تحدّثنا في مقال سابق عن تفويض السلطة وعن أسباب كراهية المدراء والمرؤوسين للتفويض رغم أهميته في تخفيف الضغط عن المدراء وتوزيع المهام الصلاحيات وزيادة جودة الأداء.. وقد يتبادر إلى الأذهان السؤال التالي: لماذا يجب عليّ كمدير أو كمسئول عن مجموعة من الأفراد أن أنمّي قدرتي في تفويض جزء من سلطاتي؟ والجواب: لأنه ليس لديك الوقت الكافي للقيام بكل العمل. لأن وظيفتك الأساسية هي الإدارة وليس التنفيذ. لأنه لا يمكنك القيام بأعمال كل مرؤوسيك. لأن مرؤوسيك هم أقرب الناس لمشاكلهم وبالتالي هم أقدر الناس على حلّها. لأن التفويض يظهر ثقتك واحترامك لمرؤوسيك. لأن التفويض خطوة جيدة لتدريب وتنمية صف ثانٍ من المرؤوسين ليصبحوا مدراء.. ولكن عليك عزيزي المدير أن تسأل نفسك الأسئلة الآتية قبل تفويض جزء من أعمالك: ما هي الخبرات التي تود إعطاءها للمرؤوسين لتنمية قدراتهم؟ ما هي الأعمال التي يمكن تفويضها لهم وتكون ذات صلة بأعمالهم الحالية؟ ما هي الأعمال التي لو تم تفويضها لهم سينجحون؟ ما هي الأعمال التي يمكن تفويضها لهم وتناسب قدراتهم؟ ما هي الأعمال التي يمكن تفويضها لهم والتي تثير قدراً من التحدي لديهم؟ ما هو ذلك التسلسل المثالي في الأعمال التي يمكن تفويضها تدريجياً للمرؤوسين؟ وأخيراً إليك عزيزي المدير بعض النصائح والإرشادات عند تفويض السلطة: فوِّض العمل أداءً وتفكيراً, بمعنى شجّع مرؤوسيك على الابتكار و الإبداع. توقّع أخطاءً.. فهذا شيء طبيعي خاصة إذا كان المرؤوس ينفذ هذا العمل لأول مرة..لا تنتقد..وجّه.. اشرح.. تأكد من حصول المرؤوس على كافة المعلومات والموارد التي يحتاجها. انتبه من أن يصبح عمل المرؤوس عملك أنت . وذلك بأن يرجع إليك في كل صغيرة وكبيرة , إذاً فلا داعي للتفويض. قف بجانب المرؤوس عند اتخاذه لقرار.. شجّعه..كُن صبوراً. * باحث ومدرّب في الإدارة و التنمية البشرية مستشار التدريب في ديوان عام محافظة إب [email protected]