يبدو أن مسلسل التربيط لبعض الأندية المتواضعة مالياً... التي لا تمللك لها “ واو” الواسطة والظهر الذي تستند إليه، والعيون التي يمكنها أن تغضب وتحمر إذا أصابها ظلم، أو حيف وجور متعمد ومبرمج من لجنة المسابقات أو لجنة الحكام. في كل موسم كروي نسمع ونتابع ونرى تنفيذ قرارات لا تصيب فقط إلا النادي المسكين، والفريق المستكين الذي لا حول له ولا قرار في أروقة اتحاد القدم المبجل الذي أكثر استفزاز الأندية بالقرارات الطائشة والمنفعلة، وأحياناً التعميمات المتضاربة والمتقلبة مع هذه المصلحة والمتكيفة مع كل ظرف، والمراعية لأطراف في أندية النخبة،مما جعل الأندية الأخرى مجرد كومبارس يتم إلزامهم بالتواجد في دوري محسوم سلفاً بطله الذي لا يسأل عن خروقاته، سواء ألعب بمحترف بدون بطاقة رياضية أو حتى بدون تسجيله ضمن الفريق، ويتم التغاضي عن ذلك وتثبيت اسمه بأثر رجعي وبأريحية اتحادية ... أم لعب بلاعب متنازع عليه ... كما تنفذ العقوبات الصارمة بحق الضعفاء كأهلي تعز وشباب البيضاء وحرمانهم من اللعب كأدب وعقوبة لا تحفظ لنا عليها، ونحن نؤيدها ... لكننا وجدنا تهاوناً واضحاً وجلياً من لجنة المسابقات والحكام بصورة خاصة من أداء بعض الحكام والمراقبين للمباريات الذين يؤكدون أن كله تمام، فلا ذمة ولا رقابة حقيقية، ولكن تربيطات بين الحكام وأندية متمصلحة أو ينتمون إليها، فيعملون على تأكيد نظرية المؤامرة التي يصرح بها إداريو الأندية الخاسرة.... وعلى سبيل المثال فإن شباب البيضاء قدم احتجاجاً ضد حكم مساعد في مباراته في الأسابيع الأولى التي جمعته مع المتصدر التلال وأنه مهاجمه سجل هدفاً صحيحاً وأشار إلى أنه هدف شبابي صحيح ، غير أن راية الحكم المساعد رفعت من بعد فتم شطب الهدف لأنه ضد التلال حسب تصريح إداري الفريق حينها الذي أوضح أن مساعد الحكم أخ لأحد أعضاء الهيئة الإدارية التلالية..... وبالمثل ارتفعت أصوات الاحتجاج من الهلاليين الذين أكدوا أن الحكم الذي أدار لقاءهم مع العروبة قد منح الفريق المنافس ضربة جزاء خيالية في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع للشوط الثاني ليمنع الهلال من ملاحقة المتصدر الذي أشار إلى أن الحكم وجد في قراره مصلحة لإعاقة الطموح الهلالي... وما لا يخدم واقعنا الرياضي، ولا يطور المستوى، ولا يعطي المساحة بالتساوي بين الفرق المتنافسة في دوري الدرجة الأولى. فالأندية متذمرة من قرارات اتحاد القدم بما يتعلق بتسيير البطولات المحلية... فبعد أن أكملت الأندية ال 14 مباريات دور الذهاب منتصف فبراير الجاري إذا بها تتفاجأ بممارسة لجنة المسابقة الضغط المبرمج لتنفيذ سياسة الخنق للأندية التي ظهرت ضعيفة في الدور الأول، وتريد أن تحسن أداءها وتعيد حساباتها من أجل التعويض عن التعادلات والهزائم في المباريات الماضية لتفادي الهبوط. وتتمثل تلك السياسة في تقليص أيام إضافة واستبعاد اللاعبين في فترة التنقلات عقب انتهاء الدور الأول، وبخاصة أن الأندية القابعة في الوسط غير الثابت ورباعي الذيل في الترتيب العام بحاجة إلى إدخال بعض التعديلات على تشكيلاتها الأساسية، ولكن اتحاد القدم قلص الفترة وأدخل هذه الأندية التي عانت المشكلات والإصابات للاعبيها والتوقيفات في دوامة جديدة، هي بطولة كأس الوحدة. فعلى سبيل المثال فان اتحاد إب عليه أن يذهب إلى محافظة المهرة ليلعب مع فريق الجزع هناك, ثم يعود إلى مدينة إب ليواجه بعد يومين فريق وحدة صنعاء ضمن منافسات الجولة الافتتاحية لإياب الدوري العام لكرة القدم لأندية النخبة .. وهي فترة قصيرة جداً تعمل على إنهاك لاعبي الاتحاد الذين هم مرهقون من دور الذهاب. وبالمثل معاناة أهلي تعز الباحث عن تحسين تشكيلته الأساسية ويبحث عن مدرب جديد خلفاً للمصري محمد حلمي المنتقل إلى أهلي صنعاء. فالعميد الحالمي سيضطر للسفر إلى صنعاء لإجراء مباراة كأس الوحدة مع فريق 22 مايو وبعدها مباشرة يسافر إلى المكلا لمواجهة شعب حضرموت في افتتاح دور الإياب لدوري النخبة وكل هذا يتم في أقل من أسبوع، والأحوال في هذا النادي العريق لا تساعده على تقديم ماعليه ، وهو هدف – كما يبدو – مبرمج له من لجنة المسابقات التي وجدت أن هذه الأندية لا يمكنها هي والتي قبلها وبعدها أن تطارد المتصدر وبعض الأندية المقتدرة مالياً وإمكانات فنية، وعليه فإن السياسة الخانقة للجنة المسابقات بثت الرعب في نفوس لاعبي هذه الأندية، وأربكت إداراتها الساعية إلى تحسين مستوى فرقها أما للحصول على مركز أفضل أو على موطئ قدم لها في دوري الكبار تبقيه موسماً آخر ضمن أندية النخبة . من حق بعض الأندية ان تتذمر من هذا الضغط الذي تمارسه لجنة المسابقات بحقهم باعتبارهم أكبر المتضررين وبخاصة أهلي تعز – وحدة صنعاء – أهلي صنعاء – الرشيد – حسان أبين - اتحاد إب – شباب البيضاء. كما ان مثل هذه الأمور عندما تحدث من جهة كان ينبغي عليها أن تكون أكثر حرصاً على أن قراراتها تصب في تطوير الكرة اليمنية، وليس محاربة للأندية ضعيفة الحيلة وعديمة التمثيل في أروقة اتحاد القدم. والأسوأ أن تقليص فترة الانتقالات وشغل الأندية ببطولة كأس الوحدة مباشرة مع دوري المحترفين لا تخدم الكرة اليمنية، بل تؤسس وترسخ سياسات التربيطات لأندية بعينها لتحصل على البطولة، وتقضي على حقوق الأندية الأخرى التي تكافح بنزاهة وتناضل في الميدان الكروي والمستطيل الأخضر من أجل تحقيق أهدافها المرسومة بحسب أمكاناتها متماشية مع الواقع. ولهذا فإن على اتحاد القدم النظر إلى كل أندية الدرجة الأولى بأنها متساوية في الحقوق والالتزامات، وأمام اللوائح والنظم، وان يراعي الاتحاديون مصلحة الرياضة اليمنية ويدرسوا جدوى قراراتهم وصوابيتها قبل إعلانها للتنفيذ ويبعدوا عن دائرة الشبهات والكيل بمكيالين.. والله من وراء القصد.