تحتفل دولة الكويت الشقيق اليوم الجمعة بالذكرى الخمسين لليوم الوطني والذكرى العشرين ليوم التحرير. وانتهجت دولة الكويت منذ استقلالها ومازالت خططاً تنموية طموحة من أجل استكمال مسيرة بناء الدولة الحديثة على الصعد كافة. وتتأهب الكويت لولوج مرحلة اقتصادية جديدة بعد أن أقرّت مؤسساتها الرسمية خطتها التنموية الأولى متضمنة مشاريع ضخمة سيتم إنجازها خلال السنوات الأربع المقبلة تقدّر قيمتها ب 37 مليار دينار كويتي (حوالي 125 مليار دولار أميركي). ففي يناير الماضي صدر مشروع الخطة الإنمائية لدولة الكويت للسنوات 2010 /2011 - 2013 /2014 مبشراً بخطى جيدة وجدية للنهوض بدولة الكويت في كافة المجالات. وتتنوع المشاريع التي تتضمنها الخطة على قطاعات اقتصادية عديدة منها النفط والغاز والكهرباء والماء والبنية التحتية كالمطارات والموانىء والإسكان والصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية, كما تتضمن رفع معدل النمو السنوي للناتج المحلي الحقيقي إلى 5ر6 في المائة ويبلغ متوسط قيمة الاستثمارات السنوية في الخطة 7ر7 مليار دينار كويتي تقريباً.. وجاءت الخطة التنموية كجزء من رؤية استراتيجية شاملة مدتها 25 عاماً تمتد حتى العام 2035 تهدف إلى تحول الكويت إلى مركز مالي وتجاري جاذب للاستثمار يقوم فيه القطاع الخاص بقيادة النشاط الاقتصادي ويذكي فيه روح المنافسة ويرفع كفاءة الإنتاج. وتعد دولة الكويت أحد أهم منتجي ومصدّري النفط في العالم، وهي عضو مؤسس في منظّمة الدول المصدرة للبترول - أوبك - وتمتلك خامس أكبر احتياطي نفطي في العالم، حيث يتواجد في أرضها 10 بالمئة من احتياطي النفط بالعالم، ويمثل النفط والمنتجات النفطية ما يقرب من 95 بالمئة من عائدات التصدير و80 بالمئة من الإيرادات الحكومية, وهي تعد من أكثر البلدان المتقدمة في جامعة الدول العربية، وهي رابع أغنى بلد بالنسبة لدخل الفرد. كما تعد الكويت واحدة من أكبر الاقتصادات في المنطقة، وتشكل الصناعة النفطية في الكويت أكبر الصناعات, وهي تغطي ما يقارب نصف الناتج المحلي الإجمالي وأغلب الصادارت، وتمتلك الكويت 10 بالمئة من الاحتياطي النفطي العالمي. وبالإضافة للصناعات البتروكيماوية يوجد بالكويت عدد من الصناعات المتوسطة والخفيفة مثل مصانع المعدات الإنشائية والأغذية والملابس والأثاث وغيرها، بالإضافة إلى وجود العديد من المؤسسات والشركات الخدمية الضخمة والمؤثرة في الاقتصاد الكويتي, كما يرتكز اقتصاد الكويت على سوق الأوراق المالية بشكل كبير، والذي يعد واحداً من أهم أسواق المال في الوطن العربي, كما تمثل الاستثمارات الخارجية والداخلية أحد المحركات الاقتصادية المهمة في الكويت. وفي مجال الكهرباء والغاز والمياه حققت صناعة انتاج الكهرباء والغاز قيمة مضافة موجبة خلال الأعوام 2007 و2008 و2009م حيث بلغت (159.9) ، (150.9) ، (195.3) مليون دينار كويتي على التوالي, بينما سجلت صناعة إنتاج وتوزيع المياه في عام 2009م قيمة مضافة موجبة قدرها (223.5) مليون دينار كويتي مقابل قيمة مضافة موجبة بلغت (212.0) مليون دينار كويتي عام 2008م. وكشف تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي عن التنافسية العالمية لعام 2008م الصادر في جنيف عن بقاء البيئة الاقتصادية في الكويت المفضلة عالمياً في جذب الاستثمارات الأجنبية للعام الثاني على التوالي (الثانية على مستوى الدول العربية والرابعة على مستوى الشرق الأوسط وشمال افريقيا). وبيّن التقرير أن من الأمور التي ساعدت في تثبيت هذه النتيجة الناتج المحلي الإجمالي لدولة الكويت الذي يعد من بين المعدلات الأعلى عالمياً إضافة إلى تمتع البلاد بمعدلات توفير عالية والانخفاض الكبير لديون الحكومة الكويتية. وكانت دولة الكويت ولاتزال تحرص على الاضطلاع بدور فاعل في دعم جهود التنمية وخاصة في الدول العربية بما يسهم في تحقيق تقدمها ورخائها من خلال قروض الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية, فقد قدمت دولة الكويت من عام 1970م حتى عام 2005م ما قيمته 415 مليون دولار في هيئة مساعدات إنمائية للدول العربية. وفي مجال الإعلام يعد الإعلام الكويتي في مصاف الدول العربية شفافية وحرية, ففي عام 2007م صنفت ثانياً على دول المنطقة في الشفافية الإعلامية ووفقاً للتقرير منظمة “مراسلون بلاحدود” عام 2009 فإن الكويت تقع في المرتبة 60 محتلة المركز الأول في حرية الصحافة في منطقة الشرق الأوسط. وفي مجال النقل تتمتع الكويت بشبكة من الخطوط السريعة على مستوى عالٍ من الكفاءة والسلامة وعلى مستوى عالٍ من الصيانة الدورية ويبلغ طول شبكة الطرق ما يقارب 4600 كيلومتر فيما يبلغ أطوال الطرق السريعة 600 كيلومتر، ويتواجد بشبكة الطرق نحو 282 جسراً من الخرسانة و26 جسراً حديدياً. وفي مجال النقل الجوي يوجد في الكويت ما يقارب 7 مطارات منها مطاران مدنيان, الأول هو مطار الكويت الدولي والثاني هو مبنى الشيخ سعد للطيران العام وهو مقر الخطوط الوطنية ويعتبر مطار الكويت الذي تأسس عام 1962م هو المحور الرئيسي للملاحة في الكويت ويقع على بعد 16 كيلومتراً جنوب مدينة الكويت. وتعد الخطوط الجوية الكويتية أكبر شركة طيران في الكويت وفي عام 2004م دخلت أول شركة طيران كويتية خاصة الخدمة وهي طيران الجزيرة وبعدها بسنة في 2005م تم تأسيس الشركة الخاصة الثانية وهي الخطوط الوطنية التي بدأت أول رحلاتها في مارس عام 2009م. وفي مجال النقل البحري أسهمت الموانىء الكويتية بشكل كبير في مسيرة الدولة الاقتصادية والعمرانية فهي نافذة الدولة على العالم الخارجي عبر البحار، وتقوم مؤسسة الموانىء الكويتية بإدارة الموانىء كافة ويعتبر كل من ميناء الشعيبة وميناء الشويخ من أهم موانىء الكويت التجارية. وتضم الكويت حالياً 6 موانىء وهي ميناء الشعيبة وميناء عبدالله وميناء الدوحة وميناء الشويخ وميناء الأحمدي وميناء بوبيان. وفي مجال الرياضة تهتم دولة الكويت بالرياضة بكافة أنواعها ولديها العديد من الاتحادات الرياضية, وتعتبر كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في الكويت، وتمتلك الكويت الكثير من الإنجازات في هذه اللعبة، حيث إن منتخب الكويت لكرة القدم هو أول منتخب عربي آسيوي تأهل لكأس العالم, كان ذلك في عام 1982، وهو أيضاً أول المنتخبات العربية فوزاً ببطولة كأس آسيا وذلك في عام 1980, وفي الكويت 14 نادياً رياضياً. وعلى صعيد العلاقات الخارجية أَسهمت دولة الكويت على المستوى الخليجي بدور فاعل وإيجابي ضمن الجهود الخليجية المشاركة التي أَثمرت عن قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية وهي عضو بارز وفاعل في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وهيئة الأممالمتحدة بالإضافة إلى أنها عضو في العديد من المنظمات العربية والإسلامية والدولية الأخرى. واتسمت سياسة دولة الكويت بدعم ونصرة القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية.