تزايد الاهتمام في العقود الأخيرة بمصطلح التنمية البشرية , وأصبح العالم في سباق وتنافس متصاعد لمحاولة الاستفادة القصوى من علوم وتقنيات التنمية وتطبيقاتها المختلفة في تحسين وتطوير الأداء للأفراد والجماعات والمؤسسات والحكومات وصولا لتحقيق الأهداف المجتمعية وتحقيق الانجازات والارتقاء في سلم التطور الحضاري. وقد حرصت معظم المجتمعات على صياغة مخرجات علوم التنمية البشرية وتطبيقاتها بما يتناسب واحتياجاتها ويتوافق مع ثقافاتها ويوفر الاستغلال الأمثل لمواردها وإمكانياتها مما أتاح تحقيق قفزة نوعية في هذه المجتمعات اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.. ولعل في الصين والهند والنمور الأسيوية الأخرى خير شاهد لما سبق. غير أن الملاحظ أن الدول العربية عموماً وبلادنا اليمن خصوصاً لم تستطع الخروج من إشكالية الاهتمام بمظاهر وشكليات ونظريات التنمية البشرية والانتقال إلى مستوى التطبيق الاحترافي المنظم والممنهج وتحويل الخطط النظرية إلى انجازات واقعية معاشة على الرغم من أن رياح التنمية قد هبت على المنطقة منذ أواخر القرن الماضي. وخلال العشرين عاما الماضية حصلت طفرة كبيرة في مجال التدريب وما يمكن أن يسمى بثورة المعرفة التدريبية والتنموية وانتشرت المراكز والأكاديميات والمؤسسات التدريبية وقدمت المئات بل الآلاف من البرامج التدريبية في مختلف مجالات التنمية البشرية,لكن مع الأسف لم يصاحب هذه الثورة التدريبية او ينتج عنها أثر ملموس في معظم الأحيان على النظم الإدارية ومستوى الانجاز للأفراد والجماعات وبالتالي لم تتحقق كلياً أو جزئياً الأهداف التي من اجلها وضعت الخطط والبرامج التنموية ولذلك أسبابا متعددة سيكون لها حديث قادم بإذن الله. همسة تنموية ليس العاجز عن التأثير إلا من يريد أن يبقى عاجزا .. د.على الحمادي * خبير تدريب واستشاري إداري وأسري