هناك مَن يظن أن القوَّة هي مفتاحه، وهناك من يظنُّ أنه يحتاج فقط إلى ضربة معلم أو خبطة حظ أو حتى بالبركة المزعومة دون علم وعمل ليصل إلى ما يريد !!! تعد مرحلة اكتشاف الذات هي مرحلة خطيرة لأنها ترسم مسار الإنسان في رحلته مدى الحياة … وهذه المرحلة تتطلب من الإنسان أن يوقظ نفسه بمعنى أن يتوقف لفترة قد تطول أو تقصر عن مجاراة هذا العالم ، تطلب منه طرح أسئلة معينة على النفس : من أنا ؟ ماذا أفعل في هذه الدنيا؟ ماذا أعرف عن نفسي؟ وبعد الإجابة عن الأسئلة السابقة يجب عليك أن تحدد الأهداف التي تهمك، والتي ستستخدمها في خطتك، قم بعمل قائمة بكل شيء تتمنى أو تحلم بتحقيقه، في شتى مجالات حياتك، أيا كان هذا الحلم صغيرا أم كبيرا، اكتبه على الورق ، فكتابتك لكل أهدافك على الورق في هذه المرحلة ستوسع من أفق تفكيرك ، وتجعلك تفكر في طرق مبتكرة لتحقيق هذا الهدف !! ومن خلال ما ذكر أعلاه أنصح أعزائي القراء أن يهتموا ويتبعوا الخطوات التالية لتساعدهم على تنمية واكتشاف ذواتهم والتخلص من شوائب التوتر والقلق والاكتئاب النفسي. عليك أن تضع أهدافاً لحياتك، ما الذي تريد تحقيقه في هذه الحياة؟ ما الذي تريد إنجازه لتبقى كعلامات بارزة لحياتك ؟ فلا يعقل أن تشتت ذهنك في أكثر من اتجاه، لذلك عليك ان تفكر في هذه الأسئلة، وتوجد الإجابات لها، وتقوم بالتخطيط لحياتك. عليك أن تقرأ خطتك وأهدافك في كل فرصة من يومك ، والتفكير في ما تملك من إمكانيات لتحقيق هذه الأهداف. استعن بالتقنيات الحديثة لاغتنام الفرص وتحقيق النجاح، وكذلك لتنظيم وقتك، كالإنترنت والكمبيوتر ، فكلها أشياء تنمي من قدراتك وتوسع من آفاق تفكيرك. ركز ولا تشتت ذهنك في أكثر من اتجاه، وهذه النصيحة إن طبقت ستجد الكثير من الوقت لعمل الأمور الأخرى الأكثر أهمية وإلحاحاً ، فعادة ما يلجأ مثلا الخريج الجديد لدراسة عدة دورات كمبيوتر لا ترتبط بمجال واحد وهو ما يؤدي إلى تشتيت الفرد ،و قد يدرس برامج المحاسبة ثم الجرافيك أو ....إلخ ويكون متردداً في دخول أي من المجالين ، ولكن عليه التركيز في مجال واحد ليتمكن من الإبداع والتميز وسط الآخرين. الشروط الواجب توافرها كي تطور من شخصيتك : النظر دوما إلى هدف أسمى : وهنا نؤكد أنه طالما الهدف موجود دائما أمام الإنسان فهو غالبا ما سيسعى نحو تحقيقه أكثر مما لو كان هذا الهدف غائبا أو مشوشا . الاقتناع بضرورة التغيير: يظن كثير من الناس أن وضعه الحالي جيد ومقبول أو أنه ليس الأسوأ على كل حال ، وبعضهم يعتقد أن ظروفه سيئة وإمكاناته محدودة ، ولذلك فإن ما هو فيه لا يمكن تغييره ولكن بجلسة مصارحة مع النفس يمكن للشخص أن يكتشف عيوبه أو ما ينقصه وبالتالي سوف يسعى إلى التغيير للوصول إلى حالة أفضل. الشعور بالمسئولية: حين يشعر الإنسان بجسامة المسئولية المنوطة به ، تتفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة للقيام بشيء ما ، ولا شك أن الحصول على وظيفة والتميز في مجال العمل من أهم المسئوليات الجسيمة التي تدفع الشخص إلى محاولة التغلب على كل معوقاتها. اسأل نفسك أنا قوي في ماذا ، ما هي قواي وما هي مهاراتي ، وبماذا أتميز ، ما الذي أركز عليه ، ماذا أريد أن أنمي ، ما الذي أريد أن أكتشفه في نفسي ما الذي لا أتقنه ، ما الذي لا أحبه وأضيع وقتي فيه ، ماذا أحب ، من أنا ؟؟؟؟ وهناك حكمة تقول: ليس المهم أن تكون في النور لترى .. بل أن يكون النور فيما تراه .. وختاماً أنهي هذه الأسطر بدعاء ذو النون المصري والذي يعتبر أحد أعلام التصوف المصري حينما رفع يده للمولى عز وجل قائلاُ «اللهم إليك تقصد رغبتي، وإياك أسأل حاجتي ومنك أرجو نجاح طلبتي وبيدك مفاتيح مسألتي، لا أسأل الخير إلا منك ولا أرجو غيرك ولا أيأس من روحك بعد معرفتي بفضلك». دمتم بألف خير وعافية ،،،