أبوبكر بن جعفر بن عبدالرحيم المحابي. فقيه , مناظر مدرس. تاريخ الوفاة 500 ه /1106 م. أبوإسحاق؛ من أهالي قرية (الظرافة)، من ناحية (ذي السفال)، في محافظة إبّ. سكن مدينة (الجند)، ضاحية مدينة تعز. عالم، مبرز في الفقه، مستنبط للأحكام. درس على أبيه كتابه: (الجامع في الخلاف)، وحفظه عن ظهر قلب، كما حفظ كتبًا أخرى في الفقه؛ مثل كتاب: (المجموع)، وغيره، وانتهت إليه رئاسة العلم في اليمن، وتتلمذ عليه عدد كبير من طلبة العلم، وكان يسافر كل عام إلى مدينة زبيد لمناظرة علماء (الحنفية)، ومنهم - يومئذٍ - القاضي (محمد بن أبي عوف) مؤلف كتاب: (القاضي) المشهور عند (الحنفية). وكان صاحب الترجمة يتفوق على (ابن أبي عوف) لشدة حفظه، ولأنه غير مقلّد، ولا متعصب لمذهب سوى للدليل القطعي. صحب عددًا من الأمراء؛ ومنهم الأمير (جياش بن نجاح الحبشي) حاكم مدينة زبيد، و(الحسين بن المغيرة التبعي)، و(أحمد بن عبدالله الكرندي) حاكم بلاد (المعافر)، المعروفة اليوم ب(الحجرية)، وغيرهم؛ لأنهم كانوا من أهل السُّنَّة، مجانبين للبدع. اشتغل بالتدريس في مدينة (الجند)، وكان لا يقبل في حلقته من الطلاب إلا من كان ذا حسب ونسب؛ فقلَّ طلابه، وانصرف عنه الناس إلى تلميذه (زيد بن عبدالله اليفاعي)، الذي كان يدرِّس كل من يقصده لطلب العلم. وكان (المفضل بن أبي البركات) أمير مدينة (الجند) يخشى من كثرة الموالين ل(زيد اليفاعي)؛ فحاول بذر الشقاق والخلاف بين صاحب الترجمة وتلميذه (اليفاعي)، وكادت تحدث فتنة، أخمدها (اليفاعي) برحيله من اليمن إلى مكةالمكرمة، واستمر صاحب الترجمة في التدريس، بنفس مواصفاته السابقة في طلبة العلم. من تلاميذه: العلامة (زيد بن الحسن)، والفقيه (مقبل بن محمد بن زهير بن خلف الهمداني)، والعلامة (عبدالله بن أحمد بن محمد بن أبي عبدالله الهمداني)، وغيرهم.