منذ أربع سنوات أحال السرطان سنوات محمد التسع إلى خريف لا يطاق ، فكما هي طبيعة هذا المرض الخبيث ، باستطاعته ألا يبقي ولا يذر ، لم تعد على ملامح الطفل محمد ابتسامة الطفولة ، بقدر ما هي ابتسامة الأمل ضد السرطان. الطفل محمد يحيى راشد يعاني آلام ومعاناة سرطان الدماغ ، وكما سلب من محمد ابتسامته ، سلب من الجميع ممن يحيطون بمحمد كل شيء ما عدا الأمل الصادر من قلب محمد الصغير والمقاوم للمرض الخبيث والصابر على غدره ودماره. يؤكد محمد أنه رغم علمه بفداحة الكارثة التي يسببها سرطان الدماغ المصاب به لأقرب الناس إليه ، إلا إنه يستشعر بقايا الأمل التي ما تلبث أن تشتعل لتعيد ابتسامة محمد وابتسامة الآخرين. ما يدفع الطفل محمد إلى كل ذلك الأمل هو الثقة بكل شخص يؤمن بآلام الآخرين ، وبكل شخص قادر على مد يد العون له ولأمثاله من ضحايا المرض.