هكذا سؤال يتبادر في ذهني أوقاتاً طويلة خاصة بعد أن خضت معركة حاسمة على أرض الواقع وكنت أحد الطرفين (المدار) .. الأمر الذي جعلني أتساءل مرة تلو أخرى ما هو الولاء الوظيفي؟ وكيف ينبع ؟ فعند البحث عن التألق أو الإبداع والتميز لمؤسستك، أو عملك الذي تعمل فيه تجد أن هناك شعوراً بالولاء لهذا العمل، ولكن لا يكفي أن يكون شعوراً دون أن يعانقه عمل، فالشعور وحده لا يكفي لإنجاب التميز والإبداع على منهاج من التجديد والتطلع إلى الأفضل . ولكن... هنا يعرقل قافلة الإبداع عائق فولاذي يصعب تجاوزه و يصنعه المدير (المتسلط) !! خاصة في المؤسسات الأهلية.. من خلال إصداره للأوامر والتكليف بمهام غير مرتبطة بعمل الموظف لديه - (خاصةً إذا كان هذا الموظف متخصصاً في مجال معين) - ويعلل المدير تسلطه هذا لنفسه بأن الموظف يعمل مقابل أجر ..!! ورغم أن الاتفاق منذ البداية كان وفق شروط متفق عليها من الطرفين إلا أن المدير يعمل بمبدأ (الست الصنائع) التي لابد أن يتقنها الموظف ، نتحدث هنا عن أعباء وظيفية يتحملها الموظف تزيد على عمله الذي من أجله قبل الوظيفة . فكيف أخي القارئ سيتولد الولاء لدى هذا الموظف إذا كانت حالته كما أشرنا ؟! فالقائد أو المدير الناجح - حسب ظني - يجب أن يكون نموذجًا في كل شيء ليعكسه على مرؤوسيه ... وخاصة في الأمور والأعمال الجماعية . وبأسطري الأخيرة أجيب لك عزيزي القارىء على السؤال أن الولاء الوظيفي نابع من المدير ذاته، وبالتالي ينعكس مباشرة على مرؤوسيه بالعمل المتقن والتعامل الجيد والتحفيز المناسب لمرؤوسيه. فكر جيدًا أيها المدير ... فإن نجاح المؤسسة - أي مؤسسة - يعتمد أساسًا على أداء موظفيها .... ولا يتم ذلك دون ولاء وظيفي ينميها ويبنيه المدير وليس المدار .