نجوى مكاوي من مؤسسات القطاع النسوي.. وزواجها من “عبدالوارث الإبي” كان خياراً سياسياً لايمكن أن يُبخس دور المرأة أياً كان، وقد كان لدورها البارز المكان الذي من خلالها أكدت شرعية نضالها ومكانتها الوطنية، في النضال ودعم الثوار بالمعلومات وإيصال السلاح ونشر المنشورات، وكانت للمرأة اليمنية شرف الإسهام الفاعل في موكب التحرير والنضال ضد المحتل في كافة الميادين.. وها نحن “نلتقي بالمناضلة والتربوية الفاضلة “(فوزية جعفر) وفي بداية هذا اللقاء تحدثت عن بداية تأسيس القطاع النسائي في الجبهة القومية.. وقالت: بدأ تأسيس القطاع النسوي منذ الانطلاقة الأولى لثورة 14 أكتوبر 1963م، وكانت المناضلة الفقيدة نجوى مكاوي من طلائع القطاع النسوي والمؤسسة له. ما تقييمك للعلاقة بين القطاع النسوي للجبهة القومية وجبهة التحرير وبقية فصائل النضال الوطني؟ في الحقيقة لم تكن هناك أية علاقة بين القطاع النسوي للجبهة القومية، والقطاع النسوي لجبهة التحرير، لأن تلك الأعمال النضالية كانت تدار بطرق سرية للغاية وعبر أطر تنظيمية دقيقة ومنظمة، حيث كان القطاع النسوي ينضوي تحت هيكل تنظيمي، يبدأ بقاعدة عريضة من المناصرات ثم ترفع المناصرة المناسبة والتي تتميز بمواصفات مطلوبة إلى حلقة قاعدية ومن ثم إلى خلية عادية وإلى خلية قيادية.. ثم الرابطة التي هي أعلى مرتبة قيادية للتنظيم وتمثله قائدة في الشعبة أعلى قيادة مشتركة للعمل الفدائي والشعبي والطلابي والنسوي على مستوى جبهة عدن.. ولا أستطيع أن اتحدث عن تنظيم جبهة التحريرالنسوي لإنني لا أعلم طبيعة تكوينه، أرجو أن تسأل إحدى قياداته.. أطال الله في عمر من تبقى منهن. باسم الثورة كيف كانت تدار الاجتماعات التنظيمية السرية في القطاع النسوي؟ كانت الاجتماعات تدار بالطريقة التالية: تبدأ القيادية المسؤولة على إدارة الخلية أو الحلقة بافتتاح الجلسة باسم الثورة.. ثم تخرج المصحف الكريم لتبدأ بقراءة القسم للعضوة الجديدة، («أقسم بالله العظيم».. أن أكون الجندية المخلصة للتنظيم “تنظيم الجبهة القومية” وأن أحافظ على سرية العمل، والله على ما أقول شهيد). ثم بعد ذلك يتم التحضير بالأسماء الحركية وكانت كل واحدة تختار اسماً حركياً يستخدم في التعامل مع كل التكليفات التي تناط بها.. وفي الاجتماع يتم قراءة مادة أو موضوع ثقافي من كتب خاصة بحركات التحرر الوطني، وتبدأ المناقشة في أجزاء من كتب قومية ثقافية، ومن ثم تبدأ القيادية بطرح جدول بالتكليفات لكل عضوة.. مثل نقل السلاح لإنجاح عملية فدائية معينة في منطقة محددة، وتسليمها لفدائي ما، وأخرى تذهب إلى منزل معين لأخذ المنشورات وتوزيعها على مناطق معينة وعضوة أخرى تذهب إلى أحد المساجد وتوزع البلاغات الصادرة عن الجبهة القومية، وكل التكليفات كانت محددة مع زمن تنفيذها بدقة وحرص بالتنسيق مع القطاع الفدائي والشعبي.. ومن ضمن نقاط الاجتماع مبدأ النقد والنقد الذاتي وهنا يوجه النقد من قبل عضوة ما تجاه زميلتها في حالة التقصير أو حدوث خلل ما حدث في تلك الأعمال النضالية.. وعضوة أخرى تنتقد نفسها عن أي تقصير، وهنا تربية للنفس وتحمل للمسؤولية الجسيمة. ماذا عن تأهيل رائدات العمل الوطني وهل كن يتدربن على السلاح في تعز “صالة” أم في غيرها من المناطق؟ هذه أمور كانت سرية للغاية، لا يمكنني الخوض فيها. منازل متعددة أين كانت القطاعات النسوية تجتمع ومن هي تلك البيوت؟ في منازل القيادات النسوية كانت تعقد الاجتماعات، مثل عائدة علي يافعي، نجوى مكاوي، زهرة هبة الله، ومنازل أخرى تابعة للقطاعات الفدائية والشعبية ومنزل أنيسة الصائغ وفطوم علي أحمد، ورجاء أحمد سعيد ، وآسيا محمد علي ومنزل الشهيد عبدالكافي «من شهداء الطائرة الدبلوماسيين» وغيرها من المنازل.. لا تسعني الذاكرة أن أحفظها. أروع مكافحة نجوى مكاوي.. هل كانت من القطاع النسوي لجبهة التحرير وهل كان زواجها من المناضل عبدالوارث الإبي في عام 1966 بتعز خياراً سياسياً أم عاطفياً؟ لا لم تكن الفقيدة نجوى مكاوي من قطاع جبهة التحرير، بل عضوة في جمعية المرأة العربية وكانت من مؤسسي التنظيم السري للجبهة القومية، أما عن الأعمال النضالية التي قامت بها.. فكما تعلمون أن العمل النضالي كان سرياً للغاية، فلا يستطيع أحد ان يعرف ما هي الأعمال النضالية إلا فيما يكون عملاً مشتركاً مع زميلة لها، وما يمكنني قوله إنها كانت أروع مكافحة وقامت بأدوار تعود بالفائدة للعمل الفدائي والشعبي، وهي من أسرة ميسورة الحال، صرفت كل ما تملكه الأسرة من مال وذهب لصالح الثوار.بالنسبة لزواجها كان خياراً سياسياً وكذا زواج معظم القيادة النسوية. أين كانت المرأة في الزحف التاريخي على المجلس التشريعي عام 1962م؟ أتذكر ذلك اليوم والزحف التاريخي على المجلس التشريعي.. وكنا آنذاك طالبات في كلية البنات بخور مكسر واشترك جميع الطالبات في مسيرات ذلك الزحف. توثيق التاريخ الحقيقة منذ استقلال الجنوب من الوطن ونحن نتصارع ونتعارك ولم يحدث يوماً أن التقينا للعمل على توثيق تاريخنا الحافل بالبطولات والتي كانت موجهة كلها لإخراج المستعمر الذي جثم على صدرنا مدة 129عاماً.. وقد توفي معظم من صنعوا ذلك التاريخ المجيد، وما تبقى إلا القليل منهم أطال الله في أعمارهم. هل من كلمة أوحديث آخر تودون البوح به؟ مثال: ردكم على من يتهمون الجبهة القومية بالعمالة للاستخبارات المصرية وتارة البريطانية؟ ما أريد أن أتوقف أمامه ليس الإجابة عن التساؤل لأن التاريخ الوطني الناصع لكافة القوى الوطنية التي ناهضت الاستعمار بوجوده وسياسته وهي أدت دورها ومكانتها في مسيرة كفاحية مشهودة على امتداد الجنوب اليمني الذي كان واقعاً تحت الاحتلال، بل إني هنا أتساءل : ما الذي يعنيه طرح مثل هذه الادعاءات الآن؟!.