تختلف نوعية المشاكل في العمل عن تلك المشاكل العائلية أو المشاكل التي قد تحدث بين الأصدقاء والمعارف الأخرى ، وتكاد تنحصر في التنافس على المنصب أو مشاكل تقابل الرئيس في تعامله مع مرؤوسيه أو مشاكل من المرؤوس نتيجة عدم تفهمه الأسلوب الصحيح للتعامل مع الرئيس، ويجب أن تكون مؤهلا لتجنبها والبحث عن الأسلوب الأمثل لمواجهتها فور ظهورها كي لا تتفاقم ويصبح من الصعب حلها فعلاً . لا حياة بلا مشاكل ووجودها في العمل ظاهرة طبيعية جدا وهذا دليل واضح على وجود حياة ولذة الحياة في مواجهة المشاكل التي نستاء منها ونواجهها بين الحين والآخر . فاعلموا يا أعزائي الكرام أن مشكلات العمل معظمها ناتجة عن مشكلات الأفراد أنفسهم مع بعضهم البعض أو مع غيرهم من الأفراد الذين يتعاملون معهم . وإذا نظرنا إلى أهمية العلاقات الإنسانية في جميع المجالات وخاصة في مجال العمل ، حيث خصص علماء النفس فرعاً من فروع علم النفس وأسموه ( علم النفس الصناعي ) وهو خاص بحل مشاكل العمل ودراسة العلاقات الإجتماعية بين العمال مع بعضهم البعض وبين أصحاب العمل ودراسة الجو الذي يسود المصنع أو المنشأة التي يعمل بها من حيث التفاهم والود والتعاون على الخير والعمل والاطمئنان والاستقرار النفسي للجميع ، ومن خلالها ثبت أن العلاقات الاجتماعية والجو الخلقي السائد له أثر كبير على العلاقات الإنسانية بين أفراد مجتمع العمل وكما ثبت أيضا أن مشاكل العمل تؤثر بطريقة غير مباشرة في سلوكيات الأفراد خارج بيئة العمل وأن 90 % من العاملين يحملون هموم العمل معهم إلى المنزل وإلى المجتمع الذين يتعاملون معه بينما ينجح 10 % فقط في إلقاء متاعب العمل ومشاكله خلف ظهورهم فور خروجهم من العمل . وكثيرا ما ننظر إلى العمل على أنه نقمة أكثر ما هو نعمة !! وذلك عندما نواجه مشاكل عديدة كما أننا كثيراً ما نبدي أمام الناس شعوراً بالإرهاق في العمل ونقول للجميع « أننا نعمل كثيراً « ونلقي التقدير المادي أو المعنوي ونبذل جهودا كبيرة لتجنب مشكلات العمل وفي نفس الوقت نكن احتراما مخلصا وصادقا للعمل ، ونقول لأنفسنا : « إننا نجد أنفسنا في العمل « وهكذا يبدو أننا نجمع في أنفسنا إحساسات متعارضة نحو العمل مثلما نفعل في معظم نواحي حياتنا اليومية . ومن الأفضل علينا أن ننظر جميعا إلى العمل كشيء يجب علينا أن نؤديه كواجب مقدس أمام رب العمل لنظل على قيد الحياة ويجب أيضا أن نعمله لتجنب انتقاد الآخرين ، ومهما كانت مشاكلنا التي يجب علينا أن نواجهها فلا بد أن نكون على قناعة تامة بأن وجود المشاكل في العمل ظاهرة طبيعية وعلينا إدراكها وتحقيق المصالح المشروعة لكل الأطراف بالحكمة والموضوعية والشفافية المطلقة . المراجع : الموسوعة النفسية للمؤلفين( ولفردنور شفيلد & دونالد ليارد ) Life Time Guides To Success With people – by James K.BanFleet