أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي عالم وطبيب مسلم (864م - 923م)، ولد في مدينة الري في خراسان ببلاد فارس. هو أحد أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق كما وصفته زجريد هونكه في كتابها «شمس العرب تسطع على الغرب».. كتاب «الشكوك على جالينوس» هذا كتاب غزير المادة. وينقد الرازي في هذا الكتاب ثمانية وعشرين كتابا من كتب جالينوس، أولها كتاب «البرهان»، وآخرها كتاب «النبض الكبير». إن نقد الرازي لكتب جالينوس دليل قوي على اتجاه جديد محمود بين علماء العالم الإسلامي، فكم من أجيال توارثت النظريات والآراء العلمية الخاطئة دون أن يجرؤ أحد على نقدها أو تعديلها، خشية الخروج على العرف السائد. بين الرازي في نقده لكتاب «البرهان» ما أهمله جالينوس من ملائمة العين لوظيفتها باتساع الناظرين في الظلمة وضيقها في النور، ومنها قوله (أي قول جالينوس): «إنا إذا أغمضنا إحدى العينين اتسع ثقب الناظر في الأخرى فنعلم يقينا أنه يملؤه جوهر جسمي». ويثبت مؤرخو العصور الوسطى المؤلفات الآتية للرازي في الإبصار، وكلها في حكم المفقودة: «كتاب في فضل العين على سائر الحواس»، «مقالة في المنفعة في أطراف الأجفان دائما»، «مقالة في العلة التي من أجلها تضيق النواظر في الضوء وتتسع في الظلمة»، «كتاب في شروط النظر»، و«مقالة في علاج العين بالحديد». وكان الرازي طبيبا إكلنيكييا عظيما، وكان جراحا ماهرا، ويتبين ذلك في ما قدم من ملاحظات في نقده للجزء الأول من كتاب جالينوس «في تركيب الأدوية».