يعتبر الأمن الغذائي أهم القضايا الملحة في العصر الراهن، وعرفت اليمن تاريخياً ببلاد السعيدة، ليس فقط لارتباطها بالزراعة، والبيئة الصالحة للحياة المعيشية المتوازنة، وإنما أيضاً لدور اليمنيين في صنع الحضارات المتعاقبة بالاعتماد على مواردهم الطبيعية المتاحة، وقيامهم بدور هام في تجارة التوابل، والمنتجات، الزراعية المختلفة، إلى درجة أن اليمن مثلت في فترات القحط والمجاعة مصدراً أساسياً للغذاء في بلدان الجزيرة العربية، والعديد من الأقطار الأخرى بهذه المقدمة استهل المهندس أحمد عبدالملك مغلس مدير تحرير صحيفة التعاون الزراعية والسمكية حديثه ليؤكد بأن بلادنا تولي اهتماماً متصاعداً بالأمن الغذائي حيث يلعب المزارعون وجمعياتهم التعاونية الدور الأساسي في إنتاج، وتسويق المزروعات، وخلال السنوات الماضية قدمت الحكومة الدعم لإقامة مشروعات رائدة في خطط وتسويق المنتجات الزراعية منها على سبيل المثال المركز التعاوني للصادرات الزراعية في الحديدة، ومركز صادرات جمعية عزان التعاونية، وسوق عنس للجملة والصادرات بهدف الحفاظ على جودة الإنتاج وإعداده بصورة سليمة للاستهلاك المحلي والخارجي، بما يساعد على توفير العوائد المناسبة للمنتجين الزراعيين واستدامة النشاط الزراعي. واستدرك مغلس بالقول: إنتاجية الأراضي الزراعية تعاني تدهورا كبيرا؛ بسبب العديد من العوامل، أهمها ضعف مستوى الوعي والمعرفة بأهمية العمليات الزراعية من حراثة وتسميد طبيعي، وتداول نوع المزروعات، واختيار المواسم، والمواقع المناسبة لزراعة كل محصول.. مضافاً إليها محدودية الإمكانيات، والوسائل المادية، والتقنية المطلوبة مثل الحراثات، والثيران، ووسائل حفظ البذور، والمنتجات الزراعية المختلفة. ويعتبر مشروع الزراعة المستدامة في مرتفعات تعز من المشاريع الرائدة التي تعمل بالمشاركة مع الجمعيات التعاونية والمزارعين في تنمية المزروعات المحلية واستنباط البذور المحسنة، وتوعية المزارعين بأساليب وتقنيات الزراعة، وتوثيق، ونشر المهارات، والخبرات المعرفية الضرورية لاستدامة الأنشطة الزراعية، وتفعيل مكانتها في تحقيق الأمن الغذائي؛ حيث إن التعريف المفهوم للأمن الغذائي في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “FAO” تؤكد حق الحصول على الغذاء بكرامة، وعدم الاضطرار للاستجداء، أو التعرض للمهانة في سبيل حيازته؛ ولهذا يعمل المشروع على توعية المنتجين بمتطلبات تحسين الإنتاج، وأهمية الاعتماد على المزروعات المحلية، طبقاً لجودتها وفوائدها الغذائية والصحية بحيث يحسن ويزيد حجم الإنتاج مما يساعد على تطور معيشة المزارعين، وقدرتهم على استدامة الإنتاج، والعطاء، وتوفير الاحتياجات الغذائية للمستهلكين المحليين، والإسهام في تنمية الصادرات الزراعية كمورد هام للاقتصاد الوطني.