القرآن الكريم في رمضان له طعم خاص ومذاق فريد وله إيحاءات خاصة ودلالات من نوع آخر والقرآن الكريم في رمضان مخضل الأنداء معطر النسمات شذي الأنفاس، والقرآن الكريم في رمضان يعيد ذكرى نزوله وأيام تدارسه وأوقات اهتمام السلف به.. والقرآن الكريم يشفع لصاحبه فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه”. صحيح مسلم “48”. منع الإله بوعده ووعيده مقل العيون بليلها لا تهجع فهموا عن الملك العظيم كلامه فهماً تذل له الرقاب وتخضع وقراءة القرآن في رمضان له أجر مضاعف فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف” رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب “2158”. ومنزلة قارىء القرآن عظيمة فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عن آخر آية تقرؤها” مسند أحمد “6799” وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة” صحيح مسلم “798”. وأسلافنا كانوا إذا قدم رمضان حلوا وارتحلوا مع القرآن الكريم، فثبت عن الإمام مالك أنه في رمضان لا يتشاغل إلا بالقرآن الكريم ويعتزل التدريس والفتيا والجلوس للناس ويقول هذا شهر القرآن الكريم. وبيوت السلف الأوائل كان لها في رمضان دوي كدوي النحل تشع نوراً وتملأ سعادة يقفون عند عجائبه ويبكون عند عظاته ويأتمرون بأمره وينتهون بنهيه. شفاعة الصيام والقرآن ما أعظم فضل المنعم الجواد سبحانه، فلقد أكرم عباده بنعمة الصيام ونعمة القرآن، ثم جعل هاتين النعمتين طريقاً لبلوغ الجنة لمن أدى حقهما في الشكر، فصام أفضل صيام، وقام في جوف الليل يتلو القرآن، إنها لمكرمة عظيمة أن ينال الصائم وقارىء القرآن الشفاعة. عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة: يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان” رواه الإمام أحمد في المسند “ “147”. فاغتنم أخي المسلم هذه النفحة الربانية في شهر القرآن، وليكن لك ورد يومي من كتاب الله عز وجل وتختم المصحف مرة أو مرتين خلال هذا الشهر، إنها فرصة ثمينة فلا تضيعها.