توقع وزير الزراعة والري الدكتور منصور الحوشبي ارتفاع إنتاجية اليمن من محاصيل الحبوب الغذائية المختلفة إلى مليون و200 ألف طن تقريباً خلال العام الجاري . وأوضح الحوشبي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية(سبأ) أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها اليمن في الموسم الزراعي الحالي أبرز العوامل المؤثرة إيجاباً على الإنتاجية الزراعية لاسيما محاصيل الحبوب والتي تعتمد بدرجة رئيسية على مياه الأمطار. وبين أن تدفق السيول وارتفاع مناسيب المياه في السدود والحواجز المائية والكرفانات سيسهم في زيادة مخزون المياه الجوفية, الأمر الذي يؤمن مصادر المياه للعملية الزراعية خلال الموسم الزراعي القادم . لافتاً إلى أن إنتاجية محاصيل الحبوب تعد الأساس في تنمية وتطوير القطاع الزراعي في اليمن باعتباره من القطاعات الحيوية والهامة لتحقيق الأمن الغذائي للسكان. وحول توجهات وزارة الزراعة والري بهذا الخصوص أكد الوزير الحوشبي أن الوزارة تعتزم خلال المرحلة القادمة دعم إنتاجية الحبوب الغذائية من خلال تكثيف وتعزيز أنشطة الإرشاد الزراعي، وتوفير البذور المحسنة والأسمدة والمستلزمات الزراعية الأخرى بما من شأنه رفع إنتاجية الوحدة الواحدة من المحاصيل المختلفة. ونوه بدور البحوث الزراعية في إيجاد تقانات حديثة واستنباط أصناف محسنة مقاومة للجفاف والآفات النباتية وذات إنتاجية عالية تساعد المزارعين في تحقيق أرباح وعائدات اقتصادية وبما يسهم في تحسين ظروفهم المعيشية ومستوى الدخل. وأشار وزير الزراعة والري إلى أن قلة هطول الأمطار والجفاف الذي تأثرت به معظم المناطق والأودية الزراعية خلال الموسم الزراعي الماضي أبرز العوامل التي أثرت على تدني إنتاجية اليمن من محاصيل الحبوب الغذائية العام الماضي إلى 674 ألفاً و488 طناً مقارنة ب 713 ألفاً و739 طناً في عام 2008م . ووفقاً لبيانات الإحصاء الزراعي فإن المساحة الإجمالية المزروعة بالحبوب الغذائية التي تشمل (القمح، الذرة، الذرة الشامية، الدخن، الشعير ) انخفضت العام الماضي إلى 660 ألفاً و668 هكتاراً مقارنة ب 760 ألفاً و189 هكتاراً في 2008م و890 ألفاً و612 هكتاراً في عام 2007م. كما أن إنتاجية اليمن من محصول الذرة بلغت العام الماضي 311 ألفاً و504 أطنان في مساحة مزروعة قدرها 375 ألفاً و 723 هكتاراً، فيما سجلت إنتاجية الدخن 61 ألفاً و527 طناً في مساحة 97 ألفاً و688 هكتاراً خلال نفس العام . وبحسب خبراء زراعيون فإن الظروف المناخية والأمطار عوامل إيجابية ومبشرة بموسم زراعي خصيب ستشهده اليمن في هذه الفترة، كما تعد تلك المؤشرات فرصة مساعدة لوزارة الزراعة والري في تنمية القطاع الزراعي ورفع إنتاجية المحاصيل الغذائية المختلفة من خلال إيجاد خطط وبرامج دقيقة وواضحة تتضمن تعزيز دور الإرشاد الزراعي وتشجيع زراعة الحبوب وتوفير الميكنة الزراعية وتطوير دور البحوث الزراعية وتوفير البذور المحسنة وكذا الإقراض الزراعي. وكانت دراسة محلية حديثة أكدت أن الاعتماد على الخطط السنوية قصيرة الأجل لتنمية القطاع الزراعي و تحقيق الأمن الغذائي غير مجدية، موضحة أن أزمة الغذاء تزداد حدة مع مرور الزمن حتى أصبحت معها اليمن لا تنتج سوى 5 بالمائة من حاجتها من القمح و 15 بالمائة من حاجتها من الحبوب بشكل عام. وطالبت الدراسة التي أعدها الدكتور حسن ثابت - عن أهمية القطاع الزراعي وسبل تمويله لتحقيق الأمن الغذائي - بوضع خطة استراتيجية طويلة المدى لتحقيق الأمن الغذائي من الحبوب الغذائية لاسيما وأن اليمن تملك من المقومات والإمكانيات الزراعية ما يجعلها تحقق الاكتفاء الذاتي من الحبوب فضلاً عن تحقيق فائض للتصدير. ويعد قطاع الزراعة في اليمن من أهم القطاعات الإنتاجية والرئيسة المكونة للناتج المحلي في الاقتصاد، حيث يسهم سنوياً بحوالي 6ر17 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي، كما يعد مصدر دخل لأكثر من 54 بالمائة من إجمالي القوى العاملة، ويعتمد عليه ما يزيد عن 74 بالمائة من سكان الريف.