من جديد..تراءت له تلك الواحه البعيده والمتألقه بفعل الحراره الشديده..,مضى كثير من الوقت منذ تاه في هذه الصحراء القاحله.! الإجهاد قد فتك به ولم يعد يشعر بشيء..,ماالذي حدث بالضبط ؟! الحقيقه أنه لم يعد يتذكر..كان قد اوشك على الإستسلام حين رأى بعض العلامات في الطريق يجزم أنه قد مر بها.!,لكنه وبما تبقت له من قدرة قرر أن يستمر في المشي وباتجاه تلك الواحه.. رويداً رويداً كانت تقترب منه وثمة شعور يختلجه..إنها نسمات هواء باردة يستطيع الاحساس بها..وبدأت الرؤيه تتضح أكثر وأكثر..أشجار نخيل..مبانٍ صغيرة مهدمة ولايبدو عليها القدم و..بناء صغير..بئر يستطيع تمييزه.., وبخطوات متثاقله واصل سيره وقد أشرقت الحياة في عينيه من جديد و..لكنه تذكر أنه قبل ساعات قد شاهد شيئاً مشابها..واكتشف أنه سراب بمجرد أن لمس آثاره.,دب الشك في رأسه..لم لايكون هذا سراب آخر؟! إرتعد جسده المنهك وهو يقترب من أشجار النخيل التي شكلت سوراً طبيعياً لهذه القرية البائدة وقد وضع في رأسه ذلك الاحتمال البشع..,و..أمام نخلة (باسقة الأفنان.!) توقف..وأحس بخفقات قلبه لأول مرة..وببطء امتدت ذراعه (المدماه) نحو جذعها و..لثوانٍ قليلة..وقبل أن تلمسها ظلت كفه معلقة ترتعد.! أغمض عينيه ولمس الجذع و………..اختفى.. تلاشى جسده سريعاً.!!