لا جدوى من التفاوض في ظل استمرار الصلف الصهيوني واختلال ميزان العدالة الدولية أقيم أمس في صنعاء مهرجان تضامني مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني, حضره عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادات وممثلي عدد من الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وفضيلة المشائخ العلماء وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي المعتمدين في صنعاء وجمع غفير من المواطنين. وتحدث في المهرجان رئيس جامعة الإيمان فضيلة الشيخ عبدالمجيد الزنداني بكلمة أكد فيها أهمية أن تسعى الأمة العربية والإسلامية بكل الطرق لفك أسر الأسيرات والأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال، معتبراً ذلك واجباً شرعياً وفرض عين على كل مسلم. وشدد على أهمية وضرورة نبذ الخلافات ما بين الفصائل الفلسطينية وتوحيد الصف لمواجهة مخططات العدو الصهيوني.. مؤكداً أن اجتماع الفلسطينيين، وتوحدهم سيلزم كافة العرب والمسلمين السير وراءهم ومساندة نضالهم المشروع حتى يتمكنوا من تحقيق النصرللقضية الفلسطينية العادلة. ووجّه الشيخ الزنداني نداء إلى الزعماء العرب لإنجاح القمة العربية الاستثنائية القادمة المزمع انعقادها غداً السبت في سرت الليبية, من خلال إنجاح مبادرة الاتحاد العربي وإخراجه إلى النور، لافتاً إلى أن الاتحاد العربي يمثل الأمل الوحيد لمواجهة كافة التحديات والمخاطر المحدقة بالأمة العربية والإسلامية. من جانبه أكد نائب رئيس الهيئة الشعبية لنصرة القضية الفلسطينية، عضو مجلس الشورى محمد العيدروس, أهمية تبني الأحزاب والمنظمات الحقوقية للفعاليات التي تلفت نظر المجتمع الدولي إلى قضية الأسيرات والأسرى الفلسطينيين وما يعانونه من شتى صنوف التنكيل في سجون الاحتلال لما من شأنه دفع المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على اسرائيل وإلزامها بفك أسرهم أو حتى منحهم الحقوق ومعاملتهم وفقاً لما تنص عليه الاتفاقيات الدولية. ودعا العيدروس الأمة العربية والإسلامية إلى دعم نضال الشعب الفلسطيني المشروع بكافة الوسائل حتى يستعيد كافة حقوقه وتحرير أسراه, مبيناً أن الأمة العربية والإسلامية تشكل العمق الاستراتيجي للنضال الفلسطيني ضد الاحتلال، وان قضية الأسرى تمنح المقاومة الفلسطينية زخماً وورقة رابحة لاستقطاب التعاطف الدولي مع القضية الفلسطينية عموماً. وأوضح أن تأسيس الهيئة الشعبية اليمنية لنصرة القضية الفلسطينية يندرج في إطار موقف اليمن الثابت والمبدئي الداعم والمناصر للقضية الفلسطينية، والذي يتجسد في العديد من المواقف والصور، مشيراً إلى أن الهيئة لا تألو جهداً في تبني مختلف النشاطات والفعاليات لمناصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. القائم بأعمال السفارة السودانية في صنعاء رشاد الطيب دعا من جانبه إلى بناء استراتيجية عربية وإسلامية ودبلوماسية جديدة لمواجهة المشروع الصهيوني. ورأى أنه في ظل استمرار الصلف الصهيوني واختلال ميزان العدالة الدولية فإنه لا جدوى من التفاوض السلمي كون ذلك لن يعيد الحقوق بل يؤدي إلى المزيد من التفاوض السلبي. وألقيت في المهرجان كلمتان من قبل ممثل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس في اليمن الدكتور عبدالمعطي زقوت، وممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين سلطان مهداوي, استعرضا فيهما الأوضاع المأساوية التي يعيشها الأسرى الفلسطينون خلف القضبان والذين يزيد عددهم عن 8500 أسير وأسيرة. موضحين أن الأسرى يتعرضون في سجون الاحتلال الصهيوني للإذلال والمهانة، في محاولة لإجبارهم على التفريط بحقوق وثوابت الشعب الفلسطيني. وأشادا بمواقف الأسرى الذين أثبتوا على اختلاف انتماءاتهم السياسية أنهم ضمير الشعب الحي، وأنهم الأوفياء على وحدة وحقوق وآمال وتطلعات شعبنا الفلسطيني المجاهد.. داعيين الأمة العربية والإسلامية وشعوبها إلى أداء واجباتها تجاه الأسرى الفلسطينين على مستوى الأمة وفي المحافل الدولية، وثمنا عالياً مواقف اليمن قيادة وحكومة وشعباً الثابتة والداعمة لنصرة القضية الفلسطينية. تخلل المهرجان وصلات إنشادية متنوعة لفرقة العين الفنية ألهبت مشاعر الحضور. يشار إلى أن الشعب الفلسطيني يحيي يوم الأسير الفلسطيني في 17 ابريل من كل عام، وبدأ بإحياء هذه الذكرى منذ 17 اريل 1974، وهو اليوم الذي أطلق فيه الاحتلال الاسرائيلي سراح أول أسير فلسطيني (محمود بكر حجازي) في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال. وبحسب تقرير إحصائي حديث أصدرته وزارة الإعلام الفلسطينية مؤخراً فإن 25 بالمائة من أبناء الشعب الفلسطيني دخلوا السجون منذ بداية الاحتلال الاسرائيلي في العام 1948. وبيّن التقرير أنه منذ العام 1967 وحتى بدء الانتفاضة الأولى سجلت قرابة 420 ألف حالة اعتقال، أي بمعدل 21 ألف حالة اعتقال سنوياً، ثم ارتفع معدلها خلال سنوات الانتفاضة (من 9 كانون أول 1987 ولغاية منتصف العام 1994) إلى 30 ألف حالة اعتقال سنوياً، أي قرابة 210 آلاف حالة اعتقال، ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى وحتى تاريخه فإنه يسجل ما يقارب ال 7000 حالة اعتقال سنوياً. وأوضح أنه حتى منتصف شهر سبتمبر 2010، بلغ عدد الأسرى في السجون والمعتقلات الاسرائيلية ما يقارب 8500 أسير وأسيرة، موزعين على 25 سجناً ومعتقلاً، من بينهم 788 أسيراً وأسيرة محكومين ومحكومات بالسجن مدى الحياة، و577 أسيراً وأسيرة محكومين بالسجن أكثر من 20 عاماً، وأكثر من 1100 أسير وأسيرة محكومين بالسجن بين 20-10 عاماً.