يستقبل هيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة الحديدة مايقارب من ثلاثمائة مريض في اليوم ويقدم لهم الخدمات الطبية في مختلف التخصصات، وهو واحد من مستشفيين كبيرين في محافظة يزيد تعداد سكانها عن مليوني نسمة وبالرغم من ترفيع المستشفى إلى هيئة خلال هذا العام بقرار جمهوري إلا أن خدماته الطبية وتجهيزاته، لاتزال متواضعة، لاتلبي الطموحات المطلوبة. د. محمد محمد قطقط مدير عام هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة التقته صحيفة الجمهورية في الحوار التالي: هل لكم إعطاء القارئ نبذة مختصرة عن المستشفى؟ طبعاً مستشفى الثورة العام بالحديدة تم بناؤه في العام 72م على نفقة دولة الكويت الشقيقة وجرى افتتاحه عام 82م من قبل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ويومها كان الطاقم الطبي الأجنبي يشكل “%90” من الكادر، وجميعهم من البعثة الطبية الصينية. وفيه قسمان فقط لاستقبال حالات النساء والولادة، وحالات الأطفال، وكان يحتوي على مائه وأربعين سريرا فقط. واليوم بفضل رعاية واهتمام القيادة السياسية، أصبح المستشفى يحتوي على خمسة أقسام رقود وثلاثة مراكز طوارىء إسعاف، وثلاثمائة وأحد عشر سريرا، وغرف عمليات جراحية، وغرف العمليات التوليدية و”228” كادرا طبيا يمنيا مؤهلا في مختلف التخصصات وبعثة طبية صينية مكونة من ثلاثين طبيبا.. ويستقبل المستشفى حالياً مايقارب “300” مريض في اليوم بجميع عياداته الداخلية والخارجية ومن داخل المحافظة والمحافظات المجاورة. ماهي الأقسام الرئيسية التي يحتويها المستشفى؟ المستشفى يحتوي على خمسة أقسام رئيسية وهي: قسم النساء والولادة ،وهو متكامل لاستيعاب حالات النساء والولادة المرضية ومتابعتها، كما يستوعب حالات الجراحة من العمليات ومتابعتها على مدار الساعة، ويعمل بكوادر نسائية متخصصة ذات كفاءة عالية “يمني أجنبي”. قسم الأطفال: ويشمل حاضنات أطفال “رعاية الخدج” وهو متكامل ومزود بأحدث الأجهزة لاستيعاب الحالات الحرجة، وحالات الأطفال الخدج. قسم الباطنية والجراحة "رجال": يستوعب كل حالات الباطنية والجراحة، ومرض السكر بإشراف أطباء باطنية وجراحة مختصين في هذا المجال. قسم الباطنية والجراحة نساء. قسم العناية المركزة “جناح رجال + جناح نساء”: وهو وحدة خاصة تستوعب كل الحالات الحرجة بمختلف التخصصات ومزودة بأجهزة المراقبة الحيوية ويوجد بالمستشفى ثلاث غرف للعمليات الجراحية كبرى، ومتوسطة، وصغرى. وتعتبر غرفة العمليات الكبرى أكبر غرفة عمليات جراحية في المحافظة ومزودة بأجهزة حديثة... وتوجد أيضاً غرفتان خاصتان بالعمليات التوليدية. ماذا عن المراكز الإسعافية الموجودة لديكم؟ يوجد لدينا بالمستشفى ثلاثة مراكز إسعافية تعمل على مدار 24 ساعة فهي مجهزة لاستقبال المرضى وتلقي الإسعافات الأولية وهذه المراكز هي: مركز الحروق، وهو متخصص لاستقبال وعلاج كل حالات الحروق بدرجاتها المتفاوتة وبإشراف كادر طبي متخصص ويستقبل المرضى من المحافظة وخارجها. مركز الطوارىء التوليدية، ويستقبل على مدار 24 ساعة جميع أمراض النساء والولادة ومزود بغرفتين خاصتين بعمليات النساء والتوليد ويعتبر أكبر مركز طوارىء توليد داخل المحافظة. مركز طوارىء الأطفال “الإرواء” ويستقبل الحالات الإسعافية المرضية للأطفال على مدار 24 ساعة. كما يوجد بالمستشفى مركز العلاج الطبيعي ويعمل على فترتين صباحية ومسائية ويستقبل الحالات المحالة من كل الأقسام والعيادات لغرض العلاج الطبيعي ويحتوي على عدة أجهزة حديثة لكل أنواع العلاج الطبيعي بقسميه الرجال والنساء كما توجد بالمستشفى وحدة الأورام السرطانية “الأمل” ونظم قسم متكامل للرقود واستيعاب كل الحالات السرطانية وإعطاء العلاجات والكشف المبكر للحالات الجديدة ويعمل بكادر يمني متخصص. هل الأجهزة التشخيصية المتوفرة تغطي احتياجات المستشفى؟ المستشفى مجهز بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية مثل: جهاز المناظير وتفتيت حصوات الكلى والمسالك البولية بدون تدخل جراحي وهو جهاز حديث ويعمل بكادر طبي متخصص. جهاز الأشعة المقطعية والعادية وهو أحدث جهاز في المحافظة لتشخيص الحالات المرضية في التخصصات المختلفة. جهاز رسم القلب، جهاز الموجات الصوتية، جهاز الأيكو، وأجهزة خاصة بالعناية المركزة، وحاضنات أطفال، وأجهزة شفط سوائل لغرفة العمليات، وأجهزة تخدير وإنعاش وحدة أسنان متكاملة، وأجهزة لمركز العلاج الطبيعي. يوجد مختبر وبنك دم متكامل يقدم أغلب الفحوصات والمحاليل المخبرية على مدار 24 ساعة إلا أنه يفتقر إلى بعض الأجهزة التشخيصية مثل: “ جهاز الكيمياء، وجهاز فصل البلازما، كما توجد صيدلية تعمل على مدار 24 ساعة وتقدم الأدوية الإسعافية لمركز إسعاف الأطفال مجاناً وبقية العلاجات الاسعافية للأقسام الداخلية، وغرف العمليات والعناية المركزة،ودعم وحدة السرطان.. بعد اعتماد المستشفى إلى هيئة هل ترون أن الخدمات الطبية صارت أفضل حالاً؟ من الطبيعي أن تكون الخدمات التي يقدمها المستشفى للمرضى بعد ترفيعه واعتماده هذا العام إلى هيئة تكون بشكل أفضل وأرقى وتلبي الطموحات في تحسين هذه الخدمات، لكن هذا الأمر يحتاج إلى وقت طويل؛ فالخدمات الطبية والتجهيزات لاتزال متواضعة وتعاني العديد من الصعوبات في ظل اعتماد موازنة تشغيلية ضئيلة جداً للهيئة مقارنة بالهيئات الأخرى التي تم إنشاؤها من حيث تعداد السكان والمترددين على المستشفى من المرضى، ويتطلب الأمر أيضاً توسعة العديد من الأقسام المختلفة وتوفير احتياجات ومتطلبات الهيئة سواء من الأجهزة والمعدات الطبية أو الكوادر المؤهلة، وحتى الآن لايوجد لدينا أجهزة قسطرة للقلب رغم الحاجة الملحة لها، إلى ذلك عدم اعتماد أي درجات وظيفية عند إنشاء الهيئة مقارنة بالهيئات في المحافظات الأخرى ومع ذلك تعتبر فترة إنشاء الهيئة خلال هذا العام أنها قصيرة وسيكون العام القادم الوضع أفضل حالاً لتقديم أفضل الخدمات الطبية وتحقيق قفزة نوعية وأنا على ثقة من ذلك. هل لنا التعرف على عدد العمليات الجراحية وحالات الحروق والأورام السرطانية خلال النصف الأول للعام الحالي؟ خلال النصف السنوي الأول من العام الحالي 2010م بلغ إجمالي العمليات الجراحية التي أجريت بالمستشفى “1042” عملية جراحية تتمثل في: “كبرى 448ومتوسطة 290وصغرى 304” بزيادة إجمالية عن عمليات جراحية عن نفس الفترة للعام الماضي “365” عملية وهذا الارتفاع في عدد العمليات يدل على تهيئة غرف العمليات وتوفير كافة متطلباتها وتسهيل الإجراءات.. أما فيما يتعلق بحالات الحروق فقد بلغت خلال النصف الأول من هذا العام “83” حالة تتمثل في “17” حالة أطفال و26 حالة رجال و40 حالة نساء. وبلغ إجمالي حالات الوفيات ثلاث عشرة حالة، فيما بلغ الإجمالي إلى لنفس الفترة من العام الماضي 2009م “77” حالة.. فيما بلغ إجمالي حالات الوفيات لنفس الفترة من العام الماضي “عشر حالات وفاة”. أما الحالات المترددة على وحدة الأورام السرطانية فقد بلغت خلال النصف الأول من هذا العام “2027” حالة من أطفال ورجال ونساء،وبلغت حالات المضاعفات إلى “682”حالة،وحالات الوفيات بلغت عشر حالات فيما النصف الأول من العام الماضي بلغت الحالات المترددة “1415” حالة، والمضاعفات “385” حالة، والوفيات إلى اثنتي عشرة حالة. ماهي المشاريع الجديدة لديكم؟ هناك ثلاثة مشاريع جديدة، اثنان تم الانتهاء من إنجازها والمشروع الثالث في طور الإنجاز وهي: - مشروع توسعة مركز إسعاف الأطفال بتمويل ذاتي حيث بلغت تكلفته الإجمالية مبلغ خمسة عشر مليون ريال وقد تم الانتهاء من إنجاز المشروع. - مشروع توسعة وحدة العناية المركزة بتمويل ذاتي وبلغت تكلفته الإجمالية ثمانية ملايين ريال وقد تم أيضاً الانتهاء من إنجازه. - مركز بنك الدم بتمويل من المستشفى والمجلس المحلي بالمحافظة والحكومة الإيطالية وتبلغ تكلفته الإجمالية بحدود ثلاثين مليون ريال وتبلغ نسبة إنجاز العمل فيه “ %80” ومساهمة الحكومة الإيطالية تتمثل في تزويد المركز بالأجهزة الطبية الخاصة. ماذا عن المعوقات والصعوبات التي تواجهونها؟ هي كثيرة ولكن نتمنى أن نتغلب عليها بتعاون الجهات المسئولة والسلطة المحلية وأهمها التكييف المركزي الذي لم يتم البدء فيه حتى الآن رغم توجيهات فخامة رئيس الجمهورية ووزير الصحة والسكان والمتابعة المستمرة من قبل محافظ المحافظة، وإدارة مكتب الصحة وإدارة المستشفى. - الترميم المتعثر لمخازن التغذية من قبل المقاول الواقدي وقد تم إبلاغ الجهات المعنية بذلك. عدم وجود ميزانية تشغيلية خاصة بمركز الحروق عدم وجود مبان ومنشآت نحتاج إليها لتوسعة أقسام المستشفى المختلفة. - الموازنة التشغيلية للهيئة ضئيلة جداً، مقارنة بالهيئات الأخرى التي تم إنشاؤها خاصة وأن تعداد محافظة الحديدة يزيد عن مليوني نسمة. - عدم صيانة المحول الكهربائي الخاص بالمستشفى والتابع لمؤسسة الكهرباء والذي يحتاج إلى صيانة كاملة، حتى الآن لم يتم ذلك، رغم توجيهات المحافظ المتكررة لمؤسسة الكهرباء، كما أن المبلغ الذي تم اعتماده في الموازنة (عشرون مليون ريال) لشراء مولد كهربائي (600ك/وات) وجرى إنزال مناقصة للشراء هو غير كافٍ وكانت التكلفة بأكثر من أربعين مليون ريال؛ مما أدى إلى التوقف عن الشراء لعدم قدرة المستشفى على ذلك. - عدم توفر مركز طوارىء لاستقبال كل الحالات الإسعافية خاصة وأننا بحاجة ماسة لهذا المركز. - عدم اعتماد درجات وظيفية عند إنشاء الهيئة مقارنة بالهيئات في المحافظات الأخرى حيث ولدينا عدد كبير من الكوادر الطبية بالمستشفى "متعاقدون" ويزيدون عن مائة وخمسين كادرا في مختلف التخصصات. عدم تسليم جامعة الحديدة السكن الخاص بالبعثات الطبية الأجنبية التابع للمستشفى رغم توجيهات المحافظ بذلك. - عدم وجود أجهزة قسطرة القلب خاصة وأن المستشفى يستقبل مرضى القلب من داخل وخارج المحافظة. ماهو الدعم الذي تقدمه السلطة المحلية؟ السلطة المحلية لم تقصر يوماً مع الهيئة ومتعاونة جداً وقد ساهمت مؤخراً في تمويل جزء من مركز بنك الدم الذي في طريقه للانتهاء من العمل ودفعت مبلغ ستة ملايين ريال، كما أن المحافظ، جهوده ملموسة في إيلاء المستشفى كل العناية والاهتمام ومؤخراً قام بزيارة تفقدية للهيئة للاطلاع على وضع الخدمات التي يقدمها المستشفى، وتم مناقشة احتياجات ومتطلبات المستشفى من الخدمات الطبية، وخاصة منها، توفير أجهزة القسطرة للقلب لعدم توفرها بالمحافظة، وكذا الأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية التي نحتاجها مؤكداً تواصل قيادة المحافظة مع الجهات المعنية لتوفيرها وموجهاً مكتب الصحة وإدارة الهيئة بإعداد تصور شامل لاحتياجات الهيئة وكذا إعداد موازنة العام 2011م على أسس علمية وصحيحة، تلبي الطموحات في تحسين الخدمات التي يقدمها المستشفى.