قال محافظ محافظة عدن أحمد محمد القعطبي إن ما يحدث في محافظة عدن يمكن إيجازه أنه نقل المعركة الحالية بين الأحزاب أو بين انتماءات المجتمع من محافظات أخرى إلى محافظة عدن بعد أن كانت هذه المعركة تدار وتدور خارج عدن. وأشار القعطبي في مؤتمر صحفي عقده أمس في ديوان المحافظة إلى أن ذلك تسبب بالكثير من الإشكالات في المحافظة وعرض المظهر الحضاري الذي تتباهى به عدن للتشويه بشكل أو بآخر.. مؤكداً أن ما يجري في عدن حالياً لم تعرفه عدن حتى في أحلك الظروف التي مرت بها. وأضاف: “إن عدن تعاني حالياً بعض أساليب التعبير عن الرأي التي قد تضر بالآخرين والمجتمع” مؤكداً أحقية الاعتصامات والتظاهرات التي تعبّر عن حق التعبير للمواطنين, وهو حق يجب أن يدافع عنه بكل الأشكال. وقال: “لا نقف أمام موضوع التظاهرات, فهو حق مشروع كفله الدستور والقانون، وإنما نقف أمام ما يجري من عمليات تخريب وترهيب جراء بعض التصرفات والسلوكيات” مشيراً إلى أن قطع الطرقات الحاصل في بعض المديريات ينتج عنه تعطل مصالح المجتمع وعرقلة انسياب حركة المرور وتنقل الناس من موقع إلى آخر وهو أمر لم تشهده عدن من سابق. ولفت القعطبي إلى أن عدن تعاني في الوقت الحالي أيضاً ترهيباً للطلبة والمدرسين والتربويين تتمثل في اقتحامات تحصل ما بين فترة وأخرى من عناصر مسلحة تجبر الطلبة والتربويين على مغادرة المدارس أو المشاركة في مظاهرات ومسيرات لطرف أو لآخر. وأكد أنه اليوم في عدن وجد ما يسمى بالبسط العشوائي على الأراضي والممتلكات.. مشيراً إلى ان هذه الظاهرة ليست جديدة ولكنها أصبحت متفاقمة أكثر مما يجب، حيث وصل الأمر خلال الشهرين الأخيرين إلى اقتحام ساحات المدارس ومرافق الدولة والبناء عليها، إضافة إلى استيلاء البعض على أراضٍ صرفت لمواطنين بعقود شرعية أو أراضي مستثمرين.. لافتاً إلى ان هذه الظاهرة تفشت بطريقة غريبة وعجيبة خلال الشهرين الأخيرين. واستغرب محافظ عدن تفشي أيضاً ظاهرة جديدة وغريبة تتمثل في إحراق مصالح ومؤسسات الدولة ومراكز الشرطة.. مشيراً إلى ان هذا يعطل دور تلك المصالح في خدمة المجتمع. معتبراً ما يحدث عملية تدمير وتخريب لمدينة عدن.. مؤكداً أهمية دور المجتمع المحلي لدعم جهود منع هذه الأعمال وغيرها من الأعمال، ومنها قطع الطرقات التي شلت حركة المواطن بشكل كامل، وكذا أهمية توعية الشباب بخطورة هذه الأعمال. وأعرب عن الأمل في ان تتبلور نتائج اللقاءت التي تمت مع عدد من الفعاليات الاجتماعية خلال الأيام الماضية إلى نتائج ملموسة تصب في خدمة المواطن.. مبيناً أن من أولويات السلطة المحلية التواصل مع مختلف الشرائح الاجتماعية لمناقشة مختلف القضايا التي تهم المواطنين. وتطرق المحافظ إلى الآثار السلبية لتخلي بعض المجالس المحلية في المديريات عن مسؤوليتها ودورها في خدمة الناس ومشاركة المجتمع في حل القضايا وتبني آرائهم خصوصاً أنها منتخبة. معبراً عن أسفه لتهرب بعض المجالس المحلية عن هذه المسئولية وتجميد أنفسهم وإعلان موقف لهذا السبب أو ذاك، بالرغم من أن مسئوليتهم هي إيجاد الحل وليس الهروب من مواجهة أي مشكلة من المشاكل. وأضاف: “إن المشكلة الكبيرة التي واجهتنا في عدن أيضاً موضوع المواجهات التي حصل فيها للأسف الشديد ضحايا أو جرحى نتيجة استخدام الرصاص الحي، وهو ما تضمنه تقرير مجلس النواب حول هذه المسألة بعد قيام بعض الأعضاء بالنزول إلى عدن والجلوس مع بعض الفرقاء والاستنتاجات التي توصلوا إليها، ومنها ان استخدام الرصاص الحي ساعد في تأزم الموقف وزيادة عدد الضحايا”. منوهاً أن البعض كان صادقاً في التعبير عن رأيه، في حين اتجه البعض الآخر للأسف الشديد منحى آخر أدى إلى الصدامات في بعض المديريات. وتطرق محافظ عدن إلى الأوضاع الأمنية التي تشهدها المحافظة.. موضحاً انه تم الاتفاق مع اللجنة الأمنية بعدم استخدام الرصاص الحي، وهذا ما حصل حتى احداث دار سعد السبت الماضي والذي ذهب ضحيته قرابة أربعة قتلى. وأضاف: “إنه بعد حصول التغيرات في القيادات الأمنية تم الاتفاق أيضاً مع مدير الأمن الجديد للمحافظة حول عدم استخدام الرصاص الحي على المتظاهرين والتعامل معهم وفقاً للقانون”. ورأى المحافظ القعطبي أن تفاقم مشكلة البطالة في اليمن بشكل عام وعدن بشكل خاص منذ أكثر من عشر سنوات ناتج عن عدم الإحلال الوظيفي. مؤكداً ان ال 8 آلاف وظيفة التي وجّه بها رئيس الجمهورية وأعلنها نائب الرئيس هي حقيقية وسيتم تنفيذها على مدى سنتين. وقال: “على مستوى الجمهورية تم إنزال 60 ألف وظيفة سيتم تنفيذ ما نسبته 25 بالمئة على مدى أربع سنوات، في حين استثنيت محافظة عدن بحيث ستكون نسبة التوظيف فيها ما بين 50 إلى 60 بالمائة بالاعتماد على نظام الإحلال على مدى سنتين”. وتطرق المحافظ إلى مسألة التدوير الوظيفي.. مشيراً إلى ان هذا من أبرز الأسباب التي جعلت الشباب يتظاهرون لفقدانهم الأمل في تحسين مستواهم الوظيفي في ظل بقاء مسئولين لما يقارب عشرين عاماً في مناصبهم. ولفت القعطبي إلى ان من أبرز المعالجات التي اتخذتها قيادة المحافظة تمثل بإنجاز 1700 شقة في مشروع الصالح السكني واستكمال توصيل الخدمات العامة، فيما هناك 1230 شقة سيتم إنجازها خلال الفترة المقبلة. وجدد محافظ عدن خلال المؤتمر تأكيده على أحقية الناس في الاعتصام والتظاهر السلمي دون اللجوء إلى العنف وإحراق المنشآت والقيام بأعمال تخريب وعنف.. مؤكداً ان السلطة المحلية ستعمل على ردم الفجوة بين السلطة المحلية وأجهزة الإعلام قدر المستطاع من خلال التواصل معهم بشكل أكبر وبما يمكنهم من الحصول على المعلومات الصحيحة حول الأحداث التي تشهدها المحافظة. أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة عبدالكريم شائف أشار من جانبه إلى أن السلطة المحلية مازالت متماسكة، وستعمل كل ما بوسعها لإنجاز المهام المناطة بها في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المحافظة، كما ستقوم بأداء واجبها أمام أسر الضحايا. منوهاً إلى أن أعضاء المجالس المحلي منتخبون, وأن ما حصل من أحداث خلال الفترة الماضية كان بمثابة الصدمة، ولكنها لا تعفي أحداً من المسؤولية. من جهته قال وكيل المحافظة وحيد علي رشيد: “إننا نبحث عن العمل المتكامل، وعلى وسائل الإعلام نقل ما تشاهده بحيادية وليس ما تريده”.. مشيراً إلى أن هناك أطرافاً فوضوية لم تجعل الناس تمارس حقها في الاعتصامات. فيما حث وكيل المحافظة لقطاع الاستثمار وتنمية الموارد أحمد الضلاعي أبناء محافظة عدن على العمل بصدق وإخلاص لضمان العيش في أجواء ديمقراطية وتجنيب البلاد الكوارث.