مشروع منتزه شجرة الغريب الذي وجه بتنفيذه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية نفذ منه المرحلة الأولى فقط وتعثرت المرحلة الثانية وكان من المقرر تنفيذها في العام 2008م ولكن المشروع متعثر حتى الآن . المرحلة الأولى المرحلة الأولى من مشروع منتزه شجرة الغريب نفذت عام 2007م وافتتحها رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني في شهر أغسطس من نفس العام، والذي وجه بتنفيذه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، مقاما حول شجرة الغريب بمديرية الشمايتين إحدى مديريات محافظة تعز وقد بلغت تكلفة المرحلة المنفذة من المشروع “31” مليون ريال . أهم المواقع السياحية في منطقة السمسرة عزلة دبع الخارج بمديرية الشمايتين على يمين الطريق الرئيسي تعز – تربة تقع أغرب شجرة في اليمن والعالم كما يقال عمرها أكثر من ألفي عام قيل إنها تمثل أقدم شجرة في اليمن والجزيرة العربية؛ ولهذا مثل موقعها من أهم المواقع السياحية ومقصدا لزيارة السياح سميت باسم شجرة الغريب.. لم تحظ بأي اهتمام إلا عندما زارها رئيس الجمهورية الذي وجه بتنفيذ مشروع منتزه شجرة الغريب . مكونات المشروع مشروع منتزه شجرة الغريب يقام في منطقة يوجد بها إحدى أندر الأشجار وأغربها في الحجم والشكل، يتكون من سور يحيط بمنطقة المنتزه وحدائق واستراحات مفتوحة وخدمات لتلبية احتياجات مئات السياح الذين يفدون إلى هذه المنطقة لزيارة الشجرة العتيقة . كما يشتمل على منتزهات وحدائق وألعاب الأطفال، وكافتيريا ومواقف للسيارات ومرافق أخرى . المشروع يعتبر أحد المتنفسات الجميلة المواطنين والأسر خارج مدينة تعز؛ لما يتميز به من مناظر طبيعية وجمالية رائعة تستهوي الزائرين . تقرير المحافظة في تقرير صادر عن المحافظة أوضح أن المرحلة الأولى من المشروع تم افتتاحها ضمن المشاريع التي تم افتتاحها في مجال السياحة والبيئة في احتفال المحافظة بالعيد 18 لقيام الجمهورية اليمنية، وقد بلغت تكلفتها 31.000.000 ريال بتمويل محلي.. الجهة المنفذة المجلس المحلي للمحافظة.. وأضاف التقرير: إن المرحلة الثانية من المشروع تم وضع حجر لها ضمن المشاريع التي تم وضع حجر الأساس لها في مجال السياحة والبيئة في احتفال المحافظة بالعيد ال18 لقيام الجمهورية اليمنية بتمويل حكومي بمبلغ 10.500.000 ريال.. الجهة المنفذة المجلس المحلي للمحافظة . توجيهات باستكمال المشروع مدير عام مكتب السياحة بالمحافظة صادق محسن صلاح أكد أن هذا المشروع يحظى باهتمام كبير من قبل قيادة السلطة المحلية بالمحافظة؛ كونه من أفضل وأهم المواقع السياحة بالمحافظة . وقال حول المرحلة الثانية من المشروع: وجه المحافظ بضرورة استكمال الإجراءات لتنفيذ ما تبقى من مشروع المنتزه بحيث يكون مشروعا سياحيا متكاملا تتوفر فيه جميع الخدمات السياحية الذي يحتاجها السياح.. وأشار إلى أن هذه المرحلة وهي الأخيرة تشمل تنفيذ نظام الري والتشغيل وقال: إن هذا أهم ما تبقى من المشروع حيث سبق أن تم عمل سورين حول الشجرة وآخر موسع، وقد كانت عملية التوسعة جيدة ومناسبة للمشروع، ويرى أنه حالياً لا تحتاج إلى توسعة كما يرى البعض.. وقال صلاح: إن المطلوب حالياً؛ لكي يتم تجهيز شجرة الغريب كموقع سياحي نظام تشغيل وتوفير حارس للمشروع، وحاليا المكتب يقوم بالتواصل مع مدير عام المديرية لرفع تقرير حول ما تبقى من المشروع والإجراءات التي يجب أن تتم بعد ذلك سوف يتم الرفع للمجلس المحلي بالمحافظة للموافقة والتوجيه بالتنفيذ.. وقد تم اعتماد الموازنة المطلوبة لتنفيذ ما تبقى من المشروع ضمن موازنة المجلس المحلي للمحافظة.. يشار إلى أن تمويل المرحلة الأولى من المشروع كان من قبل محلي المديرية وتكفل محلي المحافظة بتمويل المرحلة الثانية من المشروع . مستقبل جيد ومتميز ويختلف مدير مكتب السياحة مع من يقول إن الوضع السياحي لشجرة الغريب حاليا تراجع عما كان عليه في السابق وقال: بالعكس حالياً الوضع أفضل بكثير من السابق؛ نظراً لوجود السور واللوحة التعريفية بموقع الشجرة، حيث كان في السابق كثير من الزوار والسياح لا يعرفون الشجرة ولا موقعها، لكن بعد أن تم عمل منتزه وعمل دعاية تعريفية له وهذا ما كنا نأمله تغير الوضع إلى الأحسن وأصبح زوار الشجرة لا ينقطعون ومن مختلف الجنسيات . ودعا مدير عام مكتب السياحة المجلس المحلي بالمديرية إلى سرعة رفع ما تبقى من إجراءات؛ لكي يتم تنفيذها بأقرب وقت خصوصاً أنه لا توجد أي صعوبات أو عوائق لتنفيذ ما تبقى من مشروع المنتزه الذي سيكون أحد المتنفسات الجميلة للمواطنين والأسر خارج مدينة تعز؛ لما يتميز به من مناظر طبيعية وجمالية رائعة تستهوي الزائرين. وقال: بعد أن يتم استكمال تنفيذ المشروع سيكون مستقبل شجرة الغريب جيدا ومتميزا . أبرز المقاصد السياحية اليمنية ويعتبر موقع شجرة الغريب من بين أبرز المقاصد السياحية اليمنية الواقعة في محافظة تعز أدرجتها وزارة السياحة ضمن الخطة السياحية الترويجية؛ باعتبارها من أبرز المقاصد السياحية في اليمن وقد شملت الخطة في مرحلتها الأولى للعام 2007م “52” مقصداً سياحياً جديداً وتشمل مدن ومعالم ومواقع سياحية وأثرية وتاريخية ودينية تمثل مختلف محافظات الجمهورية.. وكان الهدف من إدراج هذه المواقع ضمن الخارطة الترويجية لليمن التعريف بهذه المقاصد ووضعها ضمن دائرة الاهتمام؛ وذلك بما يكرس من الوعي بأهمية الحفاظ عليها، ويحيطها بالرعاية والاهتمام من قبل جهات الاختصاص، ويضفي بعداً استراتيجياً يضاف إلى قيمتها وأهميتها ومكانتها الحضارية والتاريخية والإنسانية على الخارطة الوطنية والعربية والدولية.. وبالإضافة موقع شجرة الغريب شملت الخطة أيضاً عددا من المواقع في محافظة تعز من أهمها قلعة القاهرة والمدرسة المعتبية وجبل صبر ووديان الحجرية وجامع الجند وجامع ومدرسة المظفر وضريح صاحب أشهر الطرق الصوفية أحمد بن علوان في مدينة يفرس جبل حبشي . وجاء اختيار هذه المقاصد بناء على استطلاعات ودراسات علمية ميدانية حددت أهم المواقع التي يقصدها السياح والزوار لليمن . ويعتبر موقع شجرة الغريب من أبرز فرص الاستثمار السياحي؛ كونه من المناظر الجميلة ومن المعالم الأثرية والتاريخية الكثيرة التي تتميز بها اليمن . عدم اهتمام عضو المجلس المحلي لنفس العزلة التي تقع فيها شجرة الغريب الشيخ مفيد عبدالخالق من جانبه أبدى انزعاجه من عدم وجود اهتمام بهذا الموقع السياحي الهام.. مشيراً إلى أنه لولا الهجمات الإرهابية التي وقعت في بعض مناطق اليمن لكانت زيارات السياح الأجانب من مختلف الجنسيات لم تنقطع على موقع الشجرة، ويرى بأن الأعمال الإرهابية أخافت السياح من زيارة اليمن وأثرت كثيراً على قطاع السياحة، وقال: كان في السابق السياح من مختلف الجنسيات لا ينقطعون عن زيارة هذه الشجرة النادرة على مستوى اليمن وعلى مستوى العالم كما قيل . أسباب تعثر المشروع وعندما سألناه عن أسباب عدم تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع منتزه شجرة الغريب أرجع سبب عدم تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع إلى وجود اعتراضات من قبل ملاك الأراضي المحيطة بالشجرة، وقال: كان من المقرر تنفيذ المرحلة الثانية ضمن الخطة الاستثنائية للمحافظة وكان قد تم تسليم الموقع للمقاول وكان المقاول بدأ بالعمل ولكن للأسف تم منعه من قبل بعض المواطنين؛ بحجة امتلكهم للأرض التي بجانب الشجرة وفشل المشروع وكانت كلفته حوالي اثني عشر مليونا ونصف ريال؛ ونظراً لعدم تمكن المقاول من تنفيذ المشروع تم تصفية حسابه . المطلوب تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع منتزه شجرة الغريب والذي تتضمن بناء مرافق خدمية التي يحتاجها الزوار من حمامات ومسجد وإصلاح أماكن للاستراحات وإنشاء شاليهات حول الشجرة، وتوسيع المساحة المحيطة من الشجرة . انعدام الخدمات الأساسية حتى الخدمات الأساسية والضرورية لم تتوفر في هذا الموقع السياحي الهام قال عنها مفيد: بالنسبة للمياه تم إمداده من مشروع مياه دبع، ولكنه قطع بسبب عدم تسديد مستحقات المشروع، ورغم ضرورة إنارة الموقع، وكذا إنارة الشجرة، ولكن للأسف لم يتم توصيل التيار الكهربائي، أيضاًَ لاحظنا أثناء زيارتنا للموقع عدم وجود من يهتم بالموقع حتى الحارس له أكثر من خمس سنوات، لم يتم توظيفه ولا يوجد له راتب أو مكافأة معه “مكارت” يؤجرها للزوار للجلوس أو للمقيل في الموقع . خطة محلية لإعادة التأهيل دور المجلس المحلي في المديرية قال عنه مفيد إنه لا توجد لديه الإمكانيات للقيام بتنفيذ المشروع أو أعمال تحسين وتوفير الخدمات ورغم ذلك قال: يوجد لدى المجلس خطة لإعادة تأهيل وتحسين موقع الشجرة وإظهارها بصورة جمالية وحضارية أكثر متوفر فيها الخدمات التي يحتاجها الزائر، ولكن عدم وجود تمويل لتنفيذ الخطة التي وضعتها الهيئة الإدارية للمجلس المحلي أخر تنفيذ مشروع الخطة، ولو تم تنفيذ وتحسين المشروع ممكن يصبح مكانا سياحيا يعود بإيرادات أو يمكن استثمار الموقع، وهناك أشخاص كانوا يريدون استثمار موقع الشجرة ولكن عدم وجود الخدمات كان العائق، حتى إن هناك فكرة لإقامة مسبح بجانب الشجرة ويمكن القول إن هناك خطة، وطموحا؛ لكي يكون موقع شجرة الغريب من أهم المواقع السياحية ومزاراً جيداً للسياح المحليين والأجانب ومقصد السائحين من جميع أنحاء العالم؛ فشجرة الغريب أكثر من مجرد شجرة.. وأكد مفيد عبدالخالق أن موقع شجرة الغريب ليس الموقع السياحي الوحيد في المديرية فهناك مواقع سياحية وأثرية كثيرة من حصون وقلاع في المديرية، ولكنها للأسف مهملة وتكاد تندثر بعضها، وتنعدم والسبب عدم وجود اهتمام . دعوة عامة للاهتمام كل من وجدناه في موقع الشجرة طالب بضرورة تنفيذ مشروع المنتزه الذي وجه به رئيس الجمهورية؛ نظراً لأهمية الموقع وأهمية الحفاظ على تلك الشجرة التي تعتبر أغرب شجرة في اليمن والعالم . وقالوا إنه من أهم وأبرز المواقع السياحية ومن أهم مقاصد السياح الذين يزورون اليمن يقول الأخ أحمد ردمان وهو أحد أبناء المنطقة: الموقع بحاجة ضرورية إلى توفير الخدمات التي يحتاجها الزوار، وقد تضمن الكثير، منها المشروع الذي كان من المفترض تنفيذه، ولكنه للأسف متعثر، نفذ منه المرحلة الأولى فقط، وهي عبارة عن حوش للشجرة، وكان من المفروض أن يكون الحوش على مساحة أكبر . وأبدى أحمد أسفه عن تراجع زيارة السياح عما كان عليه في السابق وقال إن الوضع سيىء جداً والوضع السياحي من عام إلى آخر يعيش من الأسوأ إلى الأسوأ فمثلاً العام الماضي كان الوضع أفضل من العام الحالي وهكذا.. يوافق أحمد كل من كان حوله من الشباب من أبناء المديرية مؤكدين على ضرورة الاهتمام وإعادة تأهيل وتطوير المنتزه؛ لما له من أهمية ومكانة سياحية كبيرة . أكثر من مجرد شجرة محمد الدبعي أحد الشباب المعجبين بشجرة الغريب يحرص دائماً على زيارة الشجرة رغم أنه يعمل في مدينة تعز حسب قوله وقال: شجرة الغريب ليست مجرد شجرة، وإنما هي مزار سياحي يسترعي اهتمام الناظرين، وأكثر من ذلك أن لها تاريخاً عريقاً، هذا التاريخ يدفع معظم أبناء تعز إلى زيارتها للاستمتاع بمنظرها الغريب؛ ولهذا يطلق عليها أبناء تعز اسم شجرة الغريب؛ لغرابة شكلها، ورغم أنها خضراء، لكنها لا تثمر . ويؤكد محمد الدبعي أن كل من أتى لزيارتها يعجب بها كثيراً بدليل أن كثيرا من أصدقائه حريصون على زيارتها بشكل شبه مستمر في المناسبات . أغرب شجرة في اليمن تعتبر شجرة الغريب أعجوبة من عجائب هذا الزمن؛ إذ لا يوجد لها مثيل في العالم، شجرة غريبة الشكل، ليس لها نظير في العالم، يقدر عمرها بآلاف السنين، كما أن شكلها المميز وجذعها الكبير جعلها مقصد السائحين من جميع أنحاء العالم، لها جذع ضخم جداً يبلغ محيطه حوالي 35متراً وقطره 18متراً، وارتفاعه 15متراً، تتفرع منه الجذور والفروع فتغطي أكثر من عشرة أمتار من كل اتجاه، وأوراقها كبيرة الحجم في وضع متبادل مجزأة “507” وريقات رمحية إلى احليجية أو بيضاوية مقلوبة على حافتها كاملة وقمتها حادة وأزهارها كبيرة الحجم متدلية بيضاء إلى صفراء باهتة.. لها رائحة قوية وقد قيل أوراقها وثمارها تستخدم علاجاً لكثير من الأمراض.. وأحد جذوعها على شكل حيوان الفيل أسمها العلمي “adan sonia digitata” وهي معروفة تاريخياً باسم “الكولهمة” وهي شجرة غريبة الشكل، ليس لها نظير جذورها وفروعها ضخمة ولونها يشبه لون جسم الفيل.. كما أنها لا تخرج إلا ثمرة واحدة كل عام، تخرج يوماً واحداً ثم تختفي في تلك الليلة، دون أن يعرف مصيرها أو من الذي أخذها إلى اليوم رغم ثمرتها كل عام.. والشجرة بطبيعتها تشكل روعة في الجمال والإبداع ومصدر إعجاب السياح والزوار الذين يفدون كل يوم من جميع أنحاء العالم لمشاهدتها والتمتع بالنظر إليها جلياً؛ كونها غريبة الشكل غاية في الروعة والجمال وللشجرة أغصان عملاقة تبدو وكأنها جسور معلقة في الفضاء .