ذمار مدينة مشهورة بأنها عاصمة تصدير النكتة والطرافة، حيث يجيد العديد من أبنائها هذا الفن فيتفننون في صُنع المقالب المضحكة، وهناك مقالب عفوية يقع فيها البعض وسنحاول في هذه التناولة عرض بعض المواقف الظريفة الرمضانية التي سجلتها ذاكرة بعض كبار السن في مدينة ذمار..حيث يحكي أحد أعيان المدينة أن خلافاً نشب بين مجموعة من المواطنين في أحد أحياء مدينة ذمار بشأن هلال شهر رمضان حيث اجتهد أحدهم بأنه رأى هلال رمضان وأن اليوم التالي هو غرة شهر رمضان وأيده بعض الأشخاص فيما ذهب البقية إلى أن رمضان بحسب إعلان الجهات الرسمية ولا يعقل أن تصوم محافظة ذمار بخلاف ما عليه بقية المحافظات مشككين في مصداقية رؤية الهلال وهو الأمر الذي أثار حفيظة الطرف الآخر حيث قاموا باستقدام سيارة الإسعاف التابعة لمستشفى ذمار العام والذي كان يسمى بالمستشفى الهولندي ووضعوها أمام الساحة الرئيسية بميدان الحكومة وكتبوا على رمز الهلال عبارة “صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته”نكاية بالطرف الآخر. ويروي القاضي العلامة أحمد علي العنسي إمام وخطيب جامع المدرسة الشمسية موقفاً ظريفاً لأحد المواطنين المشهورين بالنزق الرمضاني حيث دخل المسجد لأداء صلاة المغرب وما إن فرغ الإمام من قراءة فاتحة الكتاب حتى بدأ في قراءة سورة يس فما كان من هذا الشخص إلاَّ الخروج من الجماعة، وصاح بأعلى صوته أين أنت من قل هو الله أحد، وإنا أعطيناك الكوثر، شكلك تشتي يتعشوا الناس في الجامع ، على الرغم أن الإمام لم يقرأ من سورة يس سوى ثلاث آيات بحسب القدر الواجب. ويتداول الشارع الذماري أحد المواقف الظريفة التي شهدها فناء أحد المساجد بمدينة ذمار عندما دخل أحد المصلين المسجد لأداء صلاة المغرب قبل أن ينتهي الإمام من الركعة الأخيرة في الجماعة الكبرى بعد أن تعمد التأخر نظراً لإطالة الإمام في الصلاة وهو يريد الاستعجال من أجل العودة مسرعاً لتناول طعام العشاء، حيث شرع في الصلاة منفرداً في ساحة المسجد ولكنه تفاجأ بأحد المصلين ينضم إليه حيث حاول دفعه لإشعاره بأنه لا يُصلي المغرب ولكنه أصر على ذلك ولحق به عدد كبير من المصلين مما اضطر هذا الشخص إلى أن يتحول إلى إمام وعلى عجالة انتهى من الصلاة وعندما قام بالتسليم شاهد العدد الكبير للمصلين حيث قرر معاقبتهم من خلال قيامه بسجود السهو وأثناء ذلك سارع إلى مغادرة المسجد تاركاً المصلين في حالة انتظار قبل أن يخبرهم أحد المصلين بأن الإمام قد لاذ بالفرار. ومن المواقف الظريفة المرتبطة برمضان ما ذكره لنا الوالد منصر علي سروب والذي يحكي أن أحد الساكنين الجدد الوافدين إلى المدينة من الريف أراد أن يستعد لاستقبال شهر رمضان منذ وقت مبكر حيث كان يدخر بعض المبالغ المالية لدى زوجته وكان يقول لها”هذا حق رمضان” وظل قرابة الثلاثة أشهر على هذا الحال...وفي إحدى الليالي سمع أحد اللصوص الحوار الذي دار بين الزوج والزوجة عندما سألت الزوجة زوجها متى سيأتي رمضان لأخذ حقه فقال لها بأن رمضان في الطريق حيث أدرك اللص براءة الزوجة وفي صباح اليوم التالي قصد اللص المنزل وطرق الباب فسألت الزوجة من في الباب فرد عليها اللص أنا رمضان وعلى الفور قامت بتسليمه كافة المدخرات المالية وأخبرته بمدى حرص زوجها على جمع هذه المبالغ له منذ أكثر من ثلاثة أشهر،غادر اللص المنزل وما إن عاد الزوج حتى أخبرته زوجته بأن رمضان أخذ الوداعة التي عندها، لم يصدق الزوج ما حصل ووجه اللوم لزوجته وقام بإيضاح الأمر لها قبل أن ينفجر بالضحك.