قالت مجلة تايم الأميركية إن رسالة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إثر المراجعة التي أجرتها لإستراتيجية الحرب على أفغانستان وفي باكستان كانت واضحة، وتتمثل في عدم رضا واشنطن عن الجهود الباكستانية ضد مقاتلي تنظيم القاعدة ومقاتلي حركة طالبان المتحصنين في مناطق القبائل قرب الحدود الأفغانية. كما أشارت الخلاصة المكونة من خمس صفحات لتقييم الإدارة الأميركية لإستراتيجية أوباما في الحرب على أفغانستان إلى القلق إزاء استقرار السلاح النووي في المنطقة، وسط مخاوف من وصوله إلي أيدي “الإرهابيين”. وبينما تسعى كل من الولاياتالمتحدةوباكستان لتحقيق أولوياتها ومصالحها منذ التحالف بين الدولتين في عام 2001، يحاول القادة الباكستانيون إرضاء واشنطن عبر تقديم بدائل من شأنها إيجاد نهاية للحرب المستمرة دون جدوى على أفغانستان، وبالتالي إخراج الولاياتالمتحدة من المستنقع الأفغاني. ونسبت تايم إلى مسؤول باكستاني كبير -رفض الكشف عن اسمه- القول إن الملامة التي يوجهها أوباما للدور الباكستاني بشأن مواجهة “الإرهابيين” يعكس شكلا من أشكال عدم الثقة الأميركية في سياسة إسلام آباد، مضيفا أنه كان حري بالتقييم الذي أجرته الإدارة الأميركية أن يشير أولا إلى فشل الإدارة الأميركية نفسها في الحرب على أفغانستان. وتسعى المؤسسة الأمنية الباكستانية إلى إجراء مفاوضات مع الفصائل المسلحة في افغانستان بأي طريقة كانت، كما تسعى إلى عدم الانجرار وراء أي ضغوط أميركية. كما ترغب في الحفاظ على المناطق التي يتمركز فيها الجيش الباكستاني في وادي سوات ومناطق أخرى داخل باكستان، وعدم فقدان السيطرة عليها. ويؤيد قائد الجيش الباكستاني المتقاعد الجنرال طلعت مسعود نوعا من التفاهم مع الفصائل المسلحة لشبكة سراج الدين حقاني في أفغانستان، بحيث تتاح الفرصة للأخير للمشاركة بالسلطة بعد رحيل القوات الأجنبية. وبينما لا ترغب الولاياتالمتحدة في الحديث مع الحقانيين الذين تصفهم بالعنيدين، أضافت تايم أن مسؤولين أميركيين أخبروا نظراءهم الباكستانيين أن زعيم طالبان الملا محمد عمر غير راغب من جانبه في الحديث مع الأميركيين. ويضيف مسعود أن الملا محمد عمر يبدو واثقا من الفرص المتاحة أمامه، وأن زعيم طالبان لو رغب في الحديث فإنه سيتحدث إلى الباكستانيين، وهنا بيت القصيد، حيث يرى الباكستانيون أن بإمكانهم استغلال الفرصة لمساعدة الولاياتالمتحدة في إنهاء الحرب العبثية على أفغانستان.