سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الجمهورية يدعو أجيال الثورة والوحدة إلى استلهام تاريخ الثورة وإدراك وقائع الماضي الكئيب في خطاب وجّهه إلى جماهير شعبنا بمناسبة احتفالات أعياد الثورة اليمنية المباركة
شعبنا سيتصدى لكل من يحاول النيل من ثورته ونظامه الجمهوري ووحدته ومكاسبه العناصر الخارجة عن القانون لن تفلح في مساعيها وعليها أن تعود إلى جادة الصواب على الحكومة متابعة ما أسفر عنه اجتماع نيويورك والسير بجهود الإصلاحات المالية والاقتصادية نتطلّع أن تكون نتائج الحوار منارة للضمير الوطني الحي وتأكيداً للالتزام السياسي بمصالح الوطن العليا وجّه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، خطاباً إلى جماهير شعبنا اليمني في الداخل والخارج بمناسبة احتفالات أعياد الثورة اليمنية المباركة العيد ال48 للثورة السادس والعشرين من سبتمبر، والعيد ال47 من الثورة ال14 من أكتوبر، والعيد ال43 ليوم الثلاثين من نوفمبر، فما يلي نصّه: الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين الإخوة المواطنون الأعزاء: الأخوات المواطنات العزيزات: يا أبناء وطن ال22 من مايو العظيم أينما كنتم في داخل الوطن وخارجه أحييكم بتحية الحرية والوحدة والديمقراطية، تحية العزة والكرامة والإخاء والمساواة والنصر المؤزر من عند الله سبحانه وتعالى, ويسعدني غاية السعادة أن أتوجه إليكم جميعاً بأصدق التهاني القلبية وأخلص التبريكات بأعياد الثورة اليمنية المباركة العيد ال48 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة والعيد ال47 لثورة ال14 من أكتوبر المجيدة والعيد ال43 ليوم الثلاثين من نوفمبر يوم الاستقلال المجيد.. هذه المناسبات الوطنية الغالية والعزيزة على قلوبنا جميعاً التي تعد انتصاراً لإرادة الشعب في التحرر من الإمامة الكهنوتية المتخلفة وجلاء الاستعمار البغيض، ومحطة انطلاق لتحقيق الأهداف الوطنية التي ناضل في سبيلها الأحرار الثوار من أبناء شعبنا المناضل وقدّموا من أجلها أغلى التضحيات وأسخى العطاءات في سبيل إشراقة فجر حكم الشعب نفسه بنفسه وامتلاك إرادته وسيادته الوطنية، وليعيش شعبنا حياته الجديدة الكريمة في ظل قيم الحرية والإخاء والمساواة وترجمة تطلعاته الإنسانية على دروب البناء والتنمية والتقدم والنهوض الحضاري الشامل. إن لأفراح شعبنا بهذه الأعياد والمناسبات الوطنية الغالية اليوم دلالاتها العميقة ودروسها المفيدة المتجددة التي تعلمنا السير على نهج تلك القيم والمبادىء العظيمة التي جاءت بها الثورة اليمنية وتجسّدت في حياة الشعب واقعاً معاشاً وملحمة نهوض حضاري شامل, بدأ فيها شعبنا مسيرته من نقطة الصفر متجاوزاً عهود الظلام والطغيان والاستبداد والحرمان والتخلف، ومنتصراً لذاته في الحياة الحرة الكريمة المزدهرة، وتحقيق أعظم مكاسبه وإنجازاته وفي مقدمتها الوحدة المباركة والديمقراطية التعددية وبناء مؤسسات دولته الحديثة وامتلاك مقومات التنمية المستدامة بعد أن تمكن شعبنا وبإرادة قوية نافذة وصبر عظيم وكفاح عنيد التغلب والانتصار على أخطر وأعتى المؤامرات التي ظلت تحيكها تلك الأذيال المستأجرة من مخلفات الماضي الإمامي والاستعماري والتشطيري والمهووسة بأوهام العودة بعجلة التاريخ في الوطن إلى الوراء والتي لم ولن تنجح في مساعيها الخائبة بالإضافة إلى مجابهة كل التحديات والعواصف التي اعترضت مسيرته ومنها تلك التحديات الأخيرة المتمثلة في احداث الفتنة والتمرد في محافظة صعدة, وما تقوم به العناصر التخريبية الخارجة عن القانون في بعض المناطق في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية من أعمال تخريبية للإضرار بالوحدة الوطنية والسلم العام، بالإضافة إلى تلك الأعمال الإرهابية لعناصر تنظيم القاعدة والأوضاع الاقتصادية الصعبة الناتجة عن تأثيرات الأزمة المالية العالمية, وبذلك فقد ظل شعبنا الواعي قادراً وبعزيمة لا تلين على الانتصار لنفسه ولمسيرته الظافرة في ظل راية ثورته ونظامه الجمهوري ووحدته الراسخة رسوخ الجبال الشماء. وفي هذه المناسبات الوطنية الغالية نقف وقفة إجلال وتقدير أمام بطولات وتضحيات الشهداء الأبرار والمناضلين الأحرار وتلك الملاحم النضالية التي خاضها شعبنا ضد الاستبداد والاستعمار والتبعية وفي التصدي والانتصار على كل المؤامرات والدسائس التي حاولت أن تعطل مسيرة الثورة وأن تنال من أهدافها ومكاسبها وأن تمس نظامنا الجمهوري الخالد ووحدتنا المباركة. وما من شك فإن ما تقوم به حالياً تلك العناصر الخارجة عن النظام والقانون من أعمال التقطع والتخريب والاعتداء على المواطنين والممتلكات العامة والخاصة ونشر سموم الكراهية والبغضاء والأحقاد بين أبناء الوطن الواحد ومحاولة عرقلة جهود البناء والتنمية إنما هي تسيء إلى تضحيات الشهداء الأبرار ونضالات الأحرار من أبناء شعبنا الذين قدموا وبنكران ذات دماءهم وأرواحهم رخيصة في سبيل وطنهم وشعبهم وثورتهم ومن أجل الحرية والوحدة والتقدم.. وهذه العناصر لن تفلح في مساعيها وأوهامها، وعليها أن تعود إلى جادة الصواب والحق والتخلّي عن العنف والتخريب وإثارة الأحقاد والضغائن, ما لم فإن شعبنا سوف يتصدى لها كما تصدى بالأمس القريب والبعيد لكل من حاول النيل من ثورته ونظامه الجمهوري ووحدته ومكاسبه وإنجازاته على مختلف الأصعدة, وعلى أجيال الثورة والوحدة استلهام تاريخ الثورة المباركة وإدراك وقائع ذلك الماضي الكئيب الذي عاشه آباؤهم وأجدادهم في ظل عهود الإمامة والاستعمار والتشطير والوعي بما تحقق في الوطن من إنجازات وتحولات عميقة وحياة مفعمة بالحرية والديمقراطية ومنجزات التنمية والأمن والأمان واستلهام تلك النضالات الجسورة والتضحيات الغالية التي قدمت عبر مسيرة طويلة من تاريخ وطنهم ليعيشوا إشراقات هذا العهد الجديد الذي ينعمون به ويتطلعون من خلاله إلى مستقبل أكثر ازدهاراً ورخاءً. يا أبناء شعبنا الكريم.. إن الديمقراطية هي اليوم الثمرة العظيمة للثورة والوحدة، وهي التزام بالحرية السياسية والاقتصادية والتي تفرض على الجميع في الوطن سلطة ومعارضة الحرص عليها والسعي بخطى واثقة وعقول مستنيرة وضمائر حية للوفاء باستحقاقاتها وتحمل مسؤولياتهم بكل الصدق والشجاعة، وأن يكونوا شركاء في معركة البناء والتنمية.. بداية من الحرص على إنجاح الحوار لمعالجة كافة القضايا الوطنية باعتباره الوسيلة الأفضل والأنجح على الدوام. ولذلك فإننا نتطلع أن تكون نتائج الحوار الذي دعونا إليه ونرعاه بين كافة الأطياف السياسية والمدنية منارة للضمير الوطني الحي وتأكيداً للالتزام السياسي بمصالح الوطن العليا.. فالحوار ميدان لتجسيد روح الشراكة الوطنية والتنافس الخلاق في تقديم الرؤى وتحديد المسارات الداعمة والمطورة للنظام السياسي والالتزام بحق الشعب في إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد دون تأخير على أن تسير مسارات الحوار والانتخابات النيابية دون أن يؤثر أحدهما على الآخر، وبحيث تجري الانتخابات النيابية في موعدها المحدد بمشاركة جميع الأطراف، ويستمر الحوار للوصول به إلى ما يحقق غاياته الوطنية المنشودة، وعلى الجميع التحلي دوماً بروح المسئولية الوطنية، والعمل على كل ما يخدم المصالح العليا للوطن. الإخوة والأخوات.. إن الإرهاب آفة ابتلي بها العالم ونحن ملتزمون بالحرب على الإرهاب من منطلق قناعتنا الوطنية، ونتحمل مسؤولية التصدي لهذا الخطر الذي أضر باقتصادنا الوطني وأساء إلى سمعة ديننا وبلادنا وأمتنا، ذلك أن العناصر المتطرفة والإرهابية الضالة من تنظيم القاعدة العدوة لنفسها ودينها ووطنها عملت على الإضرار بمصالح الشعب والوطن وتعطيل التنمية والإضرار بالسياحة والاستثمار في بلادنا، وعاثت في الأرض فساداً مما لا مناص من مواجهته والتغلب عليه بكل الوسائل إحقاقاً للحق وإزهاقاً للباطل وتأميناً للبلاد والعباد وحماية للحياة ومنجزاتها ومكتسباتها الغالية. وكم كنا نتمنى وقد بذلنا كل الجهود الممكنة في أن يعود هؤلاء الضالون عن غيهم وضلالهم والاستجابة لصوت العقل والمنطق وأحكام الدين الحنيف ونصائح العلماء الأفاضل؛ ولكنهم للأسف عميت بصائرهم، واستمروا في طريق الضلال والجهل، ومارسوا التخريب والقتل لمجرد التخريب والقتل للنفوس المحرمة والبريئة. ولهذا فإن أجهزتنا الأمنية ستواصل جهودها دون هوادة لاستئصال شأفة الإرهاب وترسيخ قواعد الأمن والسكينة العامة والحفاظ على مصالح الوطن والمواطنين، ولن تسمح لأي إرهابي أو خارج على القانون العبث بأمن الوطن وسكينة المواطنين. إننا نقدّر عالياً مواقف كل الأشقاء والأصدقاء الذين وقفوا إلى جانب اليمن لدعم أمنه واستقراره ووحدته ومسيرته, ونعبّر عن ارتياحنا للنتائج الإيجابية التي أسفر عنها اجتماع مجموعة أصدقاء اليمن المنعقد أمس الجمعة في نيويورك على مستوى وزراء الخارجية والتي أكدت التزاماً إقليمياً ودولياً قوياً بدعم بلادنا وأولياتها التنموية وتعزيز قدراتها الاقتصادية والبشرية.. وعلى الحكومة متابعة ما أسفر عنه ذلك الاجتماع وما سيليه من اجتماع قادم في الرياض بوتيرة عالية، وكذا العمل على ترسيخ السلام وإعادة الإعمار في محافظة صعدة، ومواصلة السير قدماً بجهود الإصلاحات المالية والاقتصادية وبما يحقق كافة الأهداف المنشودة. يا أبناء قواتنا المسلحة والأمن.. إن هذه الأعياد البهيجة هي من صنع بطولاتكم ونضالكم، وما قدمتموه من تضحيات وعطاءات وصنعتموه من ملاحم بطولية نادرة، فلكم التهاني والتحايا المستحقة جنوداً وصفّاً وضباطاً وقادة وأنتم ترابطون في كل المواقع والثغور، وتؤدون واجباتكم ومهامكم بكل تفانٍ وإخلاص ونكران ذات من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره ووحدته الوطنية وشرعيته الدستورية وحماية كل مكاسبه وإنجازاته ونهجه الديمقراطي، ولقد برهنتم وفي كل الظروف والمنعطفات أن المؤسسة العسكرية والأمنية هي المؤسسة الوطنية الرائدة القادرة على تحمّل كامل المسؤوليات وأداء كل المهام، وهي الشريك الفاعل في صنع منجزات البناء والتنمية والتقدم ولهذا فإننا سنظل نولي هذه المؤسسة البطلة كل الاهتمام والرعاية وتطوير قدراتها ورفدها بأحدث الإمكانات والتجهيزات المتطورة وفي مختلف تشكيلاتها البرية والبحرية والجوية وتكويناتها الأمنية وبنية مؤسساتها التعليمية العسكرية والأمنية وبما يعزز من مسيرة البناء النوعي المتطور فيها، ويرتقي بمستوى منتسبيها ويطوّر من قدراتها الدفاعية والأمنية ويكفل لها أداء واجباتها بكل كفاءة واقتدار وفي مختلف الظروف والأحوال.. أيها الإخوة المواطنون.. أيتها الأخوات المواطنات.. إن احتفالنا بأعياد ثورتنا المباركة سيبقى هو احتفال بتلك الشعلة المتوهجة التي أضاءتها الثورة في كل النفوس اليمنية الأبية والقلوب المؤمنة والعقول الحكيمة الثائرة ورسخّتها على امتداد أرضنا الطيبة شواهد معاشة من الإنجاز والعطاء الذي لا ينضب.. فالثورة تجدد نفسها وتمضي بثقة وديمومة مستمرة لتحقيق أهدافها في كل الحقول والميادين وبفضل الشعب الذي هبّ من كل أنحاء الوطن شماله وجنوبه شرقه وغربه من أجل تفجير شرارتها للتخلص من نير الإمامة والاستعمار وتحمل مسؤولية حمايتها وإنجاز مهامها على طريق بناء مشروعه الحضاري الجديد، مجسداً بذلك واحدية مسار ثورته الخالدة ال 26 من سبتمبر وال 14 من أكتوبر وأهدافها ومعاركها وتطلعاته نحو المستقبل الزاهر في ظل رايتها المنتصرة دوماً بإذن الله تعالى. وإن شعبنا اليمني العظيم الذي صنع واحدة من أهم الحضارات الإنسانية هو قادر اليوم وغداً مع كل أبناء أمته العربية والإسلامية وفي ظل التلاحم والتكامل والتضامن على الإسهام في مسيرة الحضارة الإنسانية والتغلب على كل ما تعانيه الأمة من تحديات راهنة. ختاماً.. نسأل الله العلي القدير أن يتغمد شهداء الوطن الأبرار وشهداء جمهورية مصر العربية الذين سالت دماؤهم الزكية على أرض اليمن دفاعاً عن الثورة اليمنية وحق شعبنا في الحياة الحرة الكريمة أن يتغمدهم جميعاً بواسع رحمته وغفرانه، وأن يسكنهم فسيح جناته إلى جوار الأنبياء والصدّيقين، إنه سميع مجيب. عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير.. والسلام عليكم ورحمته وبركاته.