من الغريب أن يُعرض فيلم (العلاقات والمدينة 2) في مئات الصالات السينمائية في عدة دول ، وتمتنع الإمارات العربية المتحدة عن عرضه وهو الفيلم الذي تدور قصة أحداثه في أبوظبي... يُقال أن الإمارات العربية المتحدة قررت منعه لأنه حميم ويسخر من البرقع وفيه مشاهد وحوارات توحي بما لا يقبله الذوق الإسلامي العام! الا أن ما شاهدته يُخالف ذلك تماما، فالفيلم لا يعتبر حميميا مطلقا خاصة اذا ما قورن بالمسلسل التلفزيوني والجزء الاول من الفيلم. عامةً يحكي المسلسل والجزءان من الفيلم عن قصة حياة 4 سيدات من نيويورك بحيث نرى في كل حلقة قصص منفصلة عن حياتهن العملية و العاطفية. قصة الجزء الثاني من الفيلم، قصة عادية جداً تبدأ بانتقال السيدات الأربع من نيويورك لقضاء عطلة الأسبوع في الشرق الأوسط، وبالذات في أبوظبي، حيث يقوم احد المستثمرين العرب بدعوة (سامنثا) وزميلاتها لزيارة أبوظبي. هناك وبالرغم من الرفاهية المفرطة في طريقة المعيشة، تبدأ الصديقات الاربع بالاحساس بصعوبة مراعاة التصرف بحشمة وباتزان تماشيا مع عادات الاماراتيين. بالرغم من ذلك فالفيلم لا يقلل من تلك العادات أو يستنكرها وإنما يبرز الاختلافات الثقافية بين الإمارات وبين امريكا وهو شيء معروف سلفا ولا أعتقد أن الفيلم جاء في العام 2010 ليسلط الضوء عليها. مشهد السخرية من النقاب كما أسمته الصحافة الإمارتية، هو الأحبب الى قلبي. فالمشهد لا يسخر مطلقاً من النقاب وإنما يصف مشاعر سيدة غربية تتساءل بكشل طبيعي وعفوي عن كيفية أكل الفتاة المنقبة في المطعم... وهو شي واقعي جدا ولا أعتقد انه علينا استنكار مثل كهذا تساؤل بالذات إذا صدر بشكل عفوي ومضحك كما جاء في الفيلم. في اعتقادي أن الفيلم روج سياحياً ل(أبوظبي) بشكل فخم، حتى انه تحدث بشكل جميل عن النساء الإماراتيات، ففي مشهد من المشاهد الأخيرة للفيلم تعلق الشخصية الرئيسة (كاري برادشو)-التي تقوم بدورها الممثلة الأمريكية (سارة جيسيكا باركر)- عن النساء المتشحات بالسواد والتي أكتشفت أنهن يرتدين أحدث ما أنتجته موضة هذا العام تحت عباءتهن السوداء. صحيح أن السمعة السيئة قد صاحبت المسلسل والجزء الأول من الفيلم، الا أن الجزء الثاني جزء لطيف ولا يستحق الضجة الإعلامية التي شنتها عليه الصحف الاماراتية، ومن قبل ضجة عدم السماح بتصويره في الامارات وهو ما أضطر منتجيه لتصويره في المغرب.