عبّر مصدر إعلامي مسؤول عن استغرابه مما ورد من مزاعم ومعلومات غير صحيحة ومشوهة في تقرير لجنة حماية الصحفيين بنيويورك الذي نشر مؤخراً حول حرية الصحافة في اليمن. وقال المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ»: لقد بات من الواضح أن ذلك التقرير قد اعتمد على ما أعده للجنة شخص يدعى محمد عبد الدائم جاء إلى اليمن، والتقى بالعديد من العناصر المعارضة الموتورة والحاقدة على اليمن ووحدته والتي زودته بمعلومات مغلوطة ومضللة لاقت هوى في نفسه والتي جندها للأسف ولأسباب غير معلومة ودون مبرر في الإساءة لليمن وتشويه واقع الحريات الصحفية الواسعة التي يشهدها اليمن وفي إطار النهج الديمقراطي التعددي الذي التزم به، حيث يوجد اليوم في اليمن أكثر من 160 مطبوعة صحفية وعشرات المواقع الإعلامية الإلكترونية والمدونات تتمتع بقدر كبير من الديمقراطية وممارسة حرية الرأي والتعبير والنقد والذي تجاوز في بعض الأحيان كل الحدود وهو ما يشهد به الجميع. وأضاف المصدر: لقد اعتمد كاتب التقرير للأسف على تلك الأصوات النشاز داخل اليمن وخارجه التي ظلت تعارض كل شيء وتنكر كل شيء إيجابي، انطلاقاً من نظرتها السوداوية للأمور ومن مواقفها السلبية المسبقة والمعبأة بعدائية مفرطة تجاه اليمن واستقراره ووحدته ونهجه الديمقراطي، لهذا لا نستغرب بما حفل به التقرير من مغالطات وتحريف للحقائق وكيف يمكن أن نتوقع من تقرير اعتمد في كل معلوماته المضللة عن اليمن على مثل تلك العناصر الموتورة لتشويه سمعة اليمن وبصورة متعمدة ومكشوفة وكل ما جاء فيه يخالفه الواقع ويمكن تفنيده بالحقائق الملموسة لدى كل منصف. وتابع المصدر قائلاً : لقد أشار التقرير في صفحته الثانية إلى محكمة الصحافة أو المطبوعات بأنها محكمة استثنائية أنشئت في عام 2009م وأنها محور الجهود القانونية للحكومة لتقييد حرية الصحافة، وهو أمر غير صحيح، فمحكمة الصحافة والمطبوعات محكمة متخصصة تنظر قضايا الصحافة وتم إنشاؤها وفقاً للدستور كمحكمة متخصصة مثل المحاكم المتخصصة الأخرى كمحكمة الأموال العامة أو الأحداث أو محكمة المخالفات، وقد أنشئت وفقاً لنص الفقرة (ب) من المادة (8) من قانون السلطة القضائية رقم (1) لسنة 1991م، كما أنها جاءت بناءً على مطالبات من قبل نقابة الصحفيين وعدد من الصحفيين بإنشاء محكمة تنظر في قضاياهم، وهو تكريم لمهنة الصحافة للنظر في قضاياها أمام محكمة متخصصة ومن قبل قضاة متخصصين وليس أمام المحاكم الابتدائية العادية التي تعنى بمحاكمة المجرمين المتهمين بجرائم جسيمة مثل المخدرات والقتل والاغتصاب، وهي في كل الأحوال لا تعتبر محكمة استثنائية كما يشير التقرير؛ لأن المحاكم الاستثنائية يتم إنشاؤها وتشكيلها بموجب إجراءات خاصة، ويتم تعيين قضاتها وفقاً لإجراءات خاصة ولا يتمتع المتهمون أمامها بالضمانات القانونية التي تقرها القوانين وتعتبر الأحكام التي تصدرها باتة وتتم المصادقة عليها من قبل المحاكم العسكرية، وهذا غير موجود في محكمة الصحافة التي تتبع القواعد العامة المقرة في القوانين النافذة أثناء محاكمتها للمتهمين أمامها مثل قانون الإجراءات الجزائية وقانون العقوبات العامة وقانون الصحافة والمطبوعات، وهي القوانين التي تطبقها المحاكم الابتدائية العادية في كافة محافظات الجمهورية والإشارة إلى أن محكمة الصحافة أداة بيد السلطة التنفيذية إشارة منافية للحقيقة والواقع؛ كون محكمة الصحافة محكمة عادية شأنها شأن أي محكمة أخرى متخصصة في الجمهورية وحقوق الصحفيين المنظورة قضاياهم أمامها مكفولة طبقاً للقانون، أما ما أشار إليه التقرير من مزاعم حول ما أسماه هجوماً تشريعياً على ثلاث جبهات فإن ذلك قد اعتمد على عنصر المبالغة لتصوير التعديلات القانونية المقدمة على أنها تفرض تقييداً للحريات، وهو نفس الأسلوب الذي حاول التقرير تكريسه من بدايته حتى نهايته سواء من خلال الهجوم على القضاء أو النيابة العامة أو ما تم تقديمه من تعديلات لبعض القوانين المعروضة على البرلمان، وتلك التعديلات ليست ذات خطورة على الحريات العامة ولا تمس حقوق الإنسان وإنما للحفاظ على الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي في البلاد ومكافحة الجريمة وتحقيق العدالة. وأضاف: أما بقية ما ورد في التقرير من مغالطات ومزاعم اعتسفت الحقائق فإنها قدمت دليلاً قاطعاً على ذلك الأسلوب التضليلي الذي اعتمد عليه معد هذا التقرير وموقفه السلبي من اليمن والذي رأيناه جليّاً في كل ما تضمنه التقرير الذي افتقد للمصداقية والموضوعية والإنصاف. وأكد المصدر أن مثل هذه التقارير المشوهة أياً كان مصدرها ودوافعها لن تثني اليمن عن مواصلة تمسكه بنهجه الديمقراطي التعددي وبالحريات الصحفية واحترام حقوق الانسان؛ باعتبار ذلك خياراً حضارياً لا يمكن التراجع عنه وأنه مهما برزت من أخطاء وتجاوزات للديمقراطية بين الحين والآخر من بعض الذين يجهلون حقيقة ممارستها ويسيئون إليها فإنها لن تعالج إلا بالمزيد من الحرية والديمقراطية واحترام القانون.