«التصلّب الجلدي الروماتزمي» من الأمراض النادرة نسبياً، اذ يتراوح معدّل الإصابة به بين 138 إلى 286 حالة لكل مليون فرد أي ما يعادل إصابة واحدة بين كلّ ألف، وذلك حسب إحصائية طبية أميركية حديثة. ولكن، تزداد نسبة الإصابة بين النساء، مقارنة بالرجال، إذ تسجّل إصابة 400 حالة لكل مليون سيدة تتراوح أعمارهن ما بين 35 و65 عاماً، وذلك أكثر بثلاثة إلى خمسة أضعاف من الرّجال.. وينتج عن خلل في جهاز المناعة الذي يحمي الجسم من الجراثيم والفيروسات الضارة، ما يترتب عليه قيام الجسم بإنتاج أجسام مضادّة تصيب الأنسجة السليمة في الأجزاء المختلفة منه مؤدية إلى تلفها. وتظهر بعض حالات التصلّب الجلدي بعد التعرّض إلى تأثير بعض المواد الكيميائية. نشرت مجلة (( سيدتي )) دراسة حول الموضوع وجاء فيها عدة نصائح من استشارية الروماتيزم والتأهيل في مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة الدكتورة عزة حسين، على أعراض هذا المرض وطرق الوقاية منه. - ما هي أعراض مرض «التصلّب الجلدي الروماتزمي»؟ تختلف أعراضه حسب نوع التّصلّب الجلدي ومكان الإصابة به. وقد قسّم الباحثون هذا المرض إلى أنواع عدّة، أبرزها: - التصلّب الموضعي: ينقسم إلى نوعين هما: - التصلب الجلدي الخطّي Linear Scleroderma: هو عبارة عن تليّف في الجلد يأتي على شكل خطّ يصيب الجلد في أماكن معيّنة كالأقدام وسواعد اليدين والوجه. - البقع الدائرية المورفيا Morphea: تصيب الجلد في منطقة واحدة أو أماكن عدّة على شكل بقع دائرية، تأتي غالباً في منطقة الجذع. وتميل هذه البقع إلى أن تكون بيضاء محاطة بمنطقة حمراء من حولها. وقد أكدت الدراسات الحديثة أن هذه الأنواع لا تؤثر على الأعضاء الداخلية للجسم. - التصلّب الجهازي: يمكن أن يصيب أي عضو في الجسم كالجلد والأوعية الدموية والأعضاء الداخلية. وقد قام العلماء بتصنيفه إلى أنواع ثلاثة، هي: - المرض الروماتزمي المختلط Overlap syndrome: يصاحب أمراض روماتزمية أخرى كالذئبة أو الروماتويد. - التصلب الجلدي المعمم Diffuse Scleroderma: يتأثّر الجلد بهذه الحال بشكل أوسع انتشاراً وأكثر خطورة، اذ تصبح منطقة جلد أصابع المريض جافة وخشنة الملمس.ويصاحب المرض ترسّب لمادّة بيضاء تشبه الطبشور تحت الجلد قد تتسرّب وتخرج من تحت الجلد إلى الخارج أو قد تتجمّع عادةً في مقدمة الأصابع أو في أيّ مكان آخر في الجسم، ما يجعل المريض يشعر بأن أصابع يده وأقدامه تغيّر لونها إلى الأبيض فالأزرق ثم الأحمر. كما يعدّ فقدان الإحساس والشعور بالألم عند تعرض الأطراف المصابة للبرودة من الأعراض المصاحبة للمرض، ما أسماها الباحثون ب «ظاهرة رينودز»، كما قد يشعر المريض بألم أو صعوبة في البلع وحموضة في المعدة أو الصدر خصوصاً عند الاستلقاء على الظهر بعد تناول الطعام، فضلاً عن الشعور بانتفاخ في البطن، مع احتمالية حدوث اختلال في وظيفة الأمعاء قد يؤدّي إلى عجز في امتصاص الأغذية. - التّصلّب الجلديّ المحدود Crest Syndrome: يؤثّر على الجلد في منطقة اليدين ولا يتجاوز في غالبية الأحيان بداية المرافق وأصابع القدم والرجلين إلى منتصف الساق. وقد نوّه الأطباء إلى التشابه الكبير بين التصلّب الجلدي المحدود والمعمم في الأعراض، مع الاختلاف في مدى تأثر الجلد بها، بينما تتشابه إلى حد كبير درجة تأثر الأعضاء الداخلية بهذه الأمراض. حالات طارئة - ما هي الحالات التي تستوجب التدخل الطبي السريع؟ يجدر التدخل الطبي السريع في حال شعور المريض بصداع أو ضعف في العين أو ألم في الصدر، اذ تعتبر تلك الأعراض علامات خطرة خصوصاً إذا كان تاريخ الإصابة بالمرض مستمراً لسنوات عدّة. فعلى سبيل المثال، قد يكون لدى المريض أزمة ارتفاع ضغط خبيثة يعد التعامل معها من الحالات الطارئة التي لا بد من علاجها مباشرة، من خلال اقامة المريض في العناية المركّزة كي يتمّ التحكّم والسيطرة على مضاعفات المرض. كما يمكن أن يشعر المريض بألم وتصلّب وورم في المفاصل، بالإضافة إلى الشعور المتزايد بالتعب والإعياء والكسل، مع ظهور حكة بالجلد وتنميل في الأطراف، خصوصاً عندما يكون المرض في حال نشطة. - كيف يتم تشخيص مرض «التصلب الجلدي الروماتزمي»؟ يشخّص الطبيب الحالة حسب التاريخ المرضي والفحص السريري، وقد يحتاج إلى بعض الفحوص المخبرية والأشعة التي تساعده في تأكيد التشخيص وتحديد مستوى ضرر المرض على الجسم، فضلاً عن أهمية تحديد درجة نشاطه التي تلعب دوراً في تمييز المرض ومضاعفاته عن باقي الأمراض الروماتزمية الأخرى. - ما هي التوصيات العلاجية لمرض «التصلب الجلدي الروماتزمي»؟ التصلب الجلدي مرض مزمن قد يلازم المرء طوال حياته، وقد توصّل الباحثون الى أنّه ليس هناك علاج يقضي على المرض بشكل نهائي، بل يقتصر على التحكّم بالأعراض ومنع حدوث المضاعفات قدر الإمكان. وكلّما بدء العلاج مبكراً، كلّما كانت النتيجة أفضل. كما لا يصنّف تصلُّب الجلد مرضاً معدياً بمعنى أنه لا ينتقل عن طريق المصافحة أو العناق أو التقبيل أو الاتصال الجنسي أو ملامسة الدم أو سوائل الجسم أو المشاركة بأدوات الطعام. ويوصي الأطباء المريض بمجموعة من العلاجات الدوائية، أهمها: الأدوية المضادة للالتهاب للتخفيف من الألم والتورم والتصلّب والالتهاب. الكورتيزون: يمكن العلاج بحقن الكورتيزون في مفصل واحد أو أكثر أو في مناطق الإلتهاب الأخرى للتقليل من الآثار الجانبية له. الأدوية المعدلة لطبيعة المرض DMARDS: تحدّ هذه الأدوية العلاجية من تطوّر المرض وتمتاز بأنها تعمل ببطء عن طريق إيقاف جهاز المناعة من مهاجمة المفاصل والأعضاء الداخلية، كما أنها قد تحتاج إلى أسابيع عدّة قبل أن يشعر المريض بالتحسّن.