تنظم الغدة الدرقية استقلاب خلايا جسمنا, فعندما يبطأ عملها يبطأ عمل الأعضاء الأخرى, وتصيب مشكلات الغدة الدرقية الذكور والإناث من الأعمار المختلفة إلا أن النساء معرضات للإصابة أكثر من الرجال, وتزيد النسبة مع تقدم العمر. وقد تشمل عدم انتظام عمل الغدة أو حجمها, إذ إن هناك 2 % من الأشخاص يعانون من مشكلة كسل الغدة, ونسبة 2 في الألف ممن يعانون من النشاط الزائد في إفراز الهرمونات, وإذا زاد حجم الغدة, يشكو المريض من التضخم بسبب تورم صغير غير خبيث..الدكتورشارل صعب- اختصاصي في أمراض الغدد والسكري- بيروت وفيما يلي إجابات عن الأسئلة.. 1 - كيف يحدد الكسل في عمل الغدة الدرقية؟ 2 - كيف يتم تشخيص هذه الحالة؟ 3 - ماهو العلاج المناسب؟ 4 - هل من مرحلة تزيد خلالها احتمالية الاصابة أكثر؟ كيف يحدد الكسل في عمل الغدة الدرقية؟ يحدد الكسل في عمل الغدة الدرقية عندما لاتفرز كفاية من الهرمونات الدرقية أو أنها لاتفرز على الإطلاق! وغالباً مايكون الالتهاب هو السبب المسؤول, فيفرز الجسم مضادات تدمر أنسجته الخاصة. ويمكن أن تتضخم الغدة الدرقية, بعد هجوم جهاز المناعة على أعضائه الخاصة, فيبطئ عمل جميع الأعضاء, ليشعر المريض بالتعب والنعاس! فيبطئ بالكلام ويسمع بصعوبة ويثخن صوته. وتسمى هذه الأخيرة أعراض ألم المعصم. وتشمل شعور المريض بالبرودة والتنميل ونوع من الوهن, لأن استقلاب الجسم يكون بطيئاً للغاية. كيف يتم تشخيص هذه الحالة؟ غالباً مايتم التشخيص متأخراً لأن الأعراض المتمثلة في التعب هي علامات طبيعية يشعر بها المرء, وعادة ما نكتشف مشكلة كسل الغدد بتشخيص آخر لايتعلق بالمرض, وذلك من خلال فحص دم بسيط. هرمون بديل ماهو العلاج المناسب؟ يهدف العلاج إلى منح المريض هرموناً بديلاً يكون على شكل حبوب أو سوائل أساسه”التيروكسين”, وهو الهرمون الدرقي. ويمتد هذا العلاج على فترة شهرين أو ثلاثة أشهر لأن كمية الهرمون المقدمة ترتكز أساساً على وزن الشخص. وتراقب كمية الهرمون في الجسم من خلال فحص الدم الذي يسمح للطبيب أن يحدد الكمية المطلوبة منه لجسم المريض, علماً أنه في حالات خاصة جداً, يعطي الدواء لمدى الحياة. هل من مرحلة تزيد خلالها احتمالية الإصابة أكثر؟ إن التقدم في السن يزيد من فرصة الإصابة بسبب أمراض القلب أو الاكتئاب أو تناول بعض الأدوية التي تحتوي على”الليتيوم” أو اليود. ولدى النساء, وخلال مرحلة الحيض يمكن أن نكتشف من خلال فحوصات جانبية بعض العلامات التي تشير إلى عدم انتظام عمل الغدة. هام للحامل.. ماذا عن الغدة الدرقية والحمل؟ يشكل الحمل فترة مرهقة لجسم المرأة وخصوصاً الغدة الدرقية, فخلالها تمنح هذه الغدة الجنين كل الهرمونات المسؤولة عن النمو. وفي الفترة الأولى من حياته, يتعلق الجنين بالهرمونات الدرقية لدى الأم, مما يؤدي عموماً إلى تضخم هذه الغدة. وفي السابق, كان الرومان يعلمون أن المرأة حامل بسبب تضخم عنقها! ماهي أساليب الوقاية الواجب اتباعها من قبل الحامل؟ يجدر بالمرأة الحامل أن تطلع طبيبها على الإصابات في العائلة على صعيد الغدة الدرقية, لأنها وإن كانت بسيطة قبل الحمل قد تصبح مشكلة كبيرة بعده, فتزويد الطبيب المتخصص بالتاريخ العائلي يمكنه من مراقبة كمية الهرمون الدرقي, لمحاولة الاطلاع على أية مشكلة. ومن الهام جداً التعامل بدقة مع هذه المرحلة, مع الحفاظ على وضع سليم من ناحية هرمون الغدة الدرقية. ويجب على الأم أن تقدم كمية كافية من اليود لجنينها, وذلك من خلال تناولها مأكولات بحرية, مرتين في الأسبوع على الأقل, واستهلاك الملح مع اليود. ماهي الوقاية المتبعة بعد الحمل؟ ثمة احتمالية أن يصاب الجنين بزيادة عمل الغدة الدرقية, إذ تطال هذه الحالة جنيناً واحداً من بين كل 3500 جنين! وبات من الممكن اليوم معالجته, علماً أن السنة التي تلي الولادة هي الأصعب بالنسبة للأم على صعيد الغدة الدرقية, وذلك لأن 3إلى 4 % من النساء, عرضة للإصابة أو المعاناة من مشكلات في الغدة أو من التهابات غير مؤلمة, لتدوم فترة الالتهابات بين الشهرين والثلاثة أشهر. وفي غالبية الأحيان وخلال نهاية السنة الأولى, تنتهي المرأة من مشكلات الغدة, ولكن تعاود حالة التعب الأم, خصوصاً مع الاستيقاظ الليلي لتغذية الجنين, مما يولد الاكتئاب. وعند مواجهة هذه الحالة, على المرأة أن تفحص كمية الهورمون بهدف الحصول على العلاج الملائم, وإذا كانت المرأة تعاني من الغدة الدرقية بعد الولادة, يجب أن تخضع للمراقبة الجيدة, لأنه يمكن الانتقال بكل سهولة من مرحلة الإصابة المؤقتة في الغدة الدرقية إلى الإصابة المزمنة!