نتائج الدراسة الخاصة بواقع التعليم في محافظة تعز أظهرت الصورة الحقيقية للعملية التعليمية والتي طغت عليها الجوانب السلبية بشهادة المعنيين والمختصين والسلطة المحلية بالمحافظة. الدكتور عبدالله الذيفاني رئيس مركز البحوث ودراسات الجدوى يصف النتائج التي خرجت بها الدراسة بإنها مخيفة، وقال: الحقيقة جانب من الدراسة أفزعني وهذا ما جعلنا نعمل على عقد ورشة لإعلان النتائج؛ لكي نضعها أمام المعنيين والسلطة المحلية وقد استغرقنا وقتاً طويلاً فيها، وراجعنا النتائج، وحاولنا أن ندقق فيها ووصلنا إلى أن النتائج رغم المخاوف في كثير منها، هناك جوانب إيجابية مثل انتشار التعليم حيث وصل إلى كل مناطق المحافظة وهذه ميزة جميلة. أيضا مسألة التدريب وجدنا أن عددا كبيرا من المعلمين تدربوا، لكن المشكلة أنه لم يحدث التدريب تحولا نوعيا في المتدربين، ولم يقم التدريب على رؤية واضحة سواء في اختيار المدربين أو في الاستراتيجيات، أو في أنواع البرامج.. برنامج تدريبي يعطى لكل المتدربين مع وجود فوارق في خبراتهم ومعاناتهم وفي المستويات التعليمية، أعتقد أن هذا خطأ كبير, ومن النتائج السلبية، التي خرجت بها الدراسة رغم ميزة التطور الكمي في انتشار المدارس إلا أن مشكلة التسرب من التعليم ما تزال بنسبة كبيرة.. أيضا من السلبيات عدم وجود إدارة تعليمية مؤهلة، وإدارة مدرسية قادرة على أن تستوعب هذه العملية التعليمية بشكل صحيح. أيضا لايوجد توجيه نوعي، ولا توجد إمكانات للموجهين بحيث إنهم يصلون إلى النتائج المطلوبة منهم؛ لأن التوجيه يعد القناة التي تقضي على الشوائب الموجودة في العملية التعليمية, فالخلل في العملية التعليمية ينبغي أن يعالج بشكل موضوعي، ويعاد النظر وفق معايير، والمؤسف أن المعايير منصوص عليها في التشريع، لكنها لا تطبق على الواقع. إمكانات متوفرة وبالنسبة للإمكانات التي يجب أن تتوافر لتنفيذ النتائج وتوصيات الدراسة قال: إنه بالإمكان تنفيذ التوصيات، التي خرجت بها الدراسة، من خلال ما يتوفر لدينا من إمكاناتنا الحالية.. واللجنة المشتركة، التي تم تشكيلها، وأعلن عنها في الورشة من الجامعة، والمركز، ومكتب التربية والتعليم، وبرعاية السلطة المحلية لاستيعاب التوصيات، التي وردت في الدراسة، سوف تعمل أولويات لتنفيذ التوصيات وفق الإمكانات الموجودة والمتوافرة. غياب الرؤية العلمية ويرى الدكتور الذيفاني أن الأسباب، التي أدت إلى الوصول إلى هذه النتائج، تتمثل في غياب الرؤية العلمية الواضحة وقال: إن وزارة التربية والتعليم لفترة طويلة من الزمن وإلى الآن تعمل بغياب واضح للفلسفة التربوية والتعليمية وبالتالي تعمل في ظل رؤية غائبة, نحن عملنا قبل ثلاثة أشهر مع وزارة التربية رؤية للفلسفة التربوية، وتم تسليمها للوزارة نأمل أن تعقد لها ورشة وتفعل هذه الرؤية وتصبح وثيقة، وتصبح المؤسسات التعليمية على معرفة بوظائفها ومهامها وماذا تعمل. الاستراتيجيات الحالية غلطة كبرى أيضا يرى الدكتور الذيفاني أن الاستراتيجيات التعليمية الأساسية والثانوية، التي تنفذها الوزارة حاليا، يعد من الغلطات الكبرى التي ترتكبها وزارة التربية وقال: أن تعمل الوزارة استراتيجيات قطاعية في الوقت الذي لاتوجد إستراتيجية عامة للعملية التربوية والتعليمية يفترض أن يتم البدء بالإستراتيجية الوطنية للتعليم، ثم تأتي إستراتيجية التعليم الأساسي والثانوي والجامعي, وبالنسبة للخطط التي تضعها الوزارة، لها مرجعيتها، وهي لاتوجد ويفترض إيجاد المرجعية، ثم الانتقال إلى المكونات هم بدءوا بالمكونات حاليا يفكرون بالإستراتيجية الوطنية للتعليم. عدم توافر المعلومات والبيانات وذكر الدكتور الذيفاني أن الدراسة قام بها المركز وبتمويل من الجامعة بمبلغ 800 ألف ريال فقط, وحول دور ومستوى تعاون الجهات المعنية الأخرى قال: هناك مشكلة كبرى تتمثل في غياب المعلومات، لا توجد قاعدة بيانات، وهذا ما جعلنا نأخذ وقتا طويلا جدا في الدراسة؛ لكي نتأكد من صحة المعلومات ففي بعض مكاتب التربية في المديريات ظللنا نبحث أكثر من شهرين، نبحث عن المعلومات للمعلمين المنتسبين لهذه المديريات , التعاون كان موجودا .. المشكلة في عدم توافر المعلومات والبيانات. نظرة تفاؤل بالمستقبل وحول نظرته لمستقبل العملية التعليمية قال إنه متفائل رغم ما خرجت به الدراسة من نتائج مخجلة وأضاف: رغم ذلك أنا متفائل إذا توافرت الإرادة والإدارة على قاعدة بيانات واضحة ورؤية محددة حينها نستطيع أن نقطع المشوار بسرعة , أنا أستلهم دائما حديث مهاتير محمد وهو وزير تربية وتعليم سابق ثم رئيس وزراء، عندما سئل عن ما هو اللغز الذي جعل ماليزيا تصل إلى التطور الذي وصلت إليه اليوم!؟ فقال: التعليم التعليم التعليم ثلاث مرات ولم يقل غيرها بذلنا جهدا في هذا الجانب ووصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم , ولذلك نحن إذا بذلنا جهداً في هذا الاتجاه وأوجدنا رؤية واضحة وإرادة وإدارة وقاعدة معلومات الأمور إن شاء الله سوف تسير بشكل أفضل. دعوة للانتصار للتعليم واختتم رئيس مركز البحوث ودراسات الجدوى حديثه بالقول: إن نتائج الدراسة والتي تركزت في الأساس على الجانب النوعي بشكل أساسي، وأهم عيب خرجت به الدراسة، عدم وجود قاعدة بيانات ومعلومات في بعض مكاتب التربية في المديريات.. ولهذا قمنا بتسليم نسخة من الدراسة والنتائج والتوصيات للأخ مدير مكتب التربية والتعليم كجهة معنية أولا بتنفيذ ما خرجت به الدراسة وسنقف إلى جانبه أثناء التنفيذ وتقديم ما هو مطلوب منا كأكاديميين, ونتمنى من السلطة المحلية أو الجامعة أو مكتب التربية طباعة الدراسة؛ حتى تكون في متناول الباحثين والمهتمين. ولا ننسى أن ندعو أولياء الأمور للانتصار للتعليم ويكون كقضية وطنية في مقدمة اهتمام الجميع. مشاكل التربية كثيرة الأخ عبد الكريم محمود- مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة رحب بالنتائج التي خرجت بها الدراستان وتقدم بالشكر لمركز البحوث على إعداد مثل هذه الدراسات، أبدى ارتياحا كبيرا أنه وجد من يعيش هموم ومشاكل التربية والتعليم وأشار إلى أن نتائج الدراسة ستكون محل تقدير وتنفيذ كلما سنحت الفرصة.. وقال إن التربية والتعليم تعيش حالة من الانتكاس والتردي مقارنة بما كانت عليه في السابق, والمؤسف أنها تعيش حالة من التردي لأسباب كثيرة، و نحن اليوم نمتلك الإرادة القوية للتغيير لاستعادة دور التربية والتعليم رغم الأوضاع الموجودة، التي خرجت بها الدراستان , ورغم أن التربويين لهم دور كبير في إيجاد هذه المشاكل إلا أنه سيكون لهم دور في حلها. نتائج متوقعة الدكتور محمد عبدالله الصوفي- رئيس جامعة تعز من جانبه عندما سألناه عن رأيه بالنتائج، التي خرجت بها الدراسة قال إنها متوقعة في ظل الوضع الحالي للواقع التربوي والتعليمي، ليس على مستوى محافظة تعز، وإنما على مستوى جميع المحافظات.. وقال الدكتور الصوفي: هناك مقولة مهمة حول أهمية التعليم تقول: ( إذا أردنا أن نتنبأ بمستقبل الأمم فلننظر إلى مستوى التعليم فيها ) والمستوى التعليمي في اليمن أوصلنا إلى هذه النتائج وهذا دليل عدم وجود اهتمام بالبحث العلمي ودوره في توليد المعارف والعلوم لما يدور حولنا وحل المشكلات وتنوير أصحاب القرار باتخاذ القرارات الصائبة , والأمم والشعوب لم تتطور إلا من خلال البحث العلمي. شراكة بين الجامعة والمجتمع وحول الوضع التعليمي في المحافظة تعز قال: نحن في المحافظة نستطيع القول إنها تتميز بوجود شراكة بين الجامعة والمجتمع ويؤكد ذلك وجود مركز البحوث والدراسات المجتمعية، الذي يقوم بدراسة قضايا وأوضاع المجتمع المحلي بالتنسيق مع السلطة المحلية بالمحافظة ولا يوجد في أي محافظة أخرى مثل هذا المركز وقد خرجت كثير من نتائج الدراسات، التي قام بها إلى النور واتخذت قرارات بشأنها ونحن سعداء بها , وما هذه الدراسة الخاصة بواقع التعليم في المحافظة إلا إحدى ثمار المركز وهي أول دراسة تتم على مستوى الجمهورية وفي أول محافظة، وكان قد سبق هذه الدراسة أن عقد مؤتمر قبل خمس سنوات حول التعليم والاختلالات في الامتحانات. ونحب هنا أن نشيد بما قام به مكتب التربية من إجراءات حول الامتحانات هذا العام؛ إذ كانت ناجحة وممتازة ونتمنى أن تتواصل.. وهذه ميزة تتميز بها محافظة تعز أن يتم إجراء بحوث علمية حول الواقع التربوي وبلاشك أن النتائج ستكون مفيدة في المستقبل. والشيء الأهم الذي يجب أن يعرفه الجميع هو أن يتم العمل بنتائج البحوث والدراسات وليس المهم إجراءها المهم كيف نستفيد منها و كيف نتخذ القرارات والمعالجات. استعداد الجامعة للتعاون وأبدى الدكتور الصوفي مخاطباً السلطة المحلية ومكتب التربية بالمحافظة استعداد جامعة تعز فتح أبوابها للتخصصات والبرامج، التي تحتاجها المحافظة وخصوصاً في مجال التربية والتعليم وقال إنه لايوجد أي تحفظ لدى الجامعة في فتح التخصصات المطلوبة سواء على مستوى البكالوريوس أو على مستوى الدبلوم أو على مستوى إعداد وتأهيل المعلمين والموجهين إذا طلب منها وستقدم كل إمكاناتها، لما فيه خدمة تطوير العملية التعليمة والتربوية في المحافظة. رؤية شاملة الأخ عبدالفتاح جمال- تربوي مخضرم ومستشار لوزير التربية أبدى ارتياحه للنتائج التي توصلت إليها الدراسة وقال إن هذا دليل يؤكد وجود اهتمام بالعملية التعليمية، ومن يهتم بها وهذا مبشر جيد, فالنتائج التي خرجت بها الدراسة مهمة جداً وكانت متوقعة فالواقع يؤكد ذلك؛ فالإخوة الذين قاموا بها بذلوا جهوداً كبيرة أثناء الإعداد وخرجوا بنتائج وتوصيات جيدة أعتقد أنها قابلة للتنفيذ.. وأبدى مستشار وزير التربية استعداده للعمل مع اللجنة المشكلة لمتابعة تنفيذ نتائج وتوصيات الدراسة وقال: أنا متفائل كثيراً في حل مشاكل القطاع التربوي. وكشف عن رؤية قام بإعدادها لإشكالات التربية والتعليم في اليمن, وقال: حاليا أنا بصدد الانتهاء من إعداد رؤية شاملة للواقع التربوي والتعليمي في اليمن ، تتضمن الواقع بما فيه من مشاكل وإشكالات والحلول لها وما يجب القيام بها سوف يتم الانتهاء منها قريبا وسأقدمها للوزارة وأتمنى أن يتم دراستها، ومن ثم تنفيذها والعمل بها, وأنا على ثقة ومتفائل بحل المشاكل التربوية وأن يعود دور التربية والتعليم كما يجب. جهود تستحق الشكر محمد أحمد الحاج- أمين عام محلي المحافظة كان أحد الداعمين والمرحبين بنتائج وتوصيات الدراسة واعتبرها بمثابة وجبة كبيرة وهامة، بذلت فيها جهود مضنية، تستحق كل الشكر والتقدير. وقال: أتقدم بالشكر والتقدير للجامعة ومركز البحوث على الدراسات، التي يقومون بها , فهناك الكثير من الدراسات أجريت رغم الاحباطات, ولهذا نقول: إن مركز البحوث عبارة عن شمعة مضيئة للسلطة المحلية بالمحافظة. ملاحظات لتطوير الدراسة ويقترح الأمين العام أن يتم تطويرها بحيث تشمل كافة القضايا والجوانب المتعلقة بالعملية التعليمية والتربوية وكذلك المعنيين من كافة شرائح المجتمع مؤكداً استعداد السلطة المحلية على التمويل واعتماد ما يلزم في حالة تطويرها.. وطرح الحاج عدداً من الملاحظات لتطوير الدراسة، تمثلت في ضرورة تناول الدراسة للجانب التربوي باعتباره مهما جداً وهي مهمة صعبة ومحورية, وكذا تشخيص الاختلالات في الجوانب التشريعية بحيث تكون بداية إصلاح العملية التعليمية, وأن تتناول الدراسة الجانب التطبيقي, ومراجعة الواقع التنظيمي للقطاع التربوي, وواقع المناهج التعليمية, ومستوى الإنفاق الحكومي على التعليم, ودور المجتمع وتحديد مسئولياته, وإشراك كل الشرائح في الدراسة بما فيها السلطة المحلية.. كما اقترح مناقشة كل محور للخروج برؤية شاملة, وتشكيل فريق لتصنيف وتنفيذ مقترحات ومحاور الدراسة.. وأشاد بدور مكتب التربية في تصحيح الاختلالات الموجودة وقال: إن الامتحانات كانت أول خطوة. مؤكدا أن السلطة المحلية سوف تعمل من أجل إصلاح العملية التعليمية وستقدم الدعم اللازم بهدف تحقيق ذلك.