خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    من هو اليمني؟    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي نارى: الترجي والأهلي يتعادلان سلباً في مباراة الذهاب - من سيُتوج بطلاً؟    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    التفاؤل رغم كآبة الواقع    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعليم في تعز..واقع لا يُسر..!
نشر في الجمهورية يوم 07 - 11 - 2010

نتائج الدراسة الخاصة بواقع التعليم في محافظة تعز أظهرت الصورة الحقيقية للعملية التعليمية والتي طغت عليها الجوانب السلبية بشهادة المعنيين والمختصين والسلطة المحلية بالمحافظة.
الدكتور عبدالله الذيفاني رئيس مركز البحوث ودراسات الجدوى يصف النتائج التي خرجت بها الدراسة بإنها مخيفة، وقال: الحقيقة جانب من الدراسة أفزعني وهذا ما جعلنا نعمل على عقد ورشة لإعلان النتائج؛ لكي نضعها أمام المعنيين والسلطة المحلية وقد استغرقنا وقتاً طويلاً فيها، وراجعنا النتائج، وحاولنا أن ندقق فيها ووصلنا إلى أن النتائج رغم المخاوف في كثير منها، هناك جوانب إيجابية مثل انتشار التعليم حيث وصل إلى كل مناطق المحافظة وهذه ميزة جميلة.
أيضا مسألة التدريب وجدنا أن عددا كبيرا من المعلمين تدربوا، لكن المشكلة أنه لم يحدث التدريب تحولا نوعيا في المتدربين، ولم يقم التدريب على رؤية واضحة سواء في اختيار المدربين أو في الاستراتيجيات، أو في أنواع البرامج.. برنامج تدريبي يعطى لكل المتدربين مع وجود فوارق في خبراتهم ومعاناتهم وفي المستويات التعليمية، أعتقد أن هذا خطأ كبير, ومن النتائج السلبية، التي خرجت بها الدراسة رغم ميزة التطور الكمي في انتشار المدارس إلا أن مشكلة التسرب من التعليم ما تزال بنسبة كبيرة.. أيضا من السلبيات عدم وجود إدارة تعليمية مؤهلة، وإدارة مدرسية قادرة على أن تستوعب هذه العملية التعليمية بشكل صحيح.
أيضا لايوجد توجيه نوعي، ولا توجد إمكانات للموجهين بحيث إنهم يصلون إلى النتائج المطلوبة منهم؛ لأن التوجيه يعد القناة التي تقضي على الشوائب الموجودة في العملية التعليمية, فالخلل في العملية التعليمية ينبغي أن يعالج بشكل موضوعي، ويعاد النظر وفق معايير، والمؤسف أن المعايير منصوص عليها في التشريع، لكنها لا تطبق على الواقع.
إمكانات متوفرة
وبالنسبة للإمكانات التي يجب أن تتوافر لتنفيذ النتائج وتوصيات الدراسة قال: إنه بالإمكان تنفيذ التوصيات، التي خرجت بها الدراسة، من خلال ما يتوفر لدينا من إمكاناتنا الحالية.. واللجنة المشتركة، التي تم تشكيلها، وأعلن عنها في الورشة من الجامعة، والمركز، ومكتب التربية والتعليم، وبرعاية السلطة المحلية لاستيعاب التوصيات، التي وردت في الدراسة، سوف تعمل أولويات لتنفيذ التوصيات وفق الإمكانات الموجودة والمتوافرة.
غياب الرؤية العلمية
ويرى الدكتور الذيفاني أن الأسباب، التي أدت إلى الوصول إلى هذه النتائج، تتمثل في غياب الرؤية العلمية الواضحة وقال: إن وزارة التربية والتعليم لفترة طويلة من الزمن وإلى الآن تعمل بغياب واضح للفلسفة التربوية والتعليمية وبالتالي تعمل في ظل رؤية غائبة, نحن عملنا قبل ثلاثة أشهر مع وزارة التربية رؤية للفلسفة التربوية، وتم تسليمها للوزارة نأمل أن تعقد لها ورشة وتفعل هذه الرؤية وتصبح وثيقة، وتصبح المؤسسات التعليمية على معرفة بوظائفها ومهامها وماذا تعمل.
الاستراتيجيات الحالية غلطة كبرى
أيضا يرى الدكتور الذيفاني أن الاستراتيجيات التعليمية الأساسية والثانوية، التي تنفذها الوزارة حاليا، يعد من الغلطات الكبرى التي ترتكبها وزارة التربية وقال: أن تعمل الوزارة استراتيجيات قطاعية في الوقت الذي لاتوجد إستراتيجية عامة للعملية التربوية والتعليمية يفترض أن يتم البدء بالإستراتيجية الوطنية للتعليم، ثم تأتي إستراتيجية التعليم الأساسي والثانوي والجامعي, وبالنسبة للخطط التي تضعها الوزارة، لها مرجعيتها، وهي لاتوجد ويفترض إيجاد المرجعية، ثم الانتقال إلى المكونات هم بدءوا بالمكونات حاليا يفكرون بالإستراتيجية الوطنية للتعليم.
عدم توافر المعلومات والبيانات
وذكر الدكتور الذيفاني أن الدراسة قام بها المركز وبتمويل من الجامعة بمبلغ 800 ألف ريال فقط, وحول دور ومستوى تعاون الجهات المعنية الأخرى قال: هناك مشكلة كبرى تتمثل في غياب المعلومات، لا توجد قاعدة بيانات، وهذا ما جعلنا نأخذ وقتا طويلا جدا في الدراسة؛ لكي نتأكد من صحة المعلومات ففي بعض مكاتب التربية في المديريات ظللنا نبحث أكثر من شهرين، نبحث عن المعلومات للمعلمين المنتسبين لهذه المديريات , التعاون كان موجودا .. المشكلة في عدم توافر المعلومات والبيانات.
نظرة تفاؤل بالمستقبل
وحول نظرته لمستقبل العملية التعليمية قال إنه متفائل رغم ما خرجت به الدراسة من نتائج مخجلة وأضاف: رغم ذلك أنا متفائل إذا توافرت الإرادة والإدارة على قاعدة بيانات واضحة ورؤية محددة حينها نستطيع أن نقطع المشوار بسرعة , أنا أستلهم دائما حديث مهاتير محمد وهو وزير تربية وتعليم سابق ثم رئيس وزراء، عندما سئل عن ما هو اللغز الذي جعل ماليزيا تصل إلى التطور الذي وصلت إليه اليوم!؟ فقال: التعليم التعليم التعليم ثلاث مرات ولم يقل غيرها بذلنا جهدا في هذا الجانب ووصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم , ولذلك نحن إذا بذلنا جهداً في هذا الاتجاه وأوجدنا رؤية واضحة وإرادة وإدارة وقاعدة معلومات الأمور إن شاء الله سوف تسير بشكل أفضل.
دعوة للانتصار للتعليم
واختتم رئيس مركز البحوث ودراسات الجدوى حديثه بالقول: إن نتائج الدراسة والتي تركزت في الأساس على الجانب النوعي بشكل أساسي، وأهم عيب خرجت به الدراسة، عدم وجود قاعدة بيانات ومعلومات في بعض مكاتب التربية في المديريات.. ولهذا قمنا بتسليم نسخة من الدراسة والنتائج والتوصيات للأخ مدير مكتب التربية والتعليم كجهة معنية أولا بتنفيذ ما خرجت به الدراسة وسنقف إلى جانبه أثناء التنفيذ وتقديم ما هو مطلوب منا كأكاديميين, ونتمنى من السلطة المحلية أو الجامعة أو مكتب التربية طباعة الدراسة؛ حتى تكون في متناول الباحثين والمهتمين.
ولا ننسى أن ندعو أولياء الأمور للانتصار للتعليم ويكون كقضية وطنية في مقدمة اهتمام الجميع.
مشاكل التربية كثيرة
الأخ عبد الكريم محمود- مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة رحب بالنتائج التي خرجت بها الدراستان وتقدم بالشكر لمركز البحوث على إعداد مثل هذه الدراسات، أبدى ارتياحا كبيرا أنه وجد من يعيش هموم ومشاكل التربية والتعليم وأشار إلى أن نتائج الدراسة ستكون محل تقدير وتنفيذ كلما سنحت الفرصة.. وقال إن التربية والتعليم تعيش حالة من الانتكاس والتردي مقارنة بما كانت عليه في السابق, والمؤسف أنها تعيش حالة من التردي لأسباب كثيرة، و نحن اليوم نمتلك الإرادة القوية للتغيير لاستعادة دور التربية والتعليم رغم الأوضاع الموجودة، التي خرجت بها الدراستان , ورغم أن التربويين لهم دور كبير في إيجاد هذه المشاكل إلا أنه سيكون لهم دور في حلها.
نتائج متوقعة
الدكتور محمد عبدالله الصوفي- رئيس جامعة تعز من جانبه عندما سألناه عن رأيه بالنتائج، التي خرجت بها الدراسة قال إنها متوقعة في ظل الوضع الحالي للواقع التربوي والتعليمي، ليس على مستوى محافظة تعز، وإنما على مستوى جميع المحافظات.. وقال الدكتور الصوفي: هناك مقولة مهمة حول أهمية التعليم تقول: ( إذا أردنا أن نتنبأ بمستقبل الأمم فلننظر إلى مستوى التعليم فيها ) والمستوى التعليمي في اليمن أوصلنا إلى هذه النتائج وهذا دليل عدم وجود اهتمام بالبحث العلمي ودوره في توليد المعارف والعلوم لما يدور حولنا وحل المشكلات وتنوير أصحاب القرار باتخاذ القرارات الصائبة , والأمم والشعوب لم تتطور إلا من خلال البحث العلمي.
شراكة بين الجامعة والمجتمع
وحول الوضع التعليمي في المحافظة تعز قال: نحن في المحافظة نستطيع القول إنها تتميز بوجود شراكة بين الجامعة والمجتمع ويؤكد ذلك وجود مركز البحوث والدراسات المجتمعية، الذي يقوم بدراسة قضايا وأوضاع المجتمع المحلي بالتنسيق مع السلطة المحلية بالمحافظة ولا يوجد في أي محافظة أخرى مثل هذا المركز وقد خرجت كثير من نتائج الدراسات، التي قام بها إلى النور واتخذت قرارات بشأنها ونحن سعداء بها , وما هذه الدراسة الخاصة بواقع التعليم في المحافظة إلا إحدى ثمار المركز وهي أول دراسة تتم على مستوى الجمهورية وفي أول محافظة، وكان قد سبق هذه الدراسة أن عقد مؤتمر قبل خمس سنوات حول التعليم والاختلالات في الامتحانات. ونحب هنا أن نشيد بما قام به مكتب التربية من إجراءات حول الامتحانات هذا العام؛ إذ كانت ناجحة وممتازة ونتمنى أن تتواصل.. وهذه ميزة تتميز بها محافظة تعز أن يتم إجراء بحوث علمية حول الواقع التربوي وبلاشك أن النتائج ستكون مفيدة في المستقبل.
والشيء الأهم الذي يجب أن يعرفه الجميع هو أن يتم العمل بنتائج البحوث والدراسات وليس المهم إجراءها المهم كيف نستفيد منها و كيف نتخذ القرارات والمعالجات.
استعداد الجامعة للتعاون
وأبدى الدكتور الصوفي مخاطباً السلطة المحلية ومكتب التربية بالمحافظة استعداد جامعة تعز فتح أبوابها للتخصصات والبرامج، التي تحتاجها المحافظة وخصوصاً في مجال التربية والتعليم وقال إنه لايوجد أي تحفظ لدى الجامعة في فتح التخصصات المطلوبة سواء على مستوى البكالوريوس أو على مستوى الدبلوم أو على مستوى إعداد وتأهيل المعلمين والموجهين إذا طلب منها وستقدم كل إمكاناتها، لما فيه خدمة تطوير العملية التعليمة والتربوية في المحافظة.
رؤية شاملة
الأخ عبدالفتاح جمال- تربوي مخضرم ومستشار لوزير التربية أبدى ارتياحه للنتائج التي توصلت إليها الدراسة وقال إن هذا دليل يؤكد وجود اهتمام بالعملية التعليمية، ومن يهتم بها وهذا مبشر جيد, فالنتائج التي خرجت بها الدراسة مهمة جداً وكانت متوقعة فالواقع يؤكد ذلك؛ فالإخوة الذين قاموا بها بذلوا جهوداً كبيرة أثناء الإعداد وخرجوا بنتائج وتوصيات جيدة أعتقد أنها قابلة للتنفيذ.. وأبدى مستشار وزير التربية استعداده للعمل مع اللجنة المشكلة لمتابعة تنفيذ نتائج وتوصيات الدراسة وقال: أنا متفائل كثيراً في حل مشاكل القطاع التربوي.
وكشف عن رؤية قام بإعدادها لإشكالات التربية والتعليم في اليمن, وقال: حاليا أنا بصدد الانتهاء من إعداد رؤية شاملة للواقع التربوي والتعليمي في اليمن ، تتضمن الواقع بما فيه من مشاكل وإشكالات والحلول لها وما يجب القيام بها سوف يتم الانتهاء منها قريبا وسأقدمها للوزارة وأتمنى أن يتم دراستها، ومن ثم تنفيذها والعمل بها, وأنا على ثقة ومتفائل بحل المشاكل التربوية وأن يعود دور التربية والتعليم كما يجب.
جهود تستحق الشكر
محمد أحمد الحاج- أمين عام محلي المحافظة كان أحد الداعمين والمرحبين بنتائج وتوصيات الدراسة واعتبرها بمثابة وجبة كبيرة وهامة، بذلت فيها جهود مضنية، تستحق كل الشكر والتقدير.
وقال: أتقدم بالشكر والتقدير للجامعة ومركز البحوث على الدراسات، التي يقومون بها , فهناك الكثير من الدراسات أجريت رغم الاحباطات, ولهذا نقول: إن مركز البحوث عبارة عن شمعة مضيئة للسلطة المحلية بالمحافظة.
ملاحظات لتطوير الدراسة
ويقترح الأمين العام أن يتم تطويرها بحيث تشمل كافة القضايا والجوانب المتعلقة بالعملية التعليمية والتربوية وكذلك المعنيين من كافة شرائح المجتمع مؤكداً استعداد السلطة المحلية على التمويل واعتماد ما يلزم في حالة تطويرها.. وطرح الحاج عدداً من الملاحظات لتطوير الدراسة، تمثلت في ضرورة تناول الدراسة للجانب التربوي باعتباره مهما جداً وهي مهمة صعبة ومحورية, وكذا تشخيص الاختلالات في الجوانب التشريعية بحيث تكون بداية إصلاح العملية التعليمية, وأن تتناول الدراسة الجانب التطبيقي, ومراجعة الواقع التنظيمي للقطاع التربوي, وواقع المناهج التعليمية, ومستوى الإنفاق الحكومي على التعليم, ودور المجتمع وتحديد مسئولياته, وإشراك كل الشرائح في الدراسة بما فيها السلطة المحلية.. كما اقترح مناقشة كل محور للخروج برؤية شاملة, وتشكيل فريق لتصنيف وتنفيذ مقترحات ومحاور الدراسة.. وأشاد بدور مكتب التربية في تصحيح الاختلالات الموجودة وقال: إن الامتحانات كانت أول خطوة. مؤكدا أن السلطة المحلية سوف تعمل من أجل إصلاح العملية التعليمية وستقدم الدعم اللازم بهدف تحقيق ذلك.
نتائج وتوصيات دراسة واقع التعليم بالمحافظة
في دراسة حديثة حول واقع التعليم ومشكلاته في محافظة تعز، والتي نفذها مركز البحوث ودراسات الجدوى بالمحافظة, وهدفت إلى إلقاء الضوء على واقع التعليم العام بجميع مراحله، والأنشطة التعليمية في المحافظة وخرجت بالعديد من النتائج والتوصيات. مقسمة إلى ستة محاور.
الإدارة المدرسية
محور الإدارة المدرسية خرجت الدراسة في هذا المحور بالآتي:
- وجود اختراق في معايير اختيار مديري المدارس ووكلائهم, حيث تتدخل جهات ومصادر أخرى تؤثر على قرارات التعيين.
- عدم خضوع مديري المدارس ووكلائهم قبل التعيين لأي تدريب في مجال الإدارة المدرسية.
- عدم وجود آلية محددة لتقييم مديري المدارس ووكلائهم, كما لا يتم العمل بنتائج التقييم ولا يتخذ في ضوئه أي قرار للثواب والعقاب.
وأسفرت الدراسة في محور الإدارة المدرسية عن التوصيات الآتية:
- تشكيل لجنة، مهمتها فحص ومراجعة الوثائق الخاصة بمؤهلات المديرين والوكلاء وسنوات خبراتهم التعليمية والإدارية, للوقوف على مدى انطباق معايير وشروط ترشيحهم وقرارات تعيينهم في المدارس.
- إخضاع جميع المديرين والوكلاء المرشحين لمنصب مدير مدرسة أو وكيل لها للتجربة لمدة عام دراسي كامل, بعد إلحاقهم بدورات تأهيل وتدريب في مجال الإدارة المدرسية.
رياض الأطفال
وفي محور رياض الأطفال خرجت الدراسة بالنتائج التالية:
-عدم استناد مؤسسات الرياض إلى مرجعية تشريعية.
- معظم مؤسسات الرياض القائمة عبارة عن مبان سكنية مستأجرة أنشئت لأغراض خاصة لا يتوفر فيها الحد الأدنى من المواصفات المطلوبة تربوياً وهندسياً.
وتمثلت التوصيات ب:
- ضرورة إصدار اللائحة الخاصة برياض الأطفال؛ ليتم التأسيس على ضوئها لهذه المرحلة على أرضية صلبة.
- عدم منح تراخيص لرياض أهلية إلا بعد التأكد من كون المباني مستوفاة ومطابقة للشروط والمعايير الخاصة بهذه المؤسسات.
- متابعة الرياض الموجودة حالياً, والتشديد على القائمين عليها بالالتزام بالشروط والمعايير الخاصة بهذه المؤسسات.
التعليم العام
وفيما يتعلق بمحور التعليم العام كانت نتائج الدراسة تتمثل في أن:
- معظم المعلمين في التعليم الأساسي هم من حملة دبلوم معلمين.
- ارتفاع نسبة العجز في معلمي الحلقة (9-4) من التعليم الأساسي في جميع المواد.
- نسبة العجز في معلمي المرحلة الثانوية في المحافظة يفوق %50 في جميع المواد ما عدا المواد الفلسفية.
- ارتفاع نسبة المعلمات بمديريات المدينة مقارنة بمديريات الريف.
- الزيادة في عدد الطلبة لا تتوافق مع ما تحويه المباني المدرسية من شعب دراسية.
- هناك العديد من المباني الدراسية، تحتاج إلى ترميم وتصل نسبتها إلى %30 , كما توجد نسبة غير قليلة من الأثاث التالف في بعض مديريات المحافظة.
كانت توصيات الدراسة فيما يتعلق بهذا المحور:
- إعادة تدريب وتأهيل المعلم ليكون مؤهلا للتدريس للحلقتين الثانية والثالثة من التعليم الأساسي وقادراً على الإسهام في تغطية العجز القائم في هذه الحلقة.
- توفير المعلمين بحسب الاحتياجات في المديريات بالتنسيق مع وزارة الخدمة المدنية.
- تحديد الاحتياجات المستقبلية من التخصصات العلمية في مراحل التعليم العام بجانبيها النظري والتطبيقي بالتنسيق مع مؤسسات التعليم العالي، ثم مع وزارة الخدمة المدنية ليتم توزيع المعلمين بحسب احتياجات المديريات.
الصيانة الدورية للمباني المدرسية القائمة والأثاث المدرسي.
الأنشطة المدرسية
في محور الأنشطة المدرسية خرجت الدراسة بالنتائج التالية:
ندرة مدرسي الأنشطة في المحافظة (الرياضة, الرسم, تدبير منزلي, موسيقى, تمثيل).
- ندرة المكتبات والمختبرات المدرسية وكذا أمناء المكتبات والمختبرات.
- ضعف التجهيزات الضرورية الخاصة بالمختبرات من أثاث وأدوات ومواد.
- محدودية المواد والأدوات والمخصصات المالية اللازمة لتنفيذ الأنشطة فضلاً عن ندرة الوسائل التعليمية, والقاعات, وأماكن ممارسة الأنشطة.
- أهم معوقات الأنشطة المدرسية، تتمثل في غياب اهتمام إدارة المدرسة بالأنشطة, وتدني الوضع الاقتصادي للمعلمين والطلبة, يليها ندرة مدرسي الأنشطة وتدريبهم, وغياب اهتمام أولياء الأمور بالأنشطة, وضعف تخطيط الأنشطة.
توصيات الدراسة تمثلت ب :
ضرورة إمداد المدارس بالإمكانات المادية لتحسين ممارسة الأنشطة المدرسية والتعليمية, والسعي إلى إشراك الأهالي ورجال الأعمال والمجتمع المحلي في هذا الجانب.
توعية الطلبة وأولياء الأمور وأفراد المجتمع المحلي بأهمية الأنشطة في عملية تعلم الطلبة, ورفع مستواهم العلمي وتشجيعهم على ممارستها.
- تدريب المعلمين وتأهيلهم على ممارسة كافة الأنشطة المتعلقة بمجال تخصصاتهم.
- تفعيل دور المشرفين التربويين لمتابعة المدارس والمدرسين في عملية تنفيذ الأنشطة المختلفة اللازمة لنجاح العملية التربوية (التعليمية – التعليمية).
التأهيل والتدريب
أما فيما يتعلق بعملية التدريب والتأهيل التربوي خرجت الدراسة بالنتائج التالية:
- البرامج التدريبية المنفذة، تتسم بأنها برامج تعليمية أكثر منها تدريبية فضلاً عن كونها برامج تتسم بالعمومية والشمول والجمود والثبات.
اعتماد هذه البرامج على الاختبارات كوسيلة تقويم وحيدة في تقييم نجاح البرنامج التدريبي, مع غياب أساليب القياس والتقويم لأثر هذه البرامج المنفذة.
وأسفرت توصيات الدراسة في هذا الجانب عن:
جعل التدريب شرطاً ومعياراً أساسياً لاستمرار المعلم في صفه والمدير في مدرسته والموجه في مهمته, فضلاً عن ذلك وضع التدريب شرطاً وأساساً في الترقية وتحديد الحوافز.
دراسة الاحتياجات التدريبية للمتدربين, بحيث تغطي البرامج التدريبية احتياجات واقعية وفعلية، شريطة استيعابها للمتغيرات الفنية والتربوية.
تصميم البرامج التدريبية وفق معايير، تلبي الاحتياجات، وتركز على المهارات الأدائية العملية بدرجة كبيرة لا تقل عن %70 واعتمادها للتقنيات الحديثة واستخدام وسائل متعددة وحديثة في التدريب, ومناسبتها لزمن التدريب بحيث يكون كافياً للموضوعات والأنشطة التدريبية, وكذا مراعاة جودة المادة التدريبية من حيث حداثتها ودقتها العلمية.
وضع معايير لعملية تقييم البرامج أثناء التخطيط والتنفيذ والتقويم, مع التنوع في أدوات تقييم البرامج.
- قياس وتقويم أثر التدريب لكل برنامج تدريبي أو جزء منه مباشرة من خلال الإدارة والقسم الفني المختص مع إشراك مؤسسات مراكز تدريبية وبحثية متخصصة وتقديم التغذية الراجعة.
التوجيه والإشراف
وفي محور التوجيه والإشراف التربوي كانت نتائج الدراسة:
اختراق اللوائح والتشريعات والاستثناءات في اختيار وترشيح الموجهين وتعدد مصادر التعيين.
انخفاض مستوى تأهيل وتدريب الموجهين, ونقص خبراتهم وضعف ممارستهم.
عدم وضوح المفهوم الحديث للتوجيه التربوي وعدم مواكبة التوجيه للاتجاهات الحديث والمعاصرة, وتخلف تشريعاته وهياكله الإدارية والتنظيمية.
ولهذا أوصت الدراسة ب:
- ضرورة منع التدخلات التي تمارسها العديد من مصادر الضغوط الرسمية على قرارات تعيين الموجهين.
- وضع معايير دقيقة لاختيار الموجهين التربويين, بحيث تتوافر فيهم الخصائص الشخصية والمعارف والكفاءات والمهارات والاتجاهات، التي تتطلبها المهنة في ضوء مفهوم التوجيه التكاملي الشامل وأهدافه.
- فتح برامج لإعداد الموجهين التربويين في كليات التربية بالجامعات اليمنية على المستوى الجامعي أو مستوى الدبلوم بعد الجامعي.
- تصميم برامج تدريبية للموجهين أثناء الخدمة لتزويدهم بكل جديد وصقل خبراتهم ومهاراتهم وتحسين ممارساتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.