افتتح المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني الدكتور عبدالعزيز المقالح أمس ومعه السفير الفرنسي بصنعاء جوزيف سيلفا معرض الصور الفوتوغرافي " 40 عاماً على وجود البحث الاثري الفرنسي في اليمن". وفي الافتتاح قال الدكتور المقالح: أربعون عاماً مرت على إقامة العلاقات بين الشعبين الصديقين، اليمن وفرنسا، وهي فترة حافلة بالتواصل المثمر والإنجازات المتجسدة في أكثر من مجال.. مشيراً الى أثر العلاقات غير المباشرة التي ربطت وجدان المثقفين اليمنيين بفرنسا منذ عشرينيات القرن المنصرم من خلال تفتح وعيهم على أفكار التنوير والتغيير. وتابع الدكتور المقالح: استطاع المثقفون الأوائل من أبناء هذا البلد أن يخترقوا حواجز العزلة القاتلة التي أحاطت بهم وبوطنهم، وأن يقتربوا من أفكار جان جاك روسو ونظرية العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم، وقرأوا عن الثورة الفرنسية وانفعلوا بشعاراتها السحرية (الحرية والعدالة والمساواة) ". وتطرق الى متابعة المثقفين الأوائل للكثير من الكتابات الشعرية والروائية كما هو الحال مع أعمال فيكتور هيجو عن الجمهورية وجان بول سارتر وتوقفوا كثيراً عند أندريه مالروا ذلك المثقف الإنسان الذي حلق في سماء اليمن بطائرته الشراعية ووصل إلى مأرب ليشاهد محرم بلقيس من الفضاء. وأشار الى أن أول من فك شفرة الخط المسند فرنسي وهو "هاليفي" الذي يشبه "شامبليون" الذي فك شفرة حجر رشيد في مصر ، وقد توالت البعثات الفردية ووصل إلى اليمن في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي أطباء إنسانيون يعالجون المرضى ويشهدون ما كانت هذه البلاد تعانيه من تعاسر وظلم وظلام. وقال الدكتور المقالح : لن ينسى اليمنيون الدكتورة "كلوديا فايان" وكتابها (كنت طبيبة في اليمن) الذي ترجم إلى عشرات اللغات وشكل إسهاماً حقيقياً في إشعال نيران الثورة في العقود الأربعة الأخيرة ، مضيفاً : منذ بدأت العلاقات بين البلدين توسعت رقعة التعارف، وبدأت بعثات التنقيب عن الآثار وترميم المعالم الأثرية نشاطها المشكور والمتواصل". ولفت الى الدور المتميز للدكتور كرستان روبان في قيادة كثير من الأعمال الحفرية وإسهاماته مع صديقه الراحل الدكتور محمد عبدالقادر بافقيه في إنشاء مجلة (ريدان) التي كانت وثيقة من وثائق التعاون والتواصل الحميم ، متمنياً أن تستأنف نشاطها العلمي ومواصلة ما حققته في هذه السبل من نجاحات فاقت ما كان متوقعاً. وثمن الدكتور المقالح جهود وإسهامات الرعيل الأول من الرجال والنساء الذين أمضوا السنوات في ساحات التنقيب عن الآثار تحت حرارة الشمس وفي مهب الرياح وفي قاعات الترميم المظلمة . من جانبه أشار مدير المركز الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية ميشيل توشرير الى اهمية المعرض الذي يأتي توضيحاً لجهود البعثات الفرنسية في التنقيب عن الاثار اليمنية .. ونوه بالتعاون القائم بين المركز الفرنسي ومركز الدراسات منذ العام 1982م ودور الدكتور عبدالعزيز المقالح في دعم جهود المركز الفرنسي . كما قدم مدير المركز الفرنسي شرحاً مفصلاً حول ما تضمنه المعرض من صور تسلط الضوء على جهود وانشطة البعثات الأثرية الفرنسية في الكشف عن الاثار اليمنية . الى ذلك استعرض عضو جمعية النقوش والفنون الجميلة رئيس البعثة الفرنسية الاثرية بقتبان الدكتور كريستيان روبان في محاضرته إسهامات وأنشطة البعثات الاثرية الفرنسية في اليمن.