أحمد بن محمد بن عبدالله بن مسعود بن محمد بن يوسف بن إسماعيل.القرن الذي عاش فيه 6ه / 12م توفي في 11/20 / 585 ه 1189/11/29م أبوالعباس، البريهي، الكندي، السكسكي، المعروف ب(سيف السنة)؛ عاش، وتوفي في مدينة إبّ. عالم، محقق في علوم كثيرة، شاعر، أديب. جمع بين الزهد والورع وعلم القرآن والحديث، وانتهت إليه رئاسه العلم في مدينة إبّ. درس على عدد من علماء عصره؛ منهم: العلامة (يحيى بن عبدالله المليكي)، والعلامة (زيد بن عبدالله اليفاعي)، والعلامة (علي بن أبي بكر العرشاني)، واعتبره المؤرخ (عمر بن علي بن سمرة الجعدي)، مؤلف كتاب: (طبقات فقهاء اليمن) من أصحاب العالم الشهير (يحيى بن أبي الخير العمراني). رحل إلى مكة المكرمة، وسمع فيها صحيح البخاري، ثم عاد إلى اليمن سنة 581ه/1185م، واشتغل بالتدريس في جامع مدينة (الجند)، ضاحية مدينة تعز، فدرس عليه جماعة من العلماء؛ منهم: ابنه (إسماعيل بن أحمد بن محمد البريهي)، و(محمد بن مضمون بن عمر بن محمّد)، و(محمد بن علي بن أسعد المحابي)، و(إبراهيم بن حديق)، و(محمد بن أحمد الخولاني)، و(محمد بن محمد بن منصور العمراني)، وأخوه (منصور بن محمد)، و(عبدالله بن أسعد بن محمد)، و(عبدالله بن محمد بن زيد العريقي)، و(أحمد بن مقبل الدثنّي)، و(أبوبكر بن يحيى بن إسحاق الجبأي)، و(أسعد بن عمر الأصبحي)، و(مسلم بن علي بن أسعد بن علي العنسي)، و(محمد بن موسى بن عبدالله الصعبي)، و(يحيى بن علي بن أبي بكر بن سالم)، و(أحمد بن محمد بن عبدالله الشعباني)، و(محمد بن عمر بن جعفر الكلاعي)، و(سلمان بن علي بن إسماعيل). قال المؤرخ (محمد بن يوسف الجندي) في كتابه: (السلوك في طبقات العلماء والملوك): “وأصحابه كثيرون لا يكاد يدركهم الحصر”. نسخ بخطه عددًا من الكتب، وأوقفها لطلبة العلم، قال المؤرخ (الجندي)، في كتابه المذكور: “وهي الآن موجودة في مدينة (الجند)، ونواحيها لدى بعض طلبته”. كان متشددًا محتاطًا في فتاويه - وهي كثيرة - ويقال: إنه وردت إليه مسألة فيمن يحلف على مال امرئ مسلم؛ فيقتطعه متعمدًا، وعلى أمرٍ لم يكن وقد كان متعمدًا لذلك، فأجاب فيها أن ليس عليه إلا كفارة فقط، وخالفه في ذلك الفقيه (محمد بن أحمد بن عمر الجماعي). من شعره في معنى الزهد: ألا لص عقلي في التشاغل سارق وقد جاءني بالنعي في النوم طارق أتى منذرًا لي بارق الموت منذرًا وكل سحاب ممطر فيه بارق وله: أترجو وقد جاوزت ستين حجةً لذاذة عيش إن ذاك من الجهل يُريك الهوى أن القُوى فيك كالقوى بمقتبلٍ غضّ الشبيبة أو كهلِ وله أيضًا حين هدمت مدينة إبّ: خليليَّ من ذا في الدنا عيشه طابا فلا تحزنا إن ناب إبّ الذي نابا فآدم في الفردوس ما طاب عيشه ولا طاب في الدنيا وإن كان قد تابا وهو القائل: يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته أتطلب الربح مما فيه خسران أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان وله في مدح كتاب: (البيان) في الفقه الشافعي لشيخه العلامة (يحيى بن أبي الخير العمراني): سقى الله يحيى سلسبيلاً وخصّه بقصرٍ من الياقوت أعلى الجِنان لتصنيفه هذا الكتاب الذي حوى تصانيف أهل الفقه قاصٍ ودان وسمّاهُ بالاسم الذي هو أهله بيانًا وما في الأرض مثل (البيان) كان ورعًا، زاهدًا، كريمًا، محبًّا للعلم وأهله، ساعيًا في أعمال البر. كُتب على مشهدٍ وضع على قبره: يا قبرُ غاب الفقه فيك وربّما يكذّب في هذي المقالة جاهلُ قيل: إن وفاته كانت سنة 586ه/1190م، والله أعلم.