كل مفقود عسى أن تسترجعه إلا الوقت فهو إن ضاع لم يتعلق بعودته أمل, ولذلك كان الوقت أنفس مايملكه الإنسان, وكان على العاقل أن يستقبل أيامه كما يستقبل الشحيح الثروة, لايُفرط في قليلها أو كثيرها..والوقت أنفاس لاتعود, والتزود للآخرة, ومافاته بالليل تداركه بالنهار.. قال تعالى:”وهو الذي جعل الّيل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو اراد شكوراً(62)” الفرقان:62 فلا بد أن نتدارك مافاتنا ونعرف قيمة الوقت وقيمة العمر وأن الوقت أمانة الله وهو سائلنا عنه فعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه فيم فعل فيه, وعن ماله من أين اكتسبه, وفيم أنفقه, وعن جسمه فيم أبلاه) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. والصحة والفراغ من أعظم نعم الله على العبد والمغبون من فرط فيهما, ولم يستغلهما في طاعة الله قبل ذهابهما ففي صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ). والوقت هو الحياة, فطوبى لمن شغل وقته بالصالحات ولاسيما في رمضان وعض عليه بالنواجذ ففي مستدرك الحاكم بسند صحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك, وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وصحتك قبل سقمك, وحياتك قبل موتك). قال أحد الصالحين: العمر قصير فلا تقصره بالغفلة, وهذا حق, فإن الغفلة تقصر الساعات وتستهلك الليالي. والحسن البصري يقول(مامن يوم تطلع فيه الشمس إلا وينادي بلسان الحال ويقول يابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لاأعود إلى يوم القيامة).