اضطر العمال مغادرة موقع محطة فوكوشيما 1 للطاقة النووية شمال شرق اليابان أمس الأربعاء بسبب تصاعد أدخنة سوداء من مبنى مفاعل في المحطة ارتفعت درجة حرارته. وأفادت اللجنة الحكومية للسلامة النووية في اليابان أنه بعدما شوهدت الأدخنة السوداء تتصاعد من مبنى المفاعل رقم 3 صدرت الأوامر للعاملين في مبنى المفاعلين 3 و4 وعمال شاحنات الإطفاء بإخلاء الموقع في محطة فوكوشيما 1 (250 كيلومتراً شمال شرق طوكيو).. وقالت اللجنة إنه لم يعرف بعد سبب تلك الأدخنة.. وكانت المحطة قد تضررت بشدة بسبب الزلزال الذي وقع في 11 مارس الجاري وموجة المد العاتية “تسونامي” التي أعقبته.. وفي آخر التطورات أمس الأول الثلاثاء، قامت شركة كهرباء طوكيو المشغلة للمحطة بتوصيل المفاعل رقم 3 بمصدر كهرباء خارجي وتمت إضاءة غرفة التحكم به، وهو ما يمكن أن يساعد العمال على إصلاح وظائف التبريد الرئيسية لتفادي كارثة محتملة, كما جرى توصيل كل المفاعلات الستة في المحطة بمصادر كهرباء خارجية .. إلى ذلك تعهد رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان أمس أن تكشف بلاده للاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي ككل عن كافة المعلومات الخاصة بالأزمة النووية التي تمر بها اليابان حالياً في محطة (فوكوشيما) النووية بسبب الزالزال الذي ضرب البلاد مؤخراً.. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين كان ورئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي كما ذكرت وزارة الخارجية اليابانية. وقالت الوزارة في بيان لها إن رئيس الوزراء الياباني شرح لرومبوي الوضع في اليابان بعد الزلزال الذي ضربها في ال11 من الشهر الجاري والذي نتج عنه تسونامي هائل لاسيما الوضع في محطة (فوكوشيما) النووية التي تضررت كثيراً بسببهما.. وأعرب كان وفقاً للبيان عن رغبته ورغبة بلاده الصادقة بالإفصاح للاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي عن المعلومات بشفافية في ما يتعلق بالوضع في محطة (فوكوشيما) النووية، كما أعلنت هيئة السلامة النووية في اليابان أن العاملين في مفاعل نووي لإنتاج الكهرباء دمرته أمواج مد عاتية (تسونامي) أوقفوا العمل موقتاً أمس الأربعاء في المفاعل رقم 2 بالمجمع بسبب معدلات الإشعاع المرتفعة.. وقالت وكالة السلامة النووية والصناعية ان العاملين انسحبوا بعد ان أظهرات معدات مراقبة الإشعاع مستويات عالية تدخل حيز منطقة الخطر.. وهناك مئات العاملين في المفاعل يحاولون منع وقوع كارثة نووية وأحياناً يضطرون إلى الانسحاب من أجزاء من المجمع عند ارتفاع معدلات الإشعاع.. هذا وقد ضربت سلسلة من الهزات الارتدادية أمس الأربعاء الساحل الشمالي الشرقي لليابان الذي دمره زلزال وموجات مد عاتية تسونامي في 11 مارس الجاري.. وكان زلزال بقوة 6 درجات على مقياس ريختر وقع في الساعة 0712 صباحاً.. وذكرت وكالة “كيودو” اليابانية للأنباء أنه لم ترد تحذيرات بحدوث تسونامي عقب تلك الهزة الأرضية.. وقالت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية إن هزات أقل قوة تتابعت في مقاطعتي فوكوشيما وإيباراكي.. وذكرت هيئة الشرطة الوطنية أن حصيلة القتلى المؤكدة بلغت 9301 حتى الساعة التاسعة صباحاً مع وجود 13786 مفقوداً.. وأفادت الشرطة بأنها أرسلت 120 ضابطاً و50 سيارة دورية إلى إيواتي وفوكوشيما لمكافحة الجريمة هناك.. يأتي هذا فيما تم إرسال 63 ضابطاً إضافياً إلى مقاطعة مياجي التي سرق منها 40 مليون ين (495 ألف دولار) مؤخراً.. إلى ذلك دعت الحكومة اليابانية المستهلكين إلى الامتناع عن تناول الخضروات الورقية مثل السبانخ والملفوف المنتجة في محافظة فوكوشيما التي تحتضن المحطة النووية المعطوبة.. وأصدر رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان توجيهات بذلك أمس بعد أن اكتشفت مستويات إشعاع أعلى بكثير من الحدود المسموح بها في بعض الخضروات المزروعة في فوكوشيما. وقال: “إن المستهلكين يجب ألا يأكلوا الخضروات الورقية مثل السبانخ والملفوف المزروعة في فوكوشيما وأضيف إليها البروكلي والقنبيط”.. مشيراً إلى أن تم منع شحن القنبيط من فوكوشيما والبقدونس والحليب غير المبستر من محافظة إيباراكي المجاورة لمحافظة فوكوشيما. ووفقاً لوزارة الصحة اليابانية تم اكتشاف مستويات من مادة السيزيوم المشعة أعلى ب164 مرة من الحدود المسموح بها في أوراق خضروات في فوكوشيما وفي إيباراكي. من جهة أخرى أعلنت اليابان أمس الأربعاء ارتفاع حصيلة ضحايا كارثة الزلزال وموجات تسونامي التي ضربت شمال شرق اليابان مؤخراً إلى 25 ألف قتيل ومفقود.. وأوضحت الشرطة اليابانية في بيان نقلته وكالة الأنباء اليابانية (كيودو) أن عدد القتلى في أسوأ كارثة طبيعية في اليابان منذ زلزلزال (كانتو) بلغ حتى أمس 9487 قتيلاً فيما لايزال 15617 في عداد المفقودين.. ويتوقع على نطاق واسع ارتفاع حصيلة الضحايا لاسيما بعدما جرفت موجات تسونامي العديد من العائلات بأكملها دون أن يعلن عن أثر لها حتى الآن.. وقالت الشرطة إن 5714 شخصاً من الضحايا لقوا حتفهم في اقليم مياجي الأشد تضرراً وحدة فيما تأكدت وفاة 2939 شخصاً في اقليم ايواتي المجاور ولايزال نحو 260 ألف شخص يكافحون من أجل تحمل الطقس البارد في 1800 ملجأ بعدة مناطق بينها العاصمة طوكيو. من ناحية أخرى قررت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية والعمل إحصاء عدد الأطفال الذين فقدوا والديهم في الكارثة المزدوجة وتقديم الدعم لهم من خلال إرسال أخصائيين اجتماعيين إلى المناطق المنكوبة.