قد يموت الإنسان في معركة للدفاع عن الوطن وفي هذه الحالة نسميه شهيداً وقد يموت في بيته بسبب انهيار سد بني عن طريق الكلفتة والغش وفي هذه الحالة يعد شهيداً، وقد يموت بسبب فيضانات كالتي تجتاح باكستان حالياً أو جدة سابقاً وفي هذين الموضعين يظل الغريق شهيداً لكن أن يموت الإنسان في حادث سير سببه الإهمال والسرعة والتقصير في تفقد أحوال السيارة فهذا من الأشياء التي اعتدنا عليها في بلادنا المليئة بالسيارات الخردة والمنتهية الصلاحية والسيارات التي أصبحت للموت الجماعي وليس النقل الجماعي. وكل ماسبق مسلمات وبديهيات وحقائق نلمسها يومياً ونقرأ عنها في صفحات الحوادث ونلتمس العذر أحياناً لمرتكبيها ونأسف لكل ماحدث. قد تكون السرعة هي العامل الرئيس وخيط المسبحة الذي يتوسط جميع الحبات والصوالين والتكاسي والباصات، والموتورات والدراجات النارية. والسرعة ياجماعة الخير قد تكون مبررة أحياناً، ومقبولة أحياناً أخرى كأصحاب سيارات الإسعاف أو سيارات النجدة والحكومي بشكل خاص والسيارات المعكسة والمعاكسة للخط. على الأقل هناك دافع قوي وراء هذه السرعات كدافع إنقاذ شخص أو اللحاق بشخص فار من وجه العدالة أو حماية شخصية ما مهمة.. وكلها أمور تستوجب السرعة. لكنني هنا وبعد هذه الإطالة المملة أتحدث عن سرعة من نوع آخر ولأسباب أخرى وعن حوادث كثيرة وقعت منذ بداية هذه الأيام المباركة في هذا الشهر المبارك إنها أحداث يندى لها الجبين دماً وعظاماً مكسرة وجماجم متناثرة هنا وهناك. فلعلكم تسمعون يومياً عن الحوادث التي تقع قبيل الفطور بدقائق والتي خلفت ضحايا كثيرة وخسائر في الأموال والأولاد والأنفس. فابتداءً من “الدحشات” و”الفخطات” و”كسر المرايات والأسطوبات” والصدامات الخفيفة والمتوسطة والثقيلة والعنيفة كلها تجري قبل الفطور في تعز وفي أيما محافظة يمنية.. ولا حول ولا قوة. أتدرون ما الأسباب؟! وما الدوافع؟! وما المبررات؟! إنها حبتان من السبموسة وحبتان تمر وكأس عصير أو ماء بارد إنها السمبوسة التي أودت بحياة أم في الحوبان وكسر ارجل ابنتها من قبل سائق مسرع ليلحق الفطار ولكنه لم يلحق الفطار ولا القطار.. بل خرج عن الإطار وتسبب في حادث الانشطار الذي أودى بحياة أم وأعطب حياة فتاتين تحلمان بالمستقبل..!! وهؤلاء شهداء السمبوسة. أزيد أفضح؟!... لا والله.. يكفي هذا وبس.. والباقي على الدائم الباقي. أيها الناس..الفطور باقي.. والعشاء باقي.. والقات باقي والله باقي وأنتم لاتعرفون بعد أيام كم الناتج ومن الباقي.. الحوادث زادت.. والمشاكل على إثرها زادت وشهر الصوم أصبح موسماً ليس لاعتاق الرقاب من النار بل لقتل الرقاب وإهدار الدماء.. وليس رمضان السبب بل عباد رمضان وعباد السمبوسة. ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.. وتقبل شهداءنا. وعظم الله أجر من فجع بمكروه.