لاغنى بكم عنها فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة .» رواه ابن خزيمة في صحيحه. المرجع (http://www.altfker.com) خبير تدريب واستشاري اداري وأسري [email protected]