جعفر بن عبدالرحيم. تاريخ الوفاة 460 ه / 1068م وقيل: (جعفر بن أحمد بن محمد بن عبدالرحيم): أبوعبدالله الكلاعي، الحِمْيَري، المحابي؛ نسبة إلى قرية (المحابية)، في عزلة (الجعاشن)، من ناحية (ذي السفال)، من بلاد إبّ، وهو من أهالي قرية (الظرافة)، في وادي (نخلان)، الواقع في ناحية (ذي السفال). عالم، محقق في أصول الفقه وفروعه. تفقه على يد الإمام (القاسم بن محمد بن عبدالله الجمحي)، والإمام أبي الفتوح (يحيى بن عيسى بن ملامس) وغيرهما. وانتهت إليه رئاسة الفتوى في ناحيته، وكان يتردد على مدينة (الجند) لزيارة جامعها ومراجعة علمائها، وكانت آنذاك تحت حكم الملوك الكرنديين، ملوك (المعافر)، المعروفة اليوم ب(الحجرية)، إبّان نشأة الدولة (الصليحية) في اليمن، وكان (زيد بن معمر) والي مدينة (الجَنَد) يحب العلماء والفقهاء، فطلب من صاحب الترجمة أن يسكن مدينة (الجند)، وألحَّ عليه فوافق شريطة أن لا يتولى فيها أي منصب، وأن لا يدعوه الوالي إلى منزله، أو إلى طعام، فوافق الوالي على ذلك. وحدث أن دعا الوالي فقهاء (الجند) إلى منزله في إحدى المناسبات، وبينهم صاحب الترجمة، ثم عزمهم على طعام، وقدم لصاحب الترجمة موزة كانت في يده؛ فتحرج من ردها وأدخلها فمه، ثم استأذن في الانصراف لأمر ما، فأخرج الموزة من فمه ورمى بها. استقر في مدينة (الجند) حتى استولى عليها الداعي (علي بن محمد الصليحي) سنة 455ه/1063م، وطلب منه أن يتولى القضاء؛ فاعتذر بقوله: “لا أصلح له، ولا يصلح لي”. ثم انصرف من مجلس (الصليحي)؛ فغضب منه، وأمر رجاله باللحاق به وإقناعه بالرجوع إلى مدينة (الجند) فرفض، فضربوه حتى أُغْمِيَ عليه وظنوا أنه قد مات، ثم انصرفوا، ولما أفاق سليمًا ولم يؤثِّر فيه ضربهم، سئل عن ذلك فقال: كنت أقرأ سورة (يس)؛ فلم أشعر بما فعلوا. واستمر الملك (علي بن محمد الصليحي) يقدره، ويعظمه، ويقبل شفاعته فيمن يشفع، ويعفي أصحابه من خراج أراضيهم، وكان يقول عنه: “ليس في أهل السنة مثله”. رجع صاحب الترجمة إلى قريته، منقطعًا للعلم والتدريس حتى وفاته. ومن تلاميذه: العلامة (زيد بن عبدالله بن جعفر اليفاعي). من مؤلفاته: 1-التقريب، في الفقه. 2- الجامع في الخلاف، في الفقه أيضًا. خلَّف ولدًا سماه: (أبا بكر)، كان من مشاهير علماء عصره، توفي سنة 500ه/1108م. موسوعة الأعلام