يشعر معظم الأطفال في عمر معين بالخوف، ويختلف نوع أو طبيعة الخوف من طفل إلى آخر ومن عمر إلى آخر. إلا أن الخوف يبقى شعوراً إنسانياً طبيعياً وجزءاً طبيعيا في تطور الأطفال بالإجمال.. والأهم أن لا تتحول مخاوف الطفل إلى كابوس يسيطر على حياته، لذلك على الأهل فهم مخاوف الطفل وأسبابها. والعمل بجهد وسرعة على حلها وتخليصه منها. فما هي هذه الأسباب التي تؤدي إلى الخوف عند الطفل؟ وكيف يمكن التعامل معها بأفضل طريقة وتخليص الطفل منها. إليك الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى الخوف عند الأطفال: - من شهور وعيه إلى عمر الثلاث سنوات: يعاني الطفل في هذه المرحلة من الخوف من الغرباء. فهو يشعر بالأمان أكثر تجاه الأشخاص المقربين منه والأهل والأصدقاء. لكنه يشعر بخوف من الوجوه الغريبة أو الجديدة في حياته. وهذا الخوف يصنف في خانة الخوف الطبيعي. - ابتداء من عمر الثلاث سنوات: في هذه المرحلة من العمر ينسلخ الطفل عن أهله لساعات قليلة نتيجة ذهابه إلى الحضانة أو إلى المدرسة. وهنا يواجه الطفل بيئة جديدة قد تشعره بالخوف، يرافقه خوفا من الانفصال عن والديه. وصنف هذا الخوف ب”فوبيا المدرسة” الذي يعاني منه الكثير من الصغار. لكن هذا النوع من الخوف يختفي مع الوقت ومع اعتياد الطفل على الجو الجديد. لكن تجدر الإشارة إلى أن بعض الأطفال يرافقهم الشعور بالخوف من المدرسة حتى بعد مرور عدة سنوات وهنا ننصح بالانتباه إلى جدية هذه المشكلة ومعالجتها مع أخصائي. - من عمر الأربع سنوات: في هذه المرحلة من العمر عندما يصبح الطفل واعياً ومدركاً لكل ما حوله، فيولد عنده نوع معين من الخوف يكون مرتبطاً بالألعاب، بالأفلام، بالظلام، بالقصص الخرافية والحيوانات. وكلها أمور تهدد أمان الطفل. وفى هذه المرحلة من العمر أيضا يولد عند الطفل خوف من كل ما يجهله لذلك تكثر أسئلته. - من عمر الخمس سنوات: تصبح ذاكرة الطفل في هذه المرحلة من عمره أقوى، فيتأثر أكثر بما يدور من أحداث حوله، خصوصا إذا واجه تجارب أليمة كالمرض أو الوفاة. أما أكثر ما يؤذي الطفل في هذه المرحلة هو خلافات الأهل التي تنزع الأمان من قلب الطفل وتزرع مكانه الخوف والقلق. وهنا يؤثر الأهل سلبا على الطفل وقد يؤثر الأهل سلباً أيضا على الطفل نتيجة يتباع أساليب خاطئة في التربية. فبعض الأهل يلجأون إلى تهديد أطفالهم بشتى أنواع العقاب، وقد يلجأ البعض إلى إخافتهم كجزء من السيطرة على أطفالهم، ويستعمل البعض الآخر من الأهل مرادفات مرعبة لتهديد أطفالهم نتيجة شقاوتهم أو قيامهم بما يزعج الأهل. فيفقد الطفل الشعور بالأمان، ويؤدى هذا الشعور إلى الخوف لاحقا. بعد سرد أهم الأسباب التي تؤدي إلى مشكلة الخوف عند الأولاد، لابد من الإضاءة على وسائل تخليص الطفل من خوفه، وأهمها: - احترام خوف الطفل: قد يزعج خوف الطفل الأهل أحيانا، لكن مالا يدركه الجميع أن هذا الخوف بشكل مشكلة فى حياة الطفل وهو يعاني منها. لذلك على الأهل تقبل هذه المشكلة التي يعانى منها الطفل دون الاستهزاء به كلما شعر بالخوف، بل من الأفضل التقرب من الطفل والتكلم معه وتشجيعه على البوح بما يخيفه. فإذا عرف الأهل تماما ما يزعج الطفل، بإمكانهم مساعدته على التخلص مما يخيفه. - مواجهة مخاوف الطفل: يؤكد علماء النفس بأنه إذا واجه الطفل بشكل تدريجي مخاوفه فإنه سيتمكن من التخلص منها بشكل جذري، وهذه نقطة مهمة تساعد الأهل على مواجهة خوف طفلهم، كما يستطيع الطفل من جهته التحكم بخوفه. - التصرف بهدوء: إن الطفل هو أشبه بالإسفنجة، يمتص ويتأثر بتصرفات والديه. لذلك ينصح بأن يحافظ الوالدان على هدوئهما وعلى تصرفهما المتزن أمام أطفالهما. وبذلك يولد فى قلب الطفل الشعور بالاستقرار والأمان ويبتعد عن الخوف والارتباك. فعندما يسري القللق فى جو العائلة، فمن الطبيعي أن يتأثر الأطفال بهذا القلق. - استغلال طاقات الطفل: على الأهل أن يستفيدوا من طاقات أطفالهم واستغلالها بطرقة مفيدة. فتنمية هواية الطفل واللعب معه وممارسة أي نوع من الرياضة معه يفيد الطفل بشكل جيد - عدم مناقشة خوفه أمام الآخرين: يناقش الكثير من الأهل خوف أطفالهم أمام الآخرين كالأهل أو الأصدقاء أو المعلمات في المدرسة. وهذا أمر خاطئ للغاية. لذلك يجب احترام شعور الطفل ومداراته وخصوصا أمام الآخرين. وهنا لابد من الإشارة إلى أن الأطفال الحساسين هم الأكثر عرضة لمشاكل الخوف. لذلك يجب عدم السخرية من خوفهم أو التكلم عنه أمامهم. وإعطاء الطفل فرصة للتعبير عن القلق والخوف فى داخله وعدم تهديده أبدا. وهنا لابد من الإشارة إلى أن الخوف يكون إما بسيطا أو قويا، فالخوف البسيط يسهل التعاطي معه على عكس الخوف القوى الذي يصعب مواجهته.