قال له الموظف: القانون لا يسمح. - هز رأسه وأدخل يده ليحك إبطه، فأمضى له الموظف المراجعة.. ولكن حين أخرج يده، أمسك الموظف المراجعة بكلتي يديه. فهم معكوس استيقظ مبكراً جداً حيطةً لازدحام السير وركب (الباص) متجهاً إلى العمل، وفي الطريق وجهوهم الشرطة وجهة معاكسة لإخلاء الطريق لاحتمال مرور موكب مهم جداً، فازداد ازدحام السير، وفي الوجهة المعاكسة وجهوهم وجهة أخرى ثم أخرى حتى اضطروا إلى الدوران حول المدينة للوصول إلى محطة التوقف.. وحين وصل إلى العمل كان قد اُتخِذ القرار بفصله وآخرين كان مقرراً عبورهم ذلك الطريق المُخلى.. كانوا أنزه موظفي الجهة، وكان الرجل المهم جداً قد خطب البارحة عن التسيب الإداري ومحاربة الفاسدين. فساد قال له المختص: لا يتم الأمر حتى تكتمل اللجنة، فذهب ليشتكي الى المدير فقالوا له: المدير في خارج البلاد بسبب إصابته بحكة في شحمة اذنه، فذهب إلى المسؤول الأعلى الذي كان مسافرا لحضور مؤتمر لحقوق الإنسان فذهب إلى الرجل المهم جداً فقالوا له: من أنت أم من يكون أبوك حتى تطلب تقديم شكوى مباشرة إلى فخامته؟ لا بد أن وراءك أمراً، وأخذوه ليلتين في غرفة مظلمة للتحقيق والاستجواب المتواصل حتى أنهك وأغمي عليه، وحين استيقظ وجد نفسه على الرصيف، فانتصب كالمصعوق وهرول باتجاه البيت بعد أن عرج على صيدلية لشراء بعض أدوية مهدئة لمرضى السرطان، وفي البيت بكى كثيرا ثم التقط بندقية أبيه التي كانت قد صدئت في المخزن وأخذ له بعض المؤنة وطلّق امرأته الشابة وسافر باتجاه الجبال.. كانت طفلته الوحيدة قد ماتت وهي تتعذب.