عاد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية – مساء أمس بسلامة الله وحفظه إلى العاصمة صنعاء, بعد مشاركته على رأس وفد اليمن في أعمال القمة العربية الاقتصادية التنموية والاجتماعية الثانية التي عقدت أمس بمدينة شرم الشيخ المصرية, وناقشت عدداً من القضايا المتصلة بتعزيز جوانب التعاون والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية. كما التقى فخامته على هامش أعمال القمة بعدد من إخوانه القادة العرب المشاركين في القمة وبحث معهم مجالات التعاون الأخوي بين اليمن وبلد كل منهم وآفاق تعزيزها, فضلاً عن التشاور إزاء الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة. هذا وقد ضم وفد اليمن المشارك بالقمة في عضويته رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني ووزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي ووزير الصناعة والتجارة الدكتور يحيى المتوكل ومندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية الدكتور عبدالملك منصور وسفير اليمنبالقاهرة الدكتور عبدالولي الشميري. هذا وقد أكد القادة العرب أمس الأربعاء الالتزام الكامل بالاستراتيجيات التنموية والفكر الاقتصادي المتطور وضرورة مواجهة التحديات التنموية التي لا تقل في أهميتها عن مواجهة التحديات السياسية التي تؤثر في حاضر ومستقبل الأمة العربية وأمنها. جاء ذلك في الإعلان الختامي للدورة الثانية للقمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بشرم الشيخ أمس والذي تلاه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في ختام أعمال القمة على الالتزام بما تم إقراره في القمة الأولى من مشاريع وقرارات تتعلق بتعزيز التنمية الاقتصادية والمجتمعية في الوطن العربي. وأكد القادة الالتزام بإتاحة الفرص أمام الشباب العربي لتمكينهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع وتوفير فرص العمل والتشديد على أهمية الأمن الغذائي والمائي.. وتطرق الإعلان الختامي إلى تفعيل مبادرة البنك الدولي للعالم العربي التي تستند على أسس رئيسية منها تخصيص صندوق لمشروعات البنية الأساسية مثل الطرق والنقل البحري والربط الكهربائي والطاقة المتجددة وخلق فرص عمل عن طريق دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة وكذلك الاستثمار في التنمية البشرية وربط مخرجات التعليم بسوق العمل. وأكد الإعلان الختامي أهمية الأمن الغذائي الذي يمثل أولوية قصوى للدول العربية وكذلك الأمن المائي العربي الذي يعد أيضاً أحد أولويات العمل العربي في السنوات القادمة خاصة أن تداعيات تغير المناخ من شأنها أن تؤثر على الموارد المائية. وجدد الإعلان التزام القادة العرب بالإعلان والبيان العربيين حول تغير المناخ وكذلك القرارات الصادرة المتصلة بذلك والالتزام بوضع خطة عربية للتعامل مع قضايا تغير المناخ. وأكد القادة العرب على مواصلة جهود تنفيذ الأهداف التنموية للألفية وتذليل العقبات التي تعيق تحقيقها في المنطقة العربية بحلول عام 2015م. ولفت الإعلان إلى أهمية بناء شراكات جديدة مع مختلف الدول والتكتلات الدولية والإقليمية ومنها الصين والهند واليابان وتركيا وروسيا والدول الأفريقية ودول أميركا الجنوبية.. مؤكدا أيضاً على التزام القمة بتفعيل استراتيجية الشراكة الأفريقية العربية وخطة عملها بشقيها الاقتصادي والاجتماعي ومواصلة التعاون مع دول أميركا الجنوبية والتي تستعد لعقد القمة الثالثة معها خلال هذا العام.. ودعا الإعلان الختامي إلى مواصلة الجهود العربية في مجال تشجيع الاستثمارات العربية البينية وتنشيط حركة تبادل السلع التجارية وتعزيز دور القطاع الخاص للمساهمة في النشاط التنموي العربي.. ورحب البيان باستضافة المملكة العربية السعودية للقمة العربية الاقتصادية الثالثة في يناير من عام 2013م. وكان قد وصل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية أمس إلى مطار شرم الشيخ لترؤس وفد اليمن في أعمال القمة العربية الاقتصادية التنموية والاجتماعية الثانية التي بدأت أمس في مدينة شرم الشيخ المصرية. وكان في استقبال فخامته رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ومحافظ جنوبسيناء اللواء محمد عبدالفضيل شوشة ووزير النقل المهندس علاء فهمي ووزير السياحة زهير جرانة, وسفير اليمن في القاهرة الدكتور عبدالولي الشميري, ومندوب اليمن الدائم في جامعة الدول العربية الدكتور عبدالملك منصور, والملحق العسكري في السفارة اللواء عوض فريد, وأعضاء السفارة. وفي تصريح لوسائل الإعلام, عبر فخامة الرئيس عن سعادته للمشاركة في أعمال القمة العربية الاقتصادية المنعقدة في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة.. مشيراً إلى أنه سيتم خلالها مناقشة العديد من القضايا التي تهم مسيرة التعاون والتكامل الاقتصادي العربي امتداداً لما تم مناقشته وإقراره في القمة العربية الاقتصادية التي انعقدت في الكويت. وأكد فخامته بأن أمتنا العربية بحاجة دوماً إلى الوقوف أمام القضايا الخاصة بالجوانب الاقتصادية والتنموية التي تعزز من تشابك المصالح وتبادل المنافع بين شعوب أمتنا العربية ويمثل الاقتصاد مدخلاً مهماً لتوطيد العلاقات السياسية وحمايتها من أي تقلبات. وقال: “نحن في الجمهورية اليمنية أكدنا دوماً أهمية الإسراع بإنشاء السوق العربي المشترك وإنشاء صندوق عربي للتنمية الاقتصادية وإيجاد آليات فعالة تضمن انتقال العمالة العربية بين البلدان العربية بعضها البعض بالإضافة إلى إقامة المشاريع الاقتصادية والاستثمارية المشتركة ومنها مشاريع الطاقة والربط الكهربائي بين البلدان العربية ومشاريع الطرق والسكة الحديد وغيرها من المشاريع التي تولد مصالح حقيقة للشعوب العربية وتربطها ببعض”.لافتاً إلى أنه مثل هذه الأفكار وغيرها أوردتها المبادرة اليمنية لإقامة اتحاد للدول العربية وتفعيل العمل العربي المشترك وتطوير آلياته.. وتمنى فخامة رئيس الجمهورية لهذه القمة النجاح والخروج بالنتائج والقرارات التي تلبي التطلعات العربية المشتركة.. وقال: “نثق في أن أشقاءنا في مصر وبالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قد هيأوا لها كل الأسباب الكفيلة بنجاحها والتي ما من شك ستخدم مسيرة التكامل والعمل العربي المشترك”. وأضاف: “كما أن هذه القمة تنعقد في ظل ظروف وتطورات هامة على الساحة العربية تتطلب مثل هذه اللقاءات على مستوى القمة لمناقشتها والوقوف أمامها خاصة في ظل ما يواجه الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة من حصار اسرائيلي جائر وما تمارسه اسرائيل من تعنت إزاء كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة بالإضافة إلى تلك التحديات التي تواجهها الأمة العربية على أكثر من صعيد سواء في الجوانب الاقتصادية أم على الصعيد السياسي أو الأمني أو أعمال الإرهاب”. وأكد أن تلك الظروف والتطورات تستدعي وقفة عربية جادة لمواجهة التحديات الماثلة وبما يخدم مصالح الأمة وأمنها ومستقبل أجيالها.