الإهداء إلى وزارة الصناعة والتجارة “كأنه هو” هذه العبارة يمنية المنشأ والدم والمصنع والتاريخ تعرفون من قالها عفواً قالتها ؟! أكيد كلكم كلنا عارفين ومطلعين على التاريخ والجغرافيا وقليل من التربية الوطنية.. تعرفوا لماذا؟! لأن كثيراً منا بحاجة لجرعة كبيرة ودورات مكثفة في حب الوطن تاريخ ثلاثين من كل شهر يوم استلام الراتب، والتاجر عنده كل شيء تجارة وربح ومكسب ورصيد مرتفع وبلا خسارة ولكن يا خسارة!! “كأنه هو” هذه العبارة على رغم بساطتها وحذاقتها ودهائها فإن ملكة سبأ حين قالتها لنبي الله سليمان كانت قد آمنت أنها ترى بأم عينيها عرشها لكن مع بعض التعديلات والمواصفات والمدخلات الجديدة.. ولهذا فلا هي متأكدة من أن هذا عرشها ولا هي بنافية ذلك.. فاختصرت مشاعرها في كلمتين “كأنه هو...” يعني طبق الأصل.. أو تقدر تقول...!! هذا بالضبط ما يمكن أن ينطبق علينا الآن وما ينطبق على الصناعات والمنتجات المستوردة من بلاد يأجوج ومأجوج «الصين» . “ما دخل أبتهم بالجنبية”؟! الجنبية حقنا ومن تراثنا الشعبي وصناعة الجنابي حصرياً على اليمنيين وبس!! لكن وبرغم هذا كله فاجأنا الصينيون وبإيعاز من تجار ودهاة يمنيين بأحدث صيحة من الجنابي “الصيناني” عفواً الصيفاني نسخة طبق الأصل وكأنه هو... نرجع إلى المعاوز.. فالإخوة التهاميون والحضارم وأصحاب يافع وأصحاب اللفّة حق القاعدة قد توارثوا هذه المهنة وأعني هنا “صناعة المعاوز اليدوية” كابراً عن كابر وتفننوا في زخرفتها ونقشها وحياكتها بلدي خالص 100 %.. لكن إخواننا في الصين نافسونا على هذه المعاوز وأخذوا منا بعضاً منها وبدأوا بطباعة المعاوز ونسخها ولصقها وأغرقوا الأسواق اليمنية وحق ال10000ب “500” ريال وثلاثة ب1000 وسبحان الخالق الرازق نفس الصورة ونفس الصوت وكأنه هو.. أين تشتوا نروح! سوق التلفونات المقلدة والمكتوب عليها وكالة وضمانة و... الخ. لا.. إيش رأيكم ندخل عالم الإكسوارات وأدوات التجميل..؟! أو خلّونا في عالم الالكترونيات والسوني “SONY” والصيني “SUNNY” والسّاني “SANY”. لا.. لا.. لا هذا سوق مخيف وداخله بلاوي وفضائح وضحك على ذقون الجميع.. وجرائم تجارية بالجملة. مثلاً يصنع التلفاز في الصين أعمى مطبق العينين كالطفل الصيني ليس مكتوباً عليه أية ماركة وتُصنع ماركات وأسماء ماركات على شكل ملصقات “SONY”، “SHARP”، “PANASONIC”،... “Made in japan” وترسل بجوار هذه الأجهزة أو بسفينة أخرى أو تصنع في محلات يمنية بلدي خالص وزنجبيل بغباره. ثم بعد ذلك يلتحم مكوك الفضاء الصيني بالقمر الصناعي اليمني ويتم عقد الزواج في كرتون مزركش وتلصق الضمانة و” Made in japan” وكأنه هو.. وحق المائة ألف بخمسة عشر ألفاً أو بعشرين ألفاً.. والجريمة الكبرى حين يباع بسعر الأصلي اللّي “هو” وليس اللي “كأنه هو”.