أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة العرب القطرية مؤخراً، أن 94% من الشباب القطريين يرفضون الزواج بالمرأة التي تدخن الشيشة. ووفقاً لعينة عشوائية استطلعت الصحيفة رأيها، فإن نسبة ضئيلة بلغت نحو 6% من المستطلعة آراؤهم والبالغ عددهم نحو 50 شخصاً، قبلوا بفكرة الزواج من المرأة التي تتعاطي “الشيشة”. انتشرت في مقاهي الدوحة، ظاهرة تدخين الشيشة من قبل النساء، ولم يعد الأمر يقتصر على نساء الجاليات العربية أو الأجنبية، بل امتد لهيب “الشيشة” ليصل إلى المرأة القطرية التي وجدت نفسها، بفعل الانتشار الكبير لظاهرة تدخين الشيشة من قبل النساء، مدفوعة بحب التقليد. وبات منظر المرأة وهي تدخن الشيشة، غير مستغرب في العديد من المقاهي بالعاصمة، وخاصة تلك التي تنتشر في سوق واقف، أقدم الأسواق التراثية في قطر. ورغم اقتناع بعض الشباب المستنكرين لهذه الظاهرة بأن تعاطي الأنثى للشيشة في الأماكن العامة ليس بالضرورة معياراً صائباً لمستوى أخلاقها وثقافتها، إلا أن هذا لم يرحم “المشيشات” من انتقادات الشباب اللاذعة، لا بل وأتبعها آخرون بإبداء الرفض القاطع للارتباط بهن، وحتى من تهاون في حكمه على هذه الفئة من السيدات أكد أنه سيشترط على زوجته إما: مقاطعة الأرجيلة “الشيشة” أو ممارسة شربها في البيت فقط وبعيداً عن أعين عامة الناس في حال قاده النصيب إلى الارتباط بزوجة مدمنة بها. وعلق جمعة الهاجري على موضوع الزواج من امرأة تدخن الأرجيلة بالقول “لا طبعا، لا يمكن أن أتزوج بامرأة تدخن الشيشة، نحن من عائلات محافظة وأغلبنا عندما يفكر بالزواج حتما سوف يتزوج من فتاة محافظة، للأسف أنا أرى أن العديد من القطريات صرن يقلدن نساء من جنسيات عربية، بل إن بعض البيوت القطرية أدخلت الشيشة وصارت جزءا من طقوسها اليومية، وهذا أمر مستنكر”. ويضيف الهاجري ل”العربية نت” :” دائما تبدأ هذه الأشياء الدخيلة على المجتمع بسيطة وربما غير منظورة، ولكن بمرور الأيام تنتشر، أنا أتمنى من ولاة الأمور أولا أن يراقبوا تصرفات بناتهن، ومن ثم نتمنى أن يكون هناك تثقيف بمخاطر الشيشة وخاصة بالنسبة للمرأة”. شخصية “سي السيد” عائشة البدر، قطرية، كان لها رأي مغاير، وقالت ل”العربية نت” :” للأسف رجالنا يمارسون دوراً مشابهاً لدور سي السيد، إنهم متناقضون، تراهم يمتدحون منظر المرأة التي تدخن، بل إن بعضهم يذهب إلى بلدان عربية للسياحة من أجل الاستمتاع بمنظر المدخنات، وعندما يأتي الدور على القطرية فإنهم يرفضون أن تدخن”. وتقول البدر:، إنها تدخن ولكن ليس في الأماكن العامة، وتتابع “ الحمد لله زوجي متفهم، نجلس سوية ندخن الشيشة في المساء بحديقة المنزل، أنا عن نفسي أرفض التدخين في مقهى عام، ولكن هناك نظرة متطرفة من قبل بعض الشباب، لايريدون زوجاتهم أو بناتهم يدخنون حتى في داخل المنزل، ولكنهم في نفس الوقت تعجبهم المرأة التي تدخن، إنها ازدواجية وتناقض”. محمد الهاجري يتساءل: “بعض النساء يرفضن الزواج من مدخن، فكيف بالرجل، هل سيقبل الزواج بمدخنة؟. ويضيف “إن مسألة تدخين المرأة للشيشة من العادات المرفوضة رفضاً قاطعاً في المجتمعات الخليجية، لافتاً إلى أن جميع المواطنات المشيشات يفعلن ذلك في الخفاء عن أهلهن، ومنهن من يلجأن للأقسام الخاصة بالسيدات أو العائلات للشيشة بعيداً عن أعين الشباب في المقاهي العامة”. ويتابع: “في مجتمعنا ما زال كثير من أولياء الأمور يرفضون مسألة تدخين أبنائهم الشباب للسجائر والشيشة، فكيف إن كان الحديث عن المرأة؟ يستحيل أن نجد عائلة قطرية أو خليجية تقبل بذلك، وبالتالي -بلا شك- لا أقبل الارتباط بفتاة مشيشة مطلقاً، ولست مضطراً؛ لأن ذلك يعطي انطباعاً عن أخلاقها السلبية بعدم احترامها للعادات والتقاليد ولطبيعتها الأنثوية، هذا عدا الأضرار الصحية المتوقعة والخطيرة على أطفالها أثناء الحمل، وعلى طريقة تربيتها لهم فيما بعد، فإن كانت هي تمارس عادات مرفوضة، فبالتأكيد ستكون عاجزة عن تربية أبنائها التربية الصالحة على أساس العادات الحميدة التي تفتقدها”. وينوه الهاجري إلى أن هذه الظاهرة دخيلة على المجتمع الخليجي ككل، “لقد تفاقمت هذه المشكلة بتكاثر المقيمين من مختلف الأجناس، حتى بات عدد النساء في مقاهي الشيشة ينافس عدد الرجال للأسف الشديد، ولم يكن هذا الأمر طبيعياً في السابق