أبلغ من أرتجّ صعد خالد بن عبدالله القسري يوما المنبر بالبصرة ليخطب فأرتج عليه فقال: أيها الناس، أما بعد، فإن هذا الكلام يجيء أحيانا ويعزب أحيانا، فيسيح عند مجيئه سيبه ويعز عند عزوبه طلبه، ولربما كوبر فأبى وعولج فنأى فالتأتي لمجيه خير من التعاطي لأبيه وتركه عند تنكره أفضل من طلبه عند تعذره وقد يختلج من الجريء جنانه وينقطع من الذرب لسانه فلا يبطره ذلك ولا يكسره.. وسأعود فأقول إن شاء الله. ثم نزل. عن المرتبكين روى الجاحظ أنه قيل لرجل من الوجوه قم فاصعد المنبر وتكلم فلما صعد حصر وقال الحمد لله الذي يرزق هؤلاء وبقي ساكتا. فأنزلوه. وصعد آخر فلما استوى قائما وقابل بوجهه وجوه الناس حصر، وبقي ساكتا قليلا حتى وقعت عينه على صلعة رجل، فقال: اللهم العن هذه الصلعة..وخطب آخر فلما بلغ أما بعد، بقي ونظر، فإذا إنسان ينظر إليه، فقال: لعنك الله.. ترى ما أنا فيه وتلمحني ببصرك أيضا؟!!.