على حافة الورقة مهر توقيعه المائل تحت عبارة ( يصرف بحسب النظام) فرحت كثيراً.. لم تثرها نظراته الموبوءة بقدر ما أراحها توقيعه الشبيه ببرج بيزا المائل ..شعرت وكأنها تقترب من صباح بهيج يخلصها من شعورها القلق كعادتها لم تعره أي اهتمام ..كان لابد من حركة سريعة ،لم تعد تطيق الوقوف أمامه وتلبس ثوب الوداعة واللطف . كسيرة العين ..مرتعدة الفرائص ..اتجهت لمكتب أمين الصندوق ..اتخذت زاوية من هذا المكتب ..لعله ينهي تصريف من حوله،وبين لحظة وأخرى تلمع عيناها لتومئ له ببصرها لأعمق نقطة في عينيه ، لعله يفهم ويخلصها من هذا الانتظار الذي طال ،تنوي أخيراً تحيّن الفرصة المناسبة ، رد لها نظرات متسائلة، تبعث شرراً وتملأ زاويتها ذهولاً . توجست خيفة من هذه النظرات ، لمحت فتات أمان حين طلب منها الاقتراب من مكتبه الرخامي ...سلمته الورقة .. يفحص الورقة ليصل إلى زاوية توجيهه .. - أوه ...يصرف بحسب النظام .. هل دخلتِ ... للمدير اليوم ؟. تهز رأسها بالإيجاب.. - ها..ها ..ها !! يتبادل نظرات السخرية مع وجوه أخرى ..تبادله نفس الضحكة الصفراء .. تضيق ذرعاً لتصرخ مرتبكة.. - لماذا هذه السخرية يا أستاذ هل في ورقتي ما يُضحك ؟ - بالطبع.. يصرف بحسب النظام ..! هي أطرف نكتة قد تسمعينها ..! - ما ذا تقصد.. ؟ أرجوك.. ! - يا (...) نصب لكِ المدير فخاً (أغمسي هذا التوجيه في ماء وأشربيه على الريق .. ) - لماذا هذا التوجيه واضح جداً ولا يضاهيه أي توجيه آخر ..! عندها ازدادت قهقهات السخرية .......مسكينة.. كلمة ترددت أصداؤها ...في تلك اللحظة. - أنا مسكينة ..لماذا ...؟! - الم تسمعي من قبل بقصة حسب النظام.. ؟ مع أنها مشهورة .. - قصة ؟ أية قصة هذه ؟ - إنها جملة تعني: أوقفوا هذه المعاملة وأوجدوا لتعليقها حجة قانونية .. - هل يعقل هذا ..؟ - للأسف يا أختي لا يعقل إلا هذا ..